Originally Posted by
مريم خليل الضاني
علاقـــــة
تململَت في مقعدها الملتصق بمقعده ، وحدجته بنظرات متوجسة حين أخرج السكين من جيبه و قذفها في الهواء إلى أعلى ، وقبل أن تسقط التقطها بخفة مدهشة ، وقلّبها بين أصابعه بطريقة بهلوانية ، ثم قذفها تارة أخرى إلى أعلى .
سرت في جسدها تلك الرعدة المعتادة ، تصبّب العرق منها غزيرا، تجمدت الكلمات في حلقها الشديد الجفاف. صمْت موحش سبق كلماتها المقطعة :
ألن ..... تكف ... عن إيذائي ؟ ! .
رماها بنظرات فاترة قائلا :
أنا لا أؤذيك ...أنا ألعب ! .
ـ انظر إلى جسدي المثخن بالجراح من جرّاء لعبك .
ـ أنا لا أتعمد إيذاءك ، أنا ألعب فحسب .
ـ ولكنك أقرب الناس إليّ ، ويجدر بك أن تتجنب إيذائي .
رد بحنق:
إن عليك أن تعي أنها مجرد لعبة أجد متعة في ممارستها .
ـ ولكنها تؤذيني .
ـ أف ! قلت لك أنني لا أتعمد إيذاءك .
قذف السكين إلى أعلى فتبعتها عيناها بوجل ، وما لبثت السكين أن هوت على ذراعها قبل أن يتمكن من التقاطها . انبجس الدم غزيرا من جرحها العميق فقالت :
لا بأس ، سيندمل بعد حين.
جعلت تضغط بأصابعها بقوة على الجرح ، إلا أن الدم ظل يتدفق من الشريان المقطوع !.
الأديبة المبدعة
مريم الضاني
صباح الخزامى
نعرف أسلوبك الجميل العميق في القص
ونعرف سلاسة وجزالة السرد عندك دائما
ونعرف دقتك في اختيار الشخوص والحدث واللقطة المميزة
والمتغير اللافت عندك دائما هو الفكرة
ففي كل مرة تمتعينا بفكرة مختلفة مميزة
وهذه الفكرة أعجبتني لعمق دلالتها وحسن التقاطها كتعبير
شديد الوضوح على العلاقة بين طرفين
تلك العلاقة القائمة على ( مصائب قوم عند قوم فوائد )
علاقة مضطربة استغلالية مصلحية
تبرز فيها ( الأنا ) الذكورية متسلطة لاهية مستهترة
مقابل ( الأنا ) الأنثوية المستسلمة المسحوقة
روعة اللقطة في تمتعه اللامباشر بتعذيبها
وغرابتها في قبولها الإستمرار
ربما ليس لها ملجأ أو بديل إلا هو
وعمقها هو إسقاط حالة مادية أو مطلق مادي فعلي نشاهده كل يوم
على مطلق معنوي
وبذلك لا أملك بعد الإعجاب إلا تثبيتها
شكرا لك وتحياتي