إن تَهمِسي فالهَمْسُ يَحمِلُ نَبْرَةً
*** ليسَتْ كنَبْرَةِ صَوتِهَا الَمبحُـوحِ
أو تَمنحي شَفَتي الرِضَابَ فريقُهَا
*** كنَبيذِهَا يُغنـي عَـنِ التَصريـحِ
أو تَسكبينَ العطرَ فوقَ وسَادَتي
*** فعَبيرُهَـا كبَنَفْسَـجٍ مَـجْـرُوحِ
لو تَقرأين الآن بعض خَواطِـري
*** وأنـا أَبُـوحُ كدَفْتَـرٍ مَفْتُـوحِ
لعَلِمْتِ أن الحُبَ فـوقَ إرادتـي
*** وحبيبتي سَكَنتْ سَفينـةَ نُـوحِ
وتَزورُني ليلاً وتَسكُنُ مَخدَعـي
*** وتَنَامُ بينَ جَزيرتـي وسُفوحـي
فتُمَسِّدُ الشَّعرَ الفصيحَ بِمَفْرقـي
*** وتُتَمْتِـمُ الشَّيبَـاتِ بالتَسبيـحِ
وأرى ابتسَامَةَ ثَغرِهَا في قَولِهَـا
*** شَيْبُ الذَوائِبِ زَادَ فيكَ طُموحـي
حُلُمٌ يُراوِدُني فلَـونُ قَميصِهَـا
*** كدَمِ الغَزالِ علَى دمي المَسفُـوحِ
قَد ضَم عُصفورَين لَمَّـا زَقْزَقَـا
*** قالَ القَميصُ برِقَّـةٍ ووضـوحِ
رِفْقَاً بقلبِ مَلِيكَةٍ قَـد سَافَـرَتْ
*** لَيْلَاً إليكَ علَـى بسَـاطِ الريـحِ
حُلُمٌ يُرَاوِدُنـي فطَعـمُ شِفَاهِهَـا
*** كَرَزٌ يَـذُوبُ بفُستِـقٍ مَمْلُـوحِ
حُلُمٌ يُرَاوِدُني فسِحـرُ عيونِهَـا
*** كالبَحرِ مِعْطَاءٍ وغَيـرِ شَحيـحِ
حُلُمٌ يُراوِدُنـي فلَمْسَـةُ كَفِّهَـا
*** كبَلاَسِمٍ مَسَحَتْ دُمـوعَ جَريـحِ
هَذي اعترَافَاتـي فـلا تَتَوقَـدي
*** غَضَبَاً لتصريحي ولا تَلميحـي
للحُبِ صَاعِقَةٌ ولَيـس بوَسْعِنَـا
*** أن نَصعقَ المكتوب بالممسـوح
جَسَدي لدَيـكِ وثَلْجُـهُ مُتهَالِـكٌ
*** وتَوَّقُدي في الحُبِ غَيرُ صَحيـحِ
لكنني أُرضيكِ كـي لا تَغْضَبـي
*** وأُزَيِّـنُ المَمنـوعَ بالَممـدُوحِ
فتحمَلي شَطَطي وبَعضَ حمَاقتي
*** وتَحَملي في الحُبِ بعضَ جُنوحي
أو قَرِّري مَا شِئتِ دونَ تَحَفُـظٍ
*** بُوحي سَألتُكِ بالمَـوَّدَةِ بُوحـي
سُبْحَانَ مَنْ مَلَكَ القُلوبَ بَحُبِّـهِ
*** والحُبُ فوقَ الشَّـكِ والتَجريـحِ