قبل ايام توفي المرحوم الشهيد بأذن الله فؤاد حمدان جنيد
في مدينة الفلوجه وسبب وفاته هو سرطان الغدد المفاويه
وقبل شهرين تقريبآ توفي ثلاثه من اهالي المنطقه بنفس
المرض0 هؤلاء الشهداء كانوا ممن بقي في المدينه اثناء
معركة الفلوجه الثانيه ولم يكونوا مقاتلين بل كانوا ممن يعمل
على مساعدة الجرحى ونقل المصابين الى المراكز الصحيه
حيث ان اعمارهم قد جاوزت الخمسين سنه 0
اثناء تشييع الشهيد تحدث احد الاطباء الذين كانو ممن بقي
في المدينه اثناء المعركه وقال 0 نحن كأطياء كنا ناخذ الحذر
من لمس اجساد الشهداء المنتشره في المدينه وكنا نلبس
الكفوف الطبيه عند لمسها تخوفا من وجود غازات سامه
او اثار للاسلحه المستخدمه في القتل وكنا ننصح الناس
المتواجده برفقتنا من لمسها وكان بالقرب مني الشهيد
فؤاد ذات مره ونبهتهه من ذلك لكن الشهيد رحمه الله
كان يحتضن الجثامين عند رفعها الى السياره ليقوم بدفنها
في مقبرة الشهداء وقد كان يتجول في الازقه باحثا عن
الشهداء لدفنهم في المقبره 0
يقول الطبيب ان اكثر الرجال اللذين قاموا بنقل جثامين
الشهداء توفاهم الله بعده فتره منهم من توفي بعد سنه
ومنهم من توفي بعد اكثر من سنه وهكذا الامر بالنسبه
لمن بقي منهم 0 لقد تسربت السموم الى اجسادهم
بفعل الديمقراطيه الجديده 0
القصد من حديثي هذا ان الغازي المحتل لايرحم ابدا
قتل الناس بالغازات والسموم وتفنن بما فعل بحيث
جعل اثر سمومه سارية المفعول الى ما شاء الله
والذي يريد التاكد من الامر ماعليه الا مراجعة مستشفى
الفلوجه ليرى كم من النساء قد انجبن اطفال مشوهين
وكم من النساء قد سقطت الاجنه من بطونها بفعل سموم
جيش الاحتلال وكم من الناس قد ماتوا بأمراض غير معروفه
ناهيك عن اللذين يقتلون برصاص الجيش المحتل وعن اللذين
هدمت عليهم بيوتهم وماتوا تحت الانقاض 0
ان الجيش الغازي عندما يعجز عن ملاقات مقاتلين اقوياء
يلجأ الى الطرق الخسيسه والخبيثه في تصديه لخصمه
وهكذا فقد نفث سمومه على المدينه عندما انكسرت شوكته
في ملاقاة الابطال 0
لقد استشهد فؤاد ورفاقه بسموم نفثتها قوه طاغيه متجبره
بقيت ملتصقه بجثامين الشهداء وما زالت سمومهم عالقه
في سماء المدينه فما الذي يخبئه لنا الجيش المحرر على
حد قول بعض السياسين الذين لايقبلون ان نسميهم جيش
احتلال 0
الايام حبلى بالمفاجئات نسأل الله تعالى ان يحمينا من كل
غادر ومن كل من جامل وداهن وتقوى بالغادرين
