"...حَدِّثِيــــــــنِي..."
................
حَلَّ ليلي و الناس نِيام
جَنَّ ليلي و الناس نيام
ناداني
إليه... دعاني
لِيَحْتويني بِسُهْدٍ....
.........
أتُراه أسَرَني أم حرَّرَني؟
ما عرفتُ
ما أحْسَستُ إلا طوق الغموض
يَلُفُّني ...و يَضُمُّني
ثم إنَّه جذبَنِي ، بِقوةٍ حَرَّكَني
في جنح الظلام جَرَّني
إلى هناك
إلى أرضٍ نديّة
امْتدَّتْ بين نهرين
.....
على سطح السواد المتموِّج
ينعكسُ القمر نجوما
لآليء بيضاء
تُشعُّ و تتراقص.... سماءٌ مائية
و الأرض السَّمْراء دِفءٌ حَيٌّ
ينبض و يتنفَّس...رُوحٌ تُرابية
... إني أضيع ...
في جَوِّ البهيم اللطيف أضيع
مع النسيم الخفيف أهيم
تُذكيه رائحة الماء و العشب و التراب النديّ
و الخزامى
و النعناع البرِّي
...إني أضيع ....
بِرُوح حَلّقَتْ
و جَسَدٍ امتدَّ مِثل الأرض
فوق الأرض
إنَّها تُدفِئني ...تُلوِّنني
تُكلِّمني بصوتٍ....
يَخْرجُ مِن الأعماق ...مِن بئرٍ
يُزَلزِلني
يأسِرُني أو يُحرِّرُني
تقول : حَدِّثيني....
عَنْ جَوَادِكِ.... حَدِّثيني
أقول لها :
عَنيد أدْهَمٌ
كَرِه الانحباس
برِّيٌ مُتمرِّد
عَشِق الانطلاق
لم يُرَوِّضْهُ أحد
لكنه يرتسم خيالا أمام القمر
لِيَطلبنِي...
.بِقوَّةٍ ....بِعُنْفٍ يَطلبُني
أنقاد إليه ...إنه يَطلبُني
أعتليه ....دون سَرجٍ
ينطلقُ بي
أتمَسَّكُ بِرَقبته
أطوِّقُها
يُسرِعُ بي
يَركض دون توقفٍ
بِــي
يَركضُ بِقوةٍ ... بِعُنفٍ ٍ ... بِتمَرُّد
يركضُ بِـي
يَعشقُ الانطلاق و الحُرّية
بِــي
يمتدُّ مثل الأرض
مثل الفضاء
يُحَلِّق بي
يُبْعِدُني عَنْ كل بُعدٍ....
و يَبْتعِدَ بِــي
يأسِرُني أو يُحرِّرُني
......
لكنه دفءٌ حيٌّ
ينبض و يتنفَّس
و يَلفُني
و يَضُمُني
لِيُدفِئني ...لِيُلوِّنني
لِيُكلِّمني بصوتٍ....
يَخرجُ من الأعماق ...مِن بئرٍ
يُزَلزلني
يأسِرُني أو يُحرِّرُني
يَقول : حَدِّثيني....
~ ~ ~
إلى جواديَ الأدهم...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت.الصمت
