النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: عُدْ إلى صمتك

  1. #1 عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    عُدْ إلى صمتك

    خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

    وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :


    كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

    تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

    في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

    المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

    رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .

    حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية المخضرم
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    كندا
    العمر
    54
    المشاركات
    25
    معدل تقييم المستوى
    0
    ما شاء الله عليك أخي الكريم
    نفس الشعور ينتابني دوما .
    اشكرك على كلماتك الرائعة والغالية.
    إلى الأمام والألق دوما والتميز.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    عزيزي المخضرم
    تحية طيبة أضعها بين يديك
    وبعد :
    فهذه مشاعر كل حر أبي
    شكرا لك مرورك الغالي .
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    342
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان قدري عثمان مكانسي مشاهدة المشاركة
    عُدْ إلى صمتك

    خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

    وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :


    كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

    تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

    في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

    المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

    رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .

    حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في هذا الزمان قلّ الخلان والأصدقاء وأصبح الإنسان تعبان وغلبان ولكن لايعني هذا أن ننعزل بل يجب أن نواصل المشاور وسنجد مانريد طبعا لابد أن تكون المعانات في هذا الزمان وإني أوصيك أن لا تنعزل ...كانت أفكارك مشوقة ومميزة وممتازة لإنها تتحدث عن الواقع الذي نعيشه كل يوم بارك الله فيك وزدنا من كلامك الرائع والشائق ودمت صديقا وشكرا لك الجزائر تحياتي
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: عُدْ إلى صمتك 
    مشرف الصورة الرمزية عماد ابو رياض
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,366
    معدل تقييم المستوى
    19
    تحياتي لك اخي العزيز .. ان كلامك حكمه .. وهذا ديدن كل شريف .. حمل الام امته وليس له سوى
    التعبير والكتابه ، فجزاك الله خيرا اخي العزيز
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    شكراً لأخويَّ أبي زينب وأبي رياض
    مشاركتهما الصادقة وتعليقهما الواعي .
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: عُدْ إلى صمتك 
    تلميذ المربد الصورة الرمزية عماد الدين
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    سوريا / دمشق
    العمر
    45
    المشاركات
    972
    معدل تقييم المستوى
    18
    نعم يا سيدي
    وعماه
    كل يبحث عن
    مناه
    راض بعقله
    ومنتهاه
    عد لصمتك وعالمك الذي
    تهواه
    وصوره لنا عندما
    تلقاه
    وأشركنا به فنسعد عندما
    نراه



    استاذي الفاضل سعدت هنا بين حروفك التي تمثل لنا واقع نحن فيه ..

    سلمت يداك والله يعطيك العافيه

    واعذرني على عبث كلماتي في متصفحك الراقي ..

    ولك مني فائق الاحترام
    عماد الدين ..
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد الكبيسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    818
    معدل تقييم المستوى
    17
    انها عين الحقيقه
    ومواضيع دقيقه
    ادمن الناس عليها
    بمواضيع عتيقه
    هكذا حال الناس عزيزي مروان كل يغني على ليلاه
    كلامك واقع 0 وعودتك للصمت فيه دواء المواجع
    تحيتي وتقديري لك ايها الفاضل
    دمت بخير
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    30
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروان قدري عثمان مكانسي مشاهدة المشاركة
    عُدْ إلى صمتك


    خرجت عن صمتي البارحة ، وخلعت رداءه ، وارتديت مِزق المتكلمين حتى لا أغدو نكرة بينهم ، وانخرطت في ميادينهم لأسمع ما يخوضون فيه من موضوعات وأحاديث قد تعود علي بالفائدة ، وقررت لحظتها إنْ أنا رجعت منهم بما يُرتجى ، أن أعترف بخطئي على رؤوس الأشهاد ، وأن أهجر الصمت والاعتزال ، وأذوب في بوتقة المتحدثين حتى أصبح في مقدمتهم .

    وهبطت إلى عيِّنات بشرية لها وزنها وحجمها في أسواق الحياة :

    كانت المجموعة الأولى تتحدث عن الكرة وفرسانها والمنتخبات العربية والأوربية والأهداف الساخنة والباردة والفاترة والحامية و... ونزاهة الحكام أو محاباتهم ، ورشاقة اللاعبين ولياقاتهم ، وخبرة المدربين وضعفهم ، وحصاد الملاعب والأندية .... قلت : ليس لك يا مروان مأرب في هذا النادي ، فأنت لا تفقه في الكرة سوى دحرجتها عشوائيا في الحواري القديمة أيام الشباب ، تحول إلى نادٍ آخر ، لعلك تجد مبتغاك .

    تحولت إلى المجموعة الثانية فإذا بهم يتحدثون عن أحدث الأغاني و الكلابات ، ويذكرون مناقب المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات ، ويرفعون مسخاً إلى أعلى الدرجات ، ويهبطون بآخر إلى أسفل الدركات . رأيت في هذيانهم ما يدفع إلى الغثيان والاشمئزاز ، فخرجت من ناديهم مهرولاً إلى نادٍ آخر .

    في النادي الثالث كان القوم يتحدثون عن ضعف الدولار أمام اليورو ، والسلع التي يمكن أن تطير في الأسواق طيراناً ، وتلك التي تكسد ولا تجد لها رواجاً ، كما سمعتهم يتحدثون عن سعر الذهب الذي يصرُّ على الارتفاع صعداً ولا يفكر في الهبوط أبدا ، والعقارات التي بات ثمنها ضرباً من ضروب الخيال و ... قلت : مالك وما لهؤلاء وأنت تخطئ في عدِّ الدريهمات التي في محفظتك البالية ، غادرهم إلى غيرهم بسرعة قبل أن يسيل لعابك .

    المجموعة الرابعة كانت تئنُّ وتلطم من غلاء الأسعار وندرة المستلزمات الضرورية للحياة ، وسعي السواد الأعظم من البرية في الجري وراء لقمة العيش ، والبحث عن مصادر إضافية لتحسين الدخل ولو كلفهم ذلك ترك عائلاتهم والغياب عنها مدة تصل إلى العشرين ساعة في اليوم ... غادرتهم وأنا أحس بآلامهم وبحثت عن غيرهم .

    رأيت مجموعة صغيرة منزوية في ركن الحياة تتهامس بشيء من الخوف والفزع عن واقع الأمة وما يجري لها على يد أعدائها في غزة والعراق و .... قلت : هذا ما سعيت له ، دنوت منهم وسلمت عليهم وتنحنحت لأشاركهم حديثهم ، فإذا بهم يرمقونني بنظراتهم ، ويتلاشون من أمامي كما يتلاشى الدخان في الهواء ، وقد ظنوا فيَّ – على ما يبدو – ظن السوء .


    حرت في أمري ، وضربت أخماساً بأسداس ، فانبرى صوت من أعماقي قائلاً : عد إلى صمتك فذاك أجدى , وأبقى ، وأنقى ، وأتقى .
    في الصمت حكمة وعبادة وراحة للبال..
    لكن في بعض الأحيان ، يكون الصمت جبنا..
    مودتي أخي.
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: عُدْ إلى صمتك 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    وصمتي من أي النوعين ؟؟
    لك تحياتي .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. طال صمتك بغداد
    بواسطة الباشا العاشق في المنتدى الشعر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/05/2007, 08:38 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •