النملة


...قلت اللهم إن كان ما أحاق بهذا الأبق من عذاب استجابة منك لدعائي فإني قد عفوت وغفرت.
وإذا بنملة كانت هاربة بالقرب من حذائي ترفع رأسها نحوي وهي تحجب أشعة الشموس الأربع عن عينيها بملامسها وتقول مستنكرة: استغفر الله أيها الرجل: تعلم ، إذا ما رفعت شكواك إلى رب الكون ألا تتدخل بعد ذلك فيما يفعل بالظالمين ، أن الظلم ظلمات، والسكوت عليه أو غفرانه ظلمات أكثر ، واحذر أن تعتقد- مثلا - انك إذا ما آذيتني ظالما متعمدا بأني سأغفر لك، الظلم هو فناء العالم وتشويه خلق الله ، ومن يرتكبه محارب لله، و لخلقه ، ومن سكت على الظالم فهو مثيله في كل شيئ.
ضحكت من فلسفة النملة وابتعدت عنها، وقلت لها: أترضين بي صديقا؟
قالت وهي تجري مهرولة: لا حتى تستغفر، حتى تندم على ما قلت.
ثم انك بشر، وقد الفت منهم الأنانية، والحقد؛ وحب الظلم، والسطو على ممتلكات الغير، والنفاق، وحب الحروب والقتال، وسفك الدماء... و..و..و ومن يتولى منكم مهمة دفع الظلم ومحاربته يصير هو مصدره و حاميه والساهر على نشره أعوذ بربي من البشر ولا أظن انه يمكنني تعداد عيوبهم قبل آن يدركنا هذا الطوفان.
قلت : أيتها النملة ، لقد أكثرت - إذا كان ما تزعمين صحيحا- فما الذي أبقى بنات جنسك على وجه الأرض رغم ضعفكن وقلة حيلتكن؟.
قالت : عليك عد المصانع المنتشرة في العالم ، والمختصة في صناعة المبيدات.
وعليك عد المصانع المنتشرة في العالم والمختصة في صناعة معدات الرش، وأجبني أنت‼.
و الأسوأ أنكم تجدون لجرائمكم البشعة تبريرات سخيفة لا تقنع حتى مجتمع النمل و بدون حياء تطرحونها أمام يدي الخالق.
الضيف حمراوي 04-03-2008