يأبى وجهيَ العربيُ ...

بينَ ازدحام ِالوجوهِ أن يَختَبِأ

كأنَه رايةٌ كربلائيةٌ ... تطوفُ في الأحياءِ على كلِّ أمرئ


أو كأنهُ مبتور بسيفِ الجراحاتِ وعلى متوني مُتكأ


تارةً ...

متوجٌ بقلائد المجد التليد ..

. وأخرى

ملويٌ مُطأطأ


يعب ُ منه الحزن أحزاناً حتى يمتلئ


ويكتبُ يومياته ملامح َ...

طوراً يرسُمها



وطوراً يُنشأ


أتساءل لماذا ...؟


وكيف ... ومتى ... ومن المُخطِىء ؟

ما بالُ الزمانِ على دينِ اعرابهِ صبأ


تصدع َ...


أم أن العربي من الزمان ِ قد صدأ ؟!


ما الذي يجعلُ منّا على أكتافِ الأخرينَ عبأ ؟

... ملحمةٌ للشامتين َ والمتربصة ٍ ومهزلة ٌ لمن هزأ ؟!


أولسنا أحفادُ سومرَ ... وبابل و آشور وسبأ ؟


ونجومُ كل العصورِ في سمائِها نتلألأ...


كلُّ بقعةِ في الدنيا لنا فيها أثرٌ أو رسومٌ أوموطئ

فاتحينَ أو غزاةً ... معلمينَ أو عتاة

لايُهم !!

واليومَ بالكادِ باحثينَ عن ملجأ


كلُّ الأممِ تنجبُ شعوبَها ... وبلداني عن أبنائِها تتبرأ


مشردينَ ولائذينَ بين الدولِ مثل فضيحةٍ على الملأ !


وأخبارُ كلِّ هزيمةٍ وجريمةٍ نحن فيها الخبرُ والمبتدأ


تطاردُنا في كل زمانٍ ومكانٍ ... وفي كل صحيفةٍ ونبأ


وحدنا من يموتُ جوعا وبرداً وظمأ ... وقد كُنّا شركاء الماء والنار والكلأ


مالذي طرأ ... ؟!

ماالذي جعلنا طارئينَ كنباتِ الكمأ !!



وقد كُنا( خيرَ أمةٍ أخرجت للناس ) ...

واليومَ من سيئ ٍ الى أسوأ ...

بنا وحدنا ينتهي التاريخُ ... وبنا رَحاهُ تبدأ


منذ أن علمناهُ كيفَ يكتبُ الحكاياتِ ... وكيفَ يرسمُ ويقرأ


وكيف يصنعُ قانونا وحرياتٍ ... وعدلاً وأدياناً ومبدأ


ثم ... صدرناهُ مختوما بعلامةِ المنشأ


عربيٌ أنا ...



عربيٌ شاءَ من شاءَ أو لم يشأ


طهٌر وضوءٌ وشرف ... ووضوءُ كلِّ التواريخ ِ


إذا مارامَ التاريخُ أن يتوضأ ...


أترعنا ثغَرك ياتاريخُ عزًّاً حتى تقيأ !


ولكن تبقى الأجابةُ حِكرا لمن يتجرأ


ويلفظُ قيحاً لايتنكرُ ولا يتلكأ :


طابَ مقامُنا على تلالِ النصرِ نتجشأ

وحسبناهُ مجداً يالمجدِنا الأ ردأ

مارتوى فيه نائماً ولا تهنأ

قعدنا طويلاً على رداء العز حتى تَهرّأ






مأمون علي البورسان