خيبة أمل..

بنشاط غير مسبوق , نهضت باكراً من نومي , وحاولت إيقاظ ابنة عمي , التي أشاركها الحجرة منذ أن كان عمري الحادية عشرة, فلا تستيقظ بل تسحب الغطاء على رأسها , وتتمتم بكلمات لا أفهمها ,أتركها و تحلق روحي كفراشة ربيعية , فمنذ خمس سنوات و أنا أنتظره ..و أنتظره, أفرح عندما تلامس يدي رسائله التي يرسلها , صحيح أنه لا يذكرني فيها إلا بسطرٍ واحدٍ فقط وهو "كيف حال ابنة عمي "
إلا إنني أشعر باشتياق إليه , و كذلك متشوقة لتلك المفاجأة التي حادث عنها عمي و عمتي..بتأكيد إنه يقصدني ..حالما انتهيت من عملي ارتميت على الأريكة بهدوء و تابعت آخر حلقات مسلسل " لا للحب" كم هي فاتنة تلك البنت اللعوب..و لكنها لن تكون أجمل مني , أستعرض اللحظات القليلة القادمة و التي سيأتي فيها ابن عمي ليقول "هل تقبلين بي يا أمل؟!"
أعلم أني سأخجل لحظتها , و سيصيب وجهي الاحمرار و سترتعش كفاي و سينبض قلبي بقوة و كأنني في حلم وردي ..
خمس سنوات قضاها ابن عمي وحيداً في بلدٍ بعيد , يحمل همومه لوحده ولا يجد من يشاركه إياها .أما اليوم فقد عاد بشهادة كبيرة جداً و ليست كشهادتي الابتدائية العفنة..لا يهم سيعلمني ما أجهله ..إنه طيب و خلوق ..و يكفي أنه ابن عمي..
أحن لرؤية صوره التي أخبئها في خزانتي القديمة ..أحاول دوما أن أخفيها جيدا حتى لا تراها ثريا فهي دائماً ما تسخر مني و تقول "عيشي حياتك يا أمل ..و اتركي الأوهام"
أي أوهام فأنا لم أخبرها بشيء ..إنها بتأكيد تهذي!!
الصور بين يدي و كذلك الرسائل و التي لا تحمل لي إلا سطراً واحداً ..أتأملها بحب ..و أنتظر ساعة قدومه..يتخلل سمعي صوت جرس الباب , نعم إنه الجرس ..و لست بواهمة ..لقد أتى..أهز ثريا النائمة "لقد أتى" تصرخ في وجهي "اذهبي بعيداً عني "
أسرع ناحية الباب أتأهب لفتحه ..أتنفس بعمق..ثم أفتح الباب ..ليطل عليَّ ابن عمي و إلى جانبه امرأة صفراء الشعر!!