"...فراش وُدٍّ ..."
خِلته حُلما في المنام
و إذا به يمثُل أمامي
فراش جميل الألوان
ينشر زهرا و ريحان
و لآليء نور و جُمان
و يفوح مِسْكا و عطرا
و محبوب عودٍ يُرام
و عنبريًّا بنفحات عبير
طيَّبتِ المنزل و المقام
حطَّ هنا على غصون أيامي
و نثر من الطيب و النور و الجمال
ما نوَّر كل مكاني
و في غمرة وُدِّه المُنساب
رقراقا بحلاوة العسل
و خفة السحاب
إذا به يلمح خيال كتاب
مضى عليه ما مضى من السنين
و الأعوام
و علا غلافه المهتريء
كثيب من غبار الزمان
سِحرٌ هنا تجلّى
بدُنوِّ الفراش يتدلىّ
فكان قاب قوسين أو أدنى
من الخيال المركون
و بنعومة لمساته
أزال ما غطَّى غلافه و جنباته
من غبار أيامه
و بحنو نظراته
تأمل حروفه و كلماته
و تنقّل بين أوراقه و صفحاته
و أبحر بين سطوره
و ما وراء سطوره
فما كان منه إلا أن
نثر مجددا كل زَهْرِه
و وَرْدِه
و ريحانه
و فوَّح
بطيب عِطْره وشذاه
كل صفحاته
و جنباته
و زيَّن بطيب ذكرى
كل أغصان أيامه
~ ~ ~