وصل للمربد الرسالة التالية :


قصص قصيرة

قصص قصيرة القاص :عبد الجبار الحمدي

حينما تنزف قال له ... بسرعة ... ضع يدك على جرحك حنى تخفف من تدفق الدم ... فرمى بجسده فوق خارطة العراق النازف وصرخ ... كيف يمكنني ذلك وأنا وحيد ...
.................................................. ........ ركب حافلة الباص مسرعا دون ان يدفع تعرفة النقل ... جلس مختلسا طيبة الاخرين ... نظر من حوله ... وغزه شيطان الخبث ... هيا إدفع تعرفتك كما الاخرين من جنسك ... قام .. مد يدا .. ولكن .. لرصعة زر .. تلاشت فيه .. احلام كل الطيبين .. فدخلوا الجنة .. وهاهو يترجل من حافلة الجنة .. ليهوى في جهنم .. ولكن بعد ان دفع دمه تعرفة لذلك بخبث الشياطين ...
.................................................. ... حملت لفافة وطوت بروحها بين يديها ... قفزت بين ركام وأخر .. بين بقايا جثث ممزقة ودخان متصاعد .. صرخ .. مناديا ... ايتها الام .. احمي نفسك وطفلك الذي تحملين ... لم تعي ... سارت رغم الانفجارات .. زاغ بصرها ترنحت من اصابات امسكت بقوة بما تحتضن .. طار جسدها بعيدا .. ولكنها لازالت ممسكة بما حملت جاؤا لإنقاذها .. تبسمت لهم .. مدت يديها إليهم قائلة .. انه امانة في اعناقكم ... فارقت الحياة .. ونبضها في لفافة ..فتحوا لفافتها .. فكان علم العراق بين حنايا واضلع أم ...
............................................. فتح عينيه صارخا لقدوم في دنيا جديدة ... عبثت مقلتاه في زوايا غرفة تملئها نسوة مرتدية السواد بوجوه حزينة ... سأل مَلاكاً كان معه .. اين انا .. جاءت الاجابة .. في العراق .. لا .. لا أتوسل إليك ياالله ان ترحمني فلقد ولدت يتيما .. فلا أريد ان أعيش غريبا ......... ؟
___________________________ همس في إذن زميل له جديد .. من اين جئت .. قال من الخارج بعد غربة طويلة وعذاب ... ضحك ودمعة ثكلى.. فقال أبشر.. إذن في وطن تملئه غربة سرمدية وعذاب ابدي حتى بعد الموت ...
____________________________ حرامي ... صاح وهو يترجل من سيارة فارهة يجرون حماية له خلف الحرامي محاولين اللحاق به .. فزع من سمع .. جروا خلفه .. امسكوه أبرحوه ضربا ورفساً ... فقال احدهم ماذا سرق منك .. صرخ من وجع وألم .. لست حراميا إنه حقي في الحياة ووطني .. فتح يديه فإذا هو رغيف خبز ...
____________________________________________
سمع أم كلثوم في ليلة غربة تقول ..غصبت روحي على الهجران وأنت هواك يجري في دمي .. نحب كثيرا عزم على العودة ... شاهد ليلتها بغداد بدخان متصاعد وأشلاء متناثرة بأيدي دخيلة وعميلة ... ثم سمعها تطرب .. حاولت أهرب من الافكاراللي تشعلل نار حبي وفضدلت وانا بالي محتار الحب بين عقلي وقلبي ... وكان هجري عشان انساك واودع قلبك القاسي ... قال في نفسه انك ياعراق امسيت قاسيا برضوخك لجبناء التأريخ يُقتل ابنائك وانت أخرس لُجمت بقادة الزمن الجديد ... اغلق همس وجع في قلبة وألة تسجيل .. غير قناة التلفزيون ليستمع لأغاني الرتم السريع التي تقول ..إنت بعيد وأنا بعيد وأثنينا يا حبيبي بالبعد سعيد ...