بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
ان وصي الإمام المهدي (ع) يخرج ممهداً وداعياً لنصرة الإمام المهدي (ع) قبل القيام الشريف وخروجه يكون في آخر الزمان المليء بالفتن واختلاف الرايات الضالة المتشبهة بالحق فستوضع الأمة على مفترق الطريق كما قال تعالى : (إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) كما وضعت الأمة كذلك في زمن وصي الرسول (ص) الأول علي بن أبي طالب (ع) و سلبت الخلافة من وصي الإمام المهدي (ع) بالشورى (الإنتخابات) كما سلبت كذلك من أمير المؤمنين (ع) وهذا يستلزم خروج أكثر الناس من الولاية الالهية أيضاً كما حصل ذلك في زمن أمير المؤمنين (ع) إذ لم يبق مع أمير المؤمنين من المهاجرين والأنصار إلا أقل من أصابع اليد ورجعت الناس كلها جاهلية كما ورد في الروايات الشريفة ومن الطبيعي سيكون أمر وصي الإمام المهدي(ع) غريباً على الناس ومنبوذاً لديهم لأن الناس أعداء ماجهلوا فعن الرسول (ص) قال : ( بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) فالناس في آخر الزمان أتباع علماء الدين المنحرفين كما ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : ( يكون في آخر الزمان قوم يتبع قوم مراؤن يتقرؤن ويتنسكون حدثاء سفهاء لايوجبون أمراً بمعروف ولانهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم ...) تهذيب الاحكام 6 /180.
وعن الصادق (ع) عن أمير المؤمنين (ع) عن الرسول (ص) إنه قال : (سيأتي على الناس زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه ومن الأسلام إلا إسمه يسمون به وهم أبعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود ) بحار الانوار ج52 ص 190 / روضة الكافي ج8 ص308 .
فكيف يكون حال من يخرج مصلحاً في هكذا زمان فيه الناس عبيداً لعلماء الضلالة ؟؟ وماذا يلقى من هكذا أناس غير التكذيب والأستهزاء والعداء المقيت ! كما كان حال الأنبياء والمرسلين قال تعالى : (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) يس30 .
وفي هذا الحال حتماً ستخرج الناس عن الولاية الالهية وتدخل في ولاية الشيطان لأنها تركت داعي الحق ونصبت واتبعت دعاة الضلالة كما في الرواية عن سليمان الدليمي قال : قلت للصادق (ع) : ( (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) قال: يغشاهم القائم بالسيف قلت : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ) قال : خاضعة لا تطيق الأمتناع . قلت (عَامِلَةٌ) قال : بغير مانزل الله قلت : (نَّاصِبَةٌ) قال : نصبت غير ولاة الأمر قلت : (تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً) قال : الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة جهنم ) الكافي ج8 ص 51/. / الصراط المستقيم 2 /253 .
وهذا الحديث ينص على أن الناس في آخر الزمان وقبل قيام القائم (ع) ستعمل بغير كتاب الله تعالى (الدستور الوضعي) وستنصب غير ولاة الأمر بـ(الإنتخابات) وولاة الأمر هم أوصياء النبي محمد (ع) الأئمة والمهديين (ع) كما جاء في تفسير قوله تعالى : (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) .
عن الحسين بن أبي العلاء قال : ذكرت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) قولنا في الأوصياء إن طاعتهم مفترضة قال : فقال : نعم هم الذين قال الله تعالى : (أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) وهم الذين قال الله عز وجل (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ) شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني 5 / 153.
عن الباقر (ع) قال: ( أولوا العقل والعلم قلنا: أخاص أو عام قال: خاص لنا ) وسائل الشيعة 18 / 98.
وقد وردت الكثير من الروايات تنص على إن الإمام المهدي (ع) لا يقوم حتى تخرج الناس من الدين أفواجاً حتى لا يبقى إلا كالكحل في العين أو الملح في الزاد !!!
وهذا المصير المرعب للأمة والخروج الجماعي عن الدين لا يمكن أن يكون له سبب غير الخروج عن ولاية الأئمة (ع) ومن المعلوم إن الإمام المهدي (ع) غائب في هذا الزمان وإن الأمة كلها تؤمن به وتقر بخروجه ظاهراً وخصوصاً الشيعة فلابد أن يكون الأمتحان بغير الإمام المهدي والخروج عن الدين والولاية لا يكون إلا عند رفض الأمة إمامة وصي من أوصياء الرسول (ص) .
عن أبي جعفر (ع) قال : ( قال الله عزوجل : لأعذبن كل رعية في الأسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ولأعفون عن كل رعية دانت بولاية كل إمام عادل من الله وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة ) غيبة النعماني ص131 .
إذن لا يخرج الله تعالى الأمة من الولاية إلا إذا رفضت أحداً من أوصياء الرسول (ص) ولا يوجد وصي قبل قيام القائم (ع) إلا المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) وهو اليماني الموعود كما سبق بيانه مراراً فلابد أن تمتحن الأمة قبل قيام القائم (ع) بوصيه وبرفضها لذلك الوصي واتباعها علمائها المضلين خرجت عن الولاية والدين كما ستسمع ذلك من الروايات الآتية :ـ
عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل قال: ( ... فوالذي نفس علي بيده لاتزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلمة وعسف وجور واختلاف في الدين وتغيير وتبديل لما انزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن وإختلاف وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتسكع ...) غيبة النعماني ص144-146 .
وعن أبي جعفر (ع) : قال : دخل الحسين بن علي على علي بن أبي طالب (ع) وعنده جلساؤه فقال : ( هذا سيدكم سمّاه رسول (ص) سيداً وليخرجن رجلاً من صلبه شبهي شبهه في الخلق والخلق يملأ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً قيل له : ومتى ذلك يا أمير المؤمنين فقال هيهات إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها ) الملاحم والفتن باب 76 / معجم أحاديث الإمام المهدي 3 /40.
وفي خطبة طويلة لأمير المؤمنين (ع) قال فيها : (... ووا أسفاه من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً المتشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع المؤملة الفتح من غير جهته كل حزب منهم آخذ (منه) بغصن أينما مال الغصنمال معه... إلى أن قال (ع) : واعلموا إنكم ان اتبعتم طالعالمشرق سلك بكم مناهج الرسول (ع) فتداويتم من العمى والصم والبكم وكفيتم مؤنة الطلب ...) الكافي ج8 ص63 .
وعن الرسول محمد (ص) أنه قال : ( إن علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً الثابتون على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الاحمر ...) إلزام الناصب 1 / 156-157 .
وعن أمير المؤمنين (ع) في حديث: (... فوالذي نفسي بيده ما ترون ماتحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين وحتى لايبقى منكم ـ أو قال : من شيعتي ـ إلا كالكحل في العين والملح في الطعام ...) إلزام الناصب 1 /244 .
وعن أمير المؤمنين (ع) إنه قال : ( كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعى فلا تجدونه يا معشر الشيعة ) الإمامة والتبصرة 1/22 ابن بابويه القمي .
وجاء في تفسير قوله تعالى في بداية سورة براءة : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
عن جابر عن [ جعفر بن محمد ] أبى جعفر عليه السلام في قول الله : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ) قال : خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه ) تفسير العياشي ج 2 ص 76.
وهذا يدل على وجود آذان دعوة للإمام المهدي (ع) قبل قيامه الشريف ولابد أن يكون آذان الدعوة بواسطة شخص غير الإمام المهدي (ع) لأنه تواترت الروايات في أن الإمام المهدي (ع) عند قيامه لا يعطي المكذبين إلا السيف ولا يأخذ منهم إلا السيف ولا يستتيب أحداً .
عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف لا يستتيب أحداً ولا يأخذه في الله لومة لائم ) الغيبة للنعماني ص 233.
وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ( ما تستعجلون بخروج القائم فو الله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الشعير الجشب وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف ) الغيبة للطوسي ص460.
وقوله تعالى : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) قد أعلن الله تعالى فيها البراءة من المشركين المكذبين لرسوله وقال الرسول محمد (ص) : لا يؤديها عني إلا شخص مني فكان وصيه الإمام علي (ع) هو المؤذن بها بين المشركين نيابة عن الرسول محمد (ص) وتفسير الإمام الباقر لهذه الآية بأنها في آذان دعوة القائم (ع) يشير الى أنها أيضاً براءة من الإمام المهدي (ع) لكل مكذبي دعوته قبل قيامه من قريش آخر الزمان وغيرهم من الذين أشركوا مع الإمام المهدي (ع) غيره في الحكم والقيادة وأيضاً فيه اشارة الى أن الذي سيعلن هذه الدعوة والبراءة شخص غير الإمام المهدي (ع) ولابد أن يكون منه ووصيه كما كان المعلن لبراءة الرسول (ص) من المشركين وصيه أمير المؤمنين (ع) وهذا ما حصل فعلاً عندما أعلن السيد أحمد الحسن وصي الإمام المهدي (ع) براءة الإمام الإمام المهدي (ع) من كل المكذبين لدعوته بواسطة رسوله اليماني الموعود أحمد الحسن إلا أن يتوبوا قبل أن يأتيهم العذاب وقد ورد عنهم (ع) : ( سيعود الأمر كما بدأ ) .

يتبــــــــــــع