لقاء حواري مع الأخ الكريم الدكتور
مقبل العمري


سلام الله عليك في البدء أخي الكريم مقبل ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ...
أحييك في رحاب المربد المزهرة بكل حرف عربي أصيل ازدان بتحية الإسلام الخالدة ... بحروف من مسك وطيب أحييك، وبحروف من أريج وشذى أهدي إليك هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبسط هذا الجسر الثقافي التواصلي على هذه الصفحة المربدية المشرقة، أرى في ما أرى أن أستهل هذا المقام المعرفي بتمهيد تأملي، وبباقة من ورودك الشعرية ...
للحرف العربي الأصيل والشعر العربي العتيق، لا ريب، نبض رشيق وجوهر جليل، بل إن لهذا الكائن اللغوي الحي وذاك أصوات، وأصداء، ونبر، وهمس، وصهيل ... ثم كيف بألق الصبح والفرح الجميل؟ وكيف بالعتمة إذ ترخي سدولها، وكيف بالحلم القتيل؟ كيف بحال المرء إذ يمشي وحيدا في القيظ وهو يتصبب من الجبين إلى أخمص القدمين عرقا على عرق، وكيف به إذ يقطع الليل فردا، وقد سكن في عينيه أرق جاثم على أرق؟ ثم كيف به إذ يجوب الأرض غريبا ينادي الرحيل الرحيل، وحذار من الغرق؟ أحقا ستظل هذه الحروف حبرا على ورق؟ أصدقا لن تفيد هذه الكلمات اليوم وغدا وبعد غد في شيء كثير أو قليل من خطها، ومن سمعها، ومن بها نطق؟

السلام المستحيل
يا مجـدنا المسلوب منــّاعنـوةً*
باسمِ السلامِ كحجةٍٍ ورداءِ
يا نجمة كانت تضيء سماءنا*
ومنارةً للنَّاس فى الأرجاءِ
أو يا رسالتنا البليغة للورى*
وكتابُنا المشحونِ بالأضواء
يا جنة الدنيا التي فتنت بها*
تلك القـرونِ حبيسةِ الظلماءِ
يا لوحةً ما كان يرسم مثلها*
إلاَّ ملوكُ الفنِّ من آبائي
قد كنت يا "مدريد" من أقطارنا*
حتّى زهوتِ بحلةٍ عجماءِ
وتقطعت الوصال جميعها*
وعلاقةُ البنيانِ بالبنَّاءِ
مقبل العمري
***
سؤال قبل الأسئلة
من هو يا ترى مقبل العمري جملة وتفصيلا؟
سؤالي الأول
ما الذي يعنيه لك الشعر العربي؟ وما الذي يقصد به في رأيك بعيدا عن التعريف المتداول؟ ثم هل ما يزال الشعر ديوان العرب بغير منازع؟
سؤالي الثاني
كيف كانت البداية الشعرية لديك؟ وما هي في رأيك رسالة الشاعر ووظيفته الحقيقية؟ ومن هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
سؤالي الثالث
هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
سؤالي الرابع
ما طبيعة القصائد الشعرية التي تجد في نفسك ميلا إلى رصدها بالقراءة واقتفاء أثرها بالتلقي؟
سؤالي الخامس
ترى هل القصيدة الشعرية في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية النثرية؟
سؤالي السادس
كيف ترى القصيدة العربية المعاصر؟ ثم أثمة موضوعات لها قصب السبق في اهتمامات شعراء العرب؟
سؤالي السابع
ما الذي يعنيه النقد الشعري بالنسبة للقصيدة العربية قديما وحديثا؟
سؤالي الثامن
هل ثمة من علاقة جوهرية عميقة بين شكل القصيدة العربية ومحتواها ودلالاتها؟
سؤالي التاسع
ما هو في اعتقادك حظ الإلقاء والإنشاد مما ينظمه الشعراء المعاصرون؟
سؤالي العاشر
ترى هل ثمة أصداء للسيرة الذاتية، الخاصة بالشاعر أو بالشاعرة في ما ينظمانه من شعر؟
سؤالي الحادي عشر
ما الذي تراه في الشعر الإسلامي الحديث؟ وما نظرتك الخاصة إلى الأدب الإسلامي مطلقا؟
سؤالي الثاني عشر
كيف ينتقي الشاعر عناوين قصائده ودواوينه الشعرية، ثم ما الذي يدل عليه العنوان المنتقى في رأيك؟
سؤالي الثالث عشر
ما الذي تراه في شأن النثر الشعري/القصيدة النثرية؟ وهل ثمة ما يشهد لهذا اللون التعبيري في الأدب العربي؟
سؤالي الرابع عشر
كيف ترى مسألة الغموض والتعمية في الشعر العربي؟ ثم أما تزال للرمز حديثا ذات المكانة التي كانت له قديما؟
سؤالي الخامس عشر
هل ثمة من مقارنة ممكنة بين عتيق الشعر العربي وحديثه، أم أنه لا قياس مع وجود الفوارق؟
سؤالي السادس عشر
ما حقيقة الصلة بين الشاعر وشعره؟ وهل من حضور للبعد الأخلاقي الإسلامي في معظم ما ينظمه شعراء البلاد العربية الإسلامية من شعر عربي اليوم؟
سؤالي السابع عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض شعرية مستحدثة؟
سؤالي الثامن عشر
ما حظ الصبي مقبل العمري مما تنظمه من قصائد شعرية؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من أسئلة ترقبت مني بسطها في هذا المقام الحواري، فلم أهتد إليها؟

هذه أسئلتي الحوارية، التي أرجو أن تجد بين ثنايا حروفها الاستفهامية نصيبا مما كنت تستشرفه من بعيد أو تنتظر بزوغ هلاله عن قريب، وهي باقة حروف أهديها إليك وإلى أهل المربد وزواره الكرام أزهارا في مزهرية مربدية، ثم إنها قطرمن غيث، وغيض من فيض، ومنتهى القصد والمبتغى أن تضيف جديدا أو تضيء قديما، وعسى أن تقر بها وبحروف إجاباتك المنتظرة أعين القراء الأفاضل والقارئات الفاضلات، وأن يتقبلوها بقبول حسن...
في انتظار حروف إجاباتك مشرقة محلقة في سماء هذه الواحة المربدية الصافية.
حياك الله



د. أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com