جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير حقوق الانسان : ( الأمريكي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...230479&Sn=CASE

تقرير حقوق الانسان الذي نشرته وزارة خارجية ( كوندي ) عن الدول الأخرى اغاض العملاق الصيني ، ورد ّ بتقرير مماثل يصف حقوق الانسان حسب مفهوم آخر ، وبعيدا عن طرافة التقريرين اللذين يوثقان لحروب تقارير لاتقف على غير قاعدة المصالح الدولية ، التي تفسرها كل دولة حسب مصالحها من تشويه سمعة هنا وضغط معنوي هناك ، قريبا من رؤى الصينيين الذين خرجوا عن طورهم ، نجد ان التعليق الصيني على تقرير ( كوندي ) جاء اكثر من حاد ولاذع .

شتيمة ( النفاق ) و ( ازدواجية المعايير ) ، ومثالها الأبرز كان ماارتكبته قوات الاحتلال الأمريكية في العراق ، وكل ماجرى فيه من هدر امريكي متعمد لحقوق الانسان العراقي ، على كارثة تهجير خمسة ملايين وما لايقل عن مليون ضحية عراقية خلال اقل من خمس سنوات من عمر الاحتلال . طبعا هو ماذكره التقرير الصيني الذي اعتمد وثائق لما جرى ، ولكن اميركا توثق وفقا لمعاييرها المزدوجة التي صارت علامة تجارية خاصة بها وحدها في حقوق الانسان ، على حقوق منتخبة لها وحقوق ادنى لأي كائن بشري من خارج خارطة تعنصرها المخزي ضد الآخرين .

واذا كان مروجو خرق الحقوق الانسانية لصالح أميركا وأيران ، ( عربا ) و( عراقيين ) ، قد أثقلت لساناتهم بالعطايا والهبات متعددة الجنسيات ، فماعادت ضمائرهم تتحمل وزر لفظ كلمة ( إحتلال ) حاصل تقرّه وتعترف بحصوله معظم الدول والشعوب ، يناقض حقوق الانسان جملة وتفصيلا ، فهؤلاء ماعادت لساناتهم قادرة عن ذكر اكبر مجزرة بشرية طالت مليون منا وهجرت خمسة ملايين ، لأن المروّجين في محصلة الأمر والنتيجة شركاء حقيقيين في الجريمة ، ولايمكن ان يعدّوا قطعا لامع المسلمين ولا مع العرب في ميزان حقوهم الانسانية بعد أن اعلنوا سابقا ، ولاحقا في مؤتمر برلمان ( اربيل ) المحتلة أنهم : إما مع اميركا ، أو مع ايران ، او مع الاثنين معا ، في جريمة الحرب الحاصلة في العراق .

وصفعات التقارير عن حقوق الانسان تتراكب في عالمنا العربي وحده على مشهد مضحك مبك ، فالبرلمان ( العربي ) ، الذي لطّخ نفسه بعار الاجتماع في ( اربيل ) المحتلة في شمال العراق ، يأتي تغاضيا موثقا معلنا من هذا البرلمان عن أكبر جريمة حرب إبادة ضد عرب العراق استهلت القرن هذا ، على تواطؤ احمق من حكومات عربية لإحتلال العراق ، باتت تجني الآن ثمرات حماقتها تباعا ، فلاتنام الليل من جراء ما ارتكبت بحق نفسها ، وحق قدر الله في خلقنا إخوة بالولادة مسلمين وعربا ، غالبا ما توقعهم حكوماتهم بكل موبقات خرق الحقوق الانسانية ، لأن الاحتلال المركب للعراق لم ينتج ( نموذجا ديمقراطيا ) كما وعدت ادارة ( كوندي ) بل انتج انواعا من الارهاب الدولي والمحلي لم تخطر كما يبدو على بال المعنيين بشؤون ( حقوق الانسان ) لدى كل الأطراف .

حسنا !! .

يرفض ( عراقيون ) تسمية عراقهم ( محتلا ) ، كما يرفضون تسمية الجزر العربية الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة ( محتلة ) ، والرافض ليس عراقيا بل هو ايراني او اميركي اقتبع اسم العراق ، يدوس علنا على كل حقوق الانسان التي اقرتها شرائع الله وشرائع البشر ، كما هو معروف في كل الدول العربية التي انبطحت برلماناتها في اربيل لإرادة أمريكية !! . وجاء الرافض نفسه محتلا غازيا بتسهيل من أميركا ودول عربية ، فيما يقف الضيف العربي طالب ( الحق ) بتحرير العراق والجزر العربية المحتلة عاجزا بمرض ( اللا ّحول واللا ّقوة ) ، وهو من أوائل من انتهكت حقوقهم الانسانية على اياد امريكية وايرانية معا .

وهنا يفرض السؤال المركّب نفسه :

علام نبحث ، نحن المسلمين والعرب ، وحدنا عن حقوق إنسانية ، كنا ومازلنا أول من إخترقها بحق انفسنا وحق اهلنا معا ــ وعسانا آخر من شجع الأجنبي على خرقها في بلادنا وضد شعوبنا ــ لمجرد ان يضمن الأجنبي هذا لنا : مبيت ثرواتنا في خزائنه الأمينة ؟! .

اليس من الأدخر لوقتنا ، من شكاوانا المضحكة المبكية ، ان نعلن اننا بعنا اوطاننا بالجملة والمفرد لمن ينتهك حرماتنا مع كل حقوقنا : لأميركا وحدها وحليفتها ايران ، ونعلن التخلّي والى الأبد عن مطالباتنا المملة غير المجدية لمن إحتلنا طائعين بأن : يعيد لنا من باب ( الصدقة والاحسان ) ما منحناه أيّاه ورؤوسنا تدك ّ ارض الذل ّ العربي التي نراها الآن ؟! .

نعم كان تقرير( كوندي ) عن حقوق الانسان : ( وقحا ومنافقا ) بامتياز ، ولكن عدم اعتراف بعض المحسوبين علينا من البرلمانات المشكوك بعروبتها ، وهم يجتمعون في ( اربيل ) المحتلة بأن العراق والجزر العربية الثلاث ليست مناطق ( عربية محتلة ) ، كان اكثر وقاحة وقلّة حياء من كل ما احتفظ به التأريخ من : وقاحات ودونية أخلاق .

jarraseef@yahoo.com
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...230479&Sn=CASE