لم يؤثر عامل السن في نشاطه،وقد بلغ من الكبر عتيا ، فكان يرتدي معطفا أبيض وقد
اتحدت لحيته مع البياض ،فظل يحافظ على رشاقته والبسمة لا تفارقه ...هل سينجح
في درسه النموذجي؟؟؟
كانت القاعة غاصة بأهل الطباشير ورؤسائهم ومؤطريهم...
(الله يخرج هذا الطرح بسلام )،ولسان الأستاذ لا يفتر من التعوذ والدعاء ،وكان الارتباك
باديا عليه ،فيحاول إخفاء ذلك بحركاتة وخفته..
جميع العيون تترصده ،والأقلام تتضارب وتتسابق وكأنها في الحلبة...
السي السعيدي ،أحضر كل حلي الزوجة ،وكل الأدوات المنزلية من سكاكين وصحون وكؤوس
ولم ينس البطاريات والأسلاك والأطفال يتابعون أستاذهم ويشاركونه من حبن لآخر..
لقد تصبب الأستاذ عرقا ،فوصلنا لهيب تجاربه بين موصل وعازل..
ظلت العبارتان تتداولان ،والأدوات والصيغة تتقارع و تخضع للتجارب...والمصباح بين
اشتغال وعدمه..
مرت 45دقيقة والتجارب لم تنته بعد..
كان تدخل الأستاذ العويس ضربة قاسية ،تنكرت لكل الجهود وجاء التقييم بالحرف....
...الدرس كان عبارة عن علبة داخل علبة والعلبة الداخلية فارغة...