النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا

  1. #1 فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا

    أعلي عبد العال


    العرب "أُذن من طين وأخرى من عجين" كعادتهم أمام قضايا الأمة المصيرية، لزموا الصمت، فلم تعلن دولة واحدة منهم الاعتراف باستقلال كوسوفا، ولم نسمع صوتاً رسمياً واحداً يقدر حجم المسؤلية، فيعبر عن ضمير الأمة، وينقل نبضها الحقيقي إلى العالم، ويضطلع بمسئوليته.. مع أن غالبية سكان الجمهورية الوليدة في أوروبا مسلمون، محسوبون تاريخياً على المجال الحضاري العربي الإسلامي، يعلم الداني والقاصي في المعمورة عدالة قضيتهم، منذ أن شن الصرب الأرثوذكس حرب الإبادة العنصرية بحقهم، ومارسوا التطهير العرقي. وقد شهد العالم أجمع مذابح وجرائم لم تكن من ضمير الإنسانية بحسبان، نتج عنها نزوح الآلاف من سكان الإقليم إلى البلدان المجاورة هرباً بأرواحهم وأعراضهم.

    جاء الصمت العربي الرسمي هذه المرة ينطق بشيء واحد فحواه أن العرب صاروا من المهانة لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يصرحوا إن كانوا مع أو ضد. ومما بعث على مزيد من الاستغراب أن رحبت بالاستقلال واعترفت به القوى التي تمسك بزمام القرار في العالم (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان)، وتدور في فلكها أنظمة الاستبداد في العالمين العربي والإسلامي.

    المشكلة الأساس هنا ربما تكمن في أن العرب لم يعد بوسعهم معرفة ما هي بالضبط المصلحة القومية في هذه المنطقة من العالم، على عكس القوى الغربية التي عرفت تماماً إن كانت مصالحها تدعوها إلى تأييد الاستقلال، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا وأغلبية الدول الأوروربية، أو أن مصالحها تدعوها إلى رفضه كما هو الحال بالنسبة لروسيا وصربيا واليونان وإسبانيا.

    فقد جاءت ردود الفعل العربية باهتة لا لون لها، بعد أن اكتفت مصر بإبداء حرصها على استقرار منطقة البلقان. مذكرة بأن المنطقة تمر بمرحلة "بالغة الدقة". وقال المتحدث باسم الخارجية حسام زكي، إنه يأمل في أن "يسود منطق الحوار والتفاهم كافة التحركات الدولية والإقليمية المصاحبة لهذا الإعلان".

    أما ليبيا وعلى لسان سفيرها بمجلس الأمن الدولي، فقد قالت إنها تأمل ألا يؤدي إعلان كوسوفا الاستقلال إلى العودة إلى ما شهدته منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي. وقال جاد الله عزوز الطلحي : "إن ليبيا كانت وستظل مع الالتزام الكامل بمبادئ العدالة والقانون الدولي القاضي بالاحترام المطلق لسيادة جميع الدول ووحدتها الترابية"!!. مؤكداً أن بلاده لا تقبل أن تشكل حالة كوسوفا سابقة للنيل من مبدأ احترام الوحدة الترابية للدول.

    وبالنسبة للفلسطينيين فقد ذكرهم إعلان كوسوفا أنهم لازالوا تحت الاحتلال الإسرائيلي، لذلك قال ياسر عبد ربه ـ عضو فريق التفاوض الفلسطيني ـ "يجب علينا إعلان الاستقلال كما فعلت كوسوفا". وهو ما استبعده تماماً محمود عباس (أبومازن)، قائلاً : "إننا نسير في المفاوضات (مع الإسرائيليين) من أجل الوصول إلى اتفاق سلام". كما أبدى صائب عريقات معارضته لأي إعلان للاستقلال من جانب واحد.

    وقد سُئل سفير البوسنة والهرسك في الكويت (ياسين رواشدة) عن توقعاته إن كانت دول "مجلس التعاون الخليجي" ستعترف باستقلال كوسوفا أم لا، فردّ بحذر شديد ـ حسبما وصفت وكالة الأنباء الكويتية ـ قائلاً : "إن قرار الاعتراف بالدول الأخرى سيادي، لأن لكل دولة قرارها الخاص بها الذي تنفرد به بناء على مصالحها وظروفها الإقليمية والدولية". وتابع : "وبالتالي فإن كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبناء على مصالحها وتطلعاتها وتوجهاتها ستتخذ قرارها بالاعتراف أو بعدم الاعتراف باستقلال كوسوفا".

    ذهب المنتقدون لصمت الجامعة العربية إزاء هذه القضية إلى إن المنظمة العربية الرسمية ليس لها أي تكتيك ولا استراتيجية ترسم من خلالها علاقاتها بالعالم الخارجي، بل وليس لها سلم أولويات تميز من خلاله بين البعيد والقريب، خاصة وأنها عجزت على حلحلة مشاكل الداخل فكيف لها أن تتخطاه إلى الاهتمام بمستجدات الخارج، وتدلي بدلوها فيه، وتصدر مواقف من شأنها أن تعزز الأمن الحضاري العربي.

    لكن على الصعيد الشعبي، فإن الشارع العربي دائماً ما كان يمثل ضمير الأمة، غير أنه يبقى ضميرًا عاجزًا لا قوة له على تحريك الأشياء، غاية ما يفعله هو أن يتظاهر ليردد هتافات على أمل أن يسمعها أولو الأمر فيعبرون عن آماله. ففي الأردن دعا حزب "جبهة العمل الإسلامي" دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى تأييد استقلال كوسوفا والاعتراف الرسمي بسيادتها الكاملة على أراضيها، ودعمها لاستعادة حقوقها. وقال ناطق اعلامى باسم الحزب : "لقد فتن الشعب الكوسوفي في دينه أيما فتنة.. ونال من العذاب القدر الكبير"، مشيراً إلى المقابر الجماعية التى ظلت شاهدة على بشاعة العدوان الصربي.

    وفي الكويت، طالب الدكتور وليد الطبطبائي ـ النائب الإسلامي في البرلمان ـ الحكومة الكويتية بالاعتراف الرسمي بجمهورية كوسوفا، وأعلن من جانبه الاعتراف باستقلال الدولة الوليدة، قائلاً :ان شعب كوسوفا وأغلبيته من المسلمين يستحق المناصرة السياسية في مسعاه الشرعي للحرية والاستقلال، داعياً الحكومة إلى تعزيز العلاقات الثقافية الكويتية مع الدولة الوليدة.

    وإزاء هذه المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع، دعا بكر إسماعيل ـ ممثل كوسوفا في مصر ـ العرب والمسلمين إلى مساندة الاستقلال وتأييده بالأقوال والأفعال، في جميع المجالات سياسياً واقتصادياً وتجارياً. وناشد رجال الأعمال المسلمين والعرب إقامة مشاريع تجارية وصناعية في كوسوفا، والعمل على الاستثمار في الإقليم بمشروعات تعود بالنفع عليهم وعلى البلاد.

    آراء المراقبين والخبراء ذهبت يميناً ويساراً في تحليل الموقف العربي الرسمي من استقلال كوسوفا، غير أنها انتهت إلى عدة نقاط ، كالتالي :

    1ـ اعتبر مراقبون أن موقف الدول العربية من إعلان استقلال الإقليم كان متوقعًا، مشيرين إلي تأرجح هذا الموقف ما بين التعاطف مع ألبان كوسوفا، والخشية من المبادرة بالاعتراف باستقلال جمهوريتهم.. حيث ظلت الدول العربية تتجنب البوح بما يختلجها، وتتابع ردود الأفعال الدولية، دون أن تصدر موقفاً واضحاً. وهو ما أعتبر ـ من جانب الرسميين ـ تريثاً لمحاولة قراءة المشهد بجميع تفصيلاته، كما أنه نوع من الحسابات السياسية تحسباً لجميع الاحتمالات. ولسان حالهم يقول : يجب أن ننتظر حتى نرى ما إذا كان هذا الاستقلال سوف يصبح واقعاً عالمياً معترفاً به بالفعل أم لا.

    2ـ الموقف العربي من الاستقلال نبع من عدة أمور، علي رأسها موازنة العلاقات مع روسيا الرافضة لاستقلال الإقليم، والتي تربطها بهم (العرب) علاقات مميزة، ومصالح مشتركة، وتدعمهم في التحديات التي يفرضها عليهم الغرب. هذا إلى جانب عدم الرغبة في اغضاب صربيا، التي ورثت تركة من العلاقات المتميزة أيضاً مع العرب من الاتحاد اليوغسلافي منذ أيام جوزيف تيتو مؤسس كتلة عدم الانحياز، والتي يمكن أيضاً أن تبادر ـ في حال إغضابها ـ بالاعتراف بأي إقليم يعلن استقلاله في الدول العربية.

    3ـ الخشية من أن يتسبب استقلال كوسوفا ـ من جانب واحد ـ في تداعيات سلبية مباشرة على بعض الدول العربية، من زاوية تشجيع النزعات الانفصالية. خاصة الدول التي بها أقاليم لديها هذه النزعات، مثل : الأكراد في العراق، ودارفور والجنوب في السودان، والصحراء الغربية في المغرب، وما يجري ترتيبه على الصعيد اللبناني والفلسطيني، والأقليات الدينية في البلدان العربية. خاصة في ظل مخططات كثيرة ومعلنة لتمزيق العالم العربي وتقسيمه على أسس إثنية وعرقية وطائفية.

    4ـ لكن السبب الأكثر ترجيحاً ربما يتمثل في حالة التخبط التي تعيشها الدبلوماسية العربية، وفقدان البوصلة لديها، والعجز عن مواكبة حركة التاريخ، وغياب الرؤية الاستشرافية والتنسيق العربي العربي، وتعذر ايجاد القرار الموحد.

    وبشكل عام فإن الموقف العربي الرسمي، موقف لم يعول عليه كثيراً في هذه القضية، لأنه موقف غير مستقل، والأنظمة العربية لم تقم ولن تقوم بواجبها في دعم قضايا المسلمين إلا بالمقدار الذي تسمح به الولايات المتحدة، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، وليس الموقف من فلسطين عنهم ببعيد. وأغلب الظن أنهم ـ في نهاية المطاف ـ سيعترفون بالاستقلال لكنه سيكون اعترافاً بارداً لا قيمة له، اعترافاً بعد فوات الأوان.

    ويُقضى الأمرُ حين تغيبُ تيم ،،،، ولا يُستشهدون وهم حض
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    لماذا دعمت أمريكا وأوروبا استقلال كوسوفا المسلمة؟!

    عصام زيدان



    ‏رغم إعلان استقلال إقليم كوسوفا المسلم دستوريًّا، الأحد ‏17‏ من فبراير عام ‏2008م، إلا أن الاستقلال الفعلي، برأينا، لم يلامس حتى الآن أرضًا صلبة.. فقط تحولت السيادة على الإقليم من صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وهو ما يعني أن الدولة الأحدث في القارة الأوروبية ستبقى رهينة الإرادة الأوروبية، وخاضعة لتلك الإدارة سياسيًّا، ومن الناحية العسكرية ستكون مسرحًا لاحتلال أمريكي مُقَنَّع بعد نشر نحو 1500 جندي أمريكي هناك، بعد عدة أشهر، إضافة إلى نحو 2000 من الاتحاد الأوروبي موجودين فعلاً على أراضي كوسوفا، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يتمكن البلد الأوروبي الحديث من الحصول على تمثيل رسمي في المؤسسات الدولية والقيام بذاتيه مستقلة. ولكن في العموم فقد أثار هذا الإعلان العديد من التساؤلات الحائرة، التي تولدت من رحم الدعم الأمريكي والأوروبي لهذا البلد ذي الأغلبية المسلمة، وتجاهل الكثير من الحالات المشابهة، بل والسعي لقطع الطمع في تكرار هذه التجربة في أماكن أخرى خاصة في فلسطين المحتلة.
    نعم تدخلت الولايات المتحدة عسكريًّا ضد الصرب في كوسوفا عام 1999م، وقادت قوات حلف الأطلسي (ناتو) حينها، ومن ثَم مهدت الطريق لإدارة أممية للإقليم.. فهل يكفي ذلك كي يكون مبررًا لهذا التدخل والدعم والدخول في حقل شائك باستفزاز روسيا والصين معًا؟!
    لا ريب أن هناك أسبابًا عدة وراء الموقف الأمريكي ومن ورائه متدثرًا في عباءته الموقف الأوروبي.. فما سبب اهتمام أمريكا بهذه القضية؟.. ولماذا اتخذت أوروبا موقفًا مؤيدًا؟.. ولماذا الغضب الروسي، وهل بإمكانها أن تفعل شيئًا لحليفتها صربيا؟.. وصربيا بدورها ما يمكنها أن تفعل بعد سكْب اللبن من الإناء؟.. وهل يمكن أن تثير هذه الحادثة وتفتح شهية نزعات انفصالية أخرى في أوروبا والبلقان، وغيرها من بلدان العالم؟
    إفرازات لا تقل ضخامة عن حادث إعلان الاستقلال ذاته فرضت نفسها بقوة، ونحاول أن نقترب هنا من الإجابة على بعض هذه التساؤلات، ونبدِّد قدرًا مما أحاط بها من غموض.
    الموقف الأوروبي والأمريكي:
    أيدت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية رئيسة، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا استقلال كوسوفا، وهو ما يمكن برأينا إرجاعه لعدة أسباب منها‏:
    ‏1- هذا الدعم يأتي في إطار رغبة أمريكية في محاصرة الدبّ الروسي في مخدعه، وتقليص نفوذه في دول الجوار.. فثمة رغبة أمريكية بأن تصل الحدود الأوروبية إلى أقرب ما يكون من حدود روسيا لوقف مساعيها الرامية إلى استرداد مكانتها كقوة كبرى في النظام الدولي، وكسر الاحتكار الأمريكي.ودعم استقلال كوسوفا يأتي كحلقة واحدة في منظومة أمريكية، يعلوها مشروع الدرع الصاروخي الذي تسعى الولايات المتحدة لوضعه تحت الأنف الروسي باستقطاب دول الجوار وغرس صواريخ استراتيجية فيها، الأمر الذي ربما يشغل روسيا بأمنها الداخلي الذي بات مهددًا بفعل تلك الصواريخ وتقليص تطلعاتها وطموحاتها الخارجية.
    2- هذه الرغبة الأمريكية السابقة تلتقي مع رغبة أوروبا في تصفية جميع إفرازات الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتي تمخضت عن ميلاد الاتحاد اليوجوسلافي السابق‏، وتقليص أي نفوذ روسي في قلب القارة باحتواء الدول التي سبق وأن شكلت مرتكزًا للاتحاد السوفييتي فيها.
    3- ثمة رغبة أمريكية في هندسة الوضع في البلقان بما يضمن لها النفوذ السياسي والعسكري المباشر في قلب القارة الأوروبية، ولعل الأعلام الأمريكية التي رُفعت يوم الاستقلال وغطَّت على علم كوسوفا نفسه وغياب علم الاتحاد الأوروبي يعطي دلالة على حجم النفوذ الأمريكي في الدولة الوليدة، التي قد تكون في طليعة دول البلقان التي تخضع لإرادة أمريكية مباشرة.
    4- من أهم الأسباب الداعية للدعم الأوروبي والأمريكي لاستقلال كوسوفا بغالبيتها المسلمة قطع الطريق أمام أية حركة جهادية داخلية تكون جاذبة لتيارات خارجية، على نحو ما حدث في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، وضمان نشوء دولة علمانية سارية على الأعراف الأوروبية والأمريكية، بعيدة عن النزعة الدينية الإسلامية التي يتوجس منه الغرب، لاسيما وأن نسبة المسلمين في الدولة الوليدة تتعدي 95%. ‏
    ما وراء المعارضة الروسية؟!
    روسيا كانت صاحبة الصوت الأقوى في الاحتجاج بصورة تفوق المعارضة في صربيا أكثر الدول تضررًا من استقلال كوسوفا.. وهذه المعارضة الروسية ذات النبرة العالية ترجع في رأينا لعدة أسباب من أهمها:
    1- ترى روسيا في تحركات أوروبا والولايات المتحدة على حدودها الجغرافية والقريبة تجاوزًا للعديد من الخطوط الحمراء بالنسبة لأمنها القومي، خاصة مع تقدم حلف ناتو من حدودها.ولا شك أن استقلال كوسوفا بهذه الكيفية يأتي في إطار هذه التهديدات لأمنها القومي الداخلي‏،‏ كونه يشكل نوعًا من الانتصار للاستراتيجية الأمريكية في إعادة هندسة منطقة البلقان لصالحها وصالح حلفائها الأوروبيين.
    2- ‏هناك مخاوف روسية من أن تؤدي هذه الطريقة في الاستقلال من إثارة موجة مطالب استقلالية في داخل روسيا نفسها‏،‏ كالشيشان وداغستان وهو الموقف ذاته الذي تبنته دول مثل الهند والصين وأسبانيا واليونان وبلغاريا، وكل منها لديه مجموعات تطالب بالانفصال لاعتبارات عرقية أو تاريخية‏.‏
    3- العلاقات التاريخية بين الروس والصرب تدفع روسيا للتعامل مع استقلال كوسوفا وكأنها قضية داخلية تخصها مباشرة.
    فمن خلال الروابط الخاصة على صعيد وحدة العرق السلافي والديانة الأرثوذكسية مع صربيا يمكن فهم الموقف الروسي المعارض تمامًا لاستقلال كوسوفا بطريقة منفردة‏، فهذا الاستقلال سيؤثر على قوة الحليفة صربيا ووضعها الجغرافي والاستراتيجي، كما أنه يقلل من فاعلية الدور الروسي في البلقان.
    واعتراض روسيا قد يأخذ بُعدًا فعليًّا مؤثرًا على أوروبا والولايات المتحدة، وذلك من خلال:
    1- توظيف الثروات الطبيعية لاسيما النفط والغاز من أجل إعادة صياغة موازين القوة مع الغرب إجمالاً، ومع أوروبا على وجه الخصوص، والتي تعتمد بصورة رئيسة على إمدادات الغاز الروسية.
    2- توثيق العلاقات مع الدول المعارضة، أو التي دخلت في اشتباك سياسي مع الغرب مثل إيران، وكوريا الشمالية، والعمل على تطوير هذه العلاقات لتصبح من نقاط ارتكاز روسيا للدفاع، ولمواجهة خطط الغرب في المناطق المختلفة‏.
    3- تحديث البنية العسكرية وإدخال منظومات جديدة تكون قادرة على مبادلة التهديدات الأمريكية لاسيما الدرع الصاروخية، وكذلك تهديدات حلف الناتو الذي بات على مرمى حجر من روسيا.
    4- محاولة دعم حركات الاستقلال داخل جورجيا، التي اتخذت موقفًا متحالفًا مع الغرب، وخاصة في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا‏، وهي الحركات الانفصالية التي تعارضها الولايات المتحدة وأوروبا.
    صربيا تبكي قتلاها!!
    على الرغم من تمتع كوسوفا بحكم ذاتي في دستور الاتحاد اليوجوسلافي منذ عام‏1947‏م وهو الوضع الذي استمر حتى أنهاه الرئيس الهالك ميلوسوفيتش في عام‏1989‏م، فإن هذا الوضع مثَّل دائمًا للصرب الاستثناء في حين أن القاعدة تمثلت في أن كوسوفا هي جزء من صربيا، وليس من الاتحاد اليوجوسلافي، فكوسوفا كما يطلقون عليها «روح صربيا».وانطلاقًا من هذه الخصوصية لوضعية كوسوفا لدى القومية الصربية يمكن تفهم الإصرار الصربي أثناء المفاوضات وبعدها على معارضة استقلال كوسوفا. وإذا كان الصرب ما زالوا يرددون حتى الآن الأغاني ذات الوقع الحزين لقتلاهم في المعركة التي هُزم فيها أجدادهم عام ‏1389‏م أمام السلطان العثماني مراد الأول ليبدأ عصر الحكم الإسلامي الذي استمر ما يزيد عن ستة قرون حتى سيطرت صربيا على الإقليم في عام ‏1991م فان هذا الشعور القومي الصربي يضع علامات استفهام كبرى حول ما تحمله الأيام القادمة لهذا البلد الوليد.. وصحيح أن خيارات صربيا حتى الآن ونظرًا للوجود الأمريكي والأطلسي محدودة إلى حد كبير، ولكنها مازالت لديها بعض الأوراق يتمثل أهمها في:
    1- تشجيع الصرب الذين يشكلون اتحادًا فيدراليًّا لجمهورية البوسنة‏ على شق الاتحاد البوسنوي، والانضمام لها كمقدمة لتقويض اتفاق دايتون الذي يرعاه الغرب.
    2- استخدام العقوبات، والضغوط التجارية كبديل للتأثير على كوسوفا وخنق الإقليم اقتصاديًّا.
    3- تشجيع الأقلية الصربية في الشمال على تفخيخ الأوضاع، وإحداث اضطرابات مستمرة، لزعزعة الكيان الوليد. وإن كانت هناك كلمة أخيرة فإن إعلان برلمان كوسوفا استقلاله عن صربيا، ورغم اختلاف الكثيرين في الماضي حول هذا الاستقلال، إلا أن الجميع يتفق الآن على أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالعديد من التطورات على كافة الصُّعُد الإقليمية والدولية.






    خاص بـ"لواء الشريعة"
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    1,901
    مقالات المدونة
    40
    معدل تقييم المستوى
    18
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق شفيق حقي مشاهدة المشاركة
    فضيحة صمت العرب أمام استقلال كوسوفا

    أعلي عبد العال


    العرب "أُذن من طين وأخرى من عجين" كعادتهم أمام قضايا الأمة المصيرية، لزموا الصمت، فلم تعلن دولة واحدة منهم الاعتراف باستقلال كوسوفا، ولم نسمع صوتاً رسمياً واحداً يقدر حجم المسؤلية، فيعبر عن ضمير الأمة، وينقل نبضها الحقيقي إلى العالم، ويضطلع بمسئوليته.. مع أن غالبية سكان الجمهورية الوليدة في أوروبا مسلمون، محسوبون تاريخياً على المجال الحضاري العربي الإسلامي، يعلم الداني والقاصي في المعمورة عدالة قضيتهم، منذ أن شن الصرب الأرثوذكس حرب الإبادة العنصرية بحقهم، ومارسوا التطهير العرقي. وقد شهد العالم أجمع مذابح وجرائم لم تكن من ضمير الإنسانية بحسبان، نتج عنها نزوح الآلاف من سكان الإقليم إلى البلدان المجاورة هرباً بأرواحهم وأعراضهم.

    جاء الصمت العربي الرسمي هذه المرة ينطق بشيء واحد فحواه أن العرب صاروا من المهانة لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يصرحوا إن كانوا مع أو ضد. ومما بعث على مزيد من الاستغراب أن رحبت بالاستقلال واعترفت به القوى التي تمسك بزمام القرار في العالم (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان)، وتدور في فلكها أنظمة الاستبداد في العالمين العربي والإسلامي.

    المشكلة الأساس هنا ربما تكمن في أن العرب لم يعد بوسعهم معرفة ما هي بالضبط المصلحة القومية في هذه المنطقة من العالم، على عكس القوى الغربية التي عرفت تماماً إن كانت مصالحها تدعوها إلى تأييد الاستقلال، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا وأغلبية الدول الأوروربية، أو أن مصالحها تدعوها إلى رفضه كما هو الحال بالنسبة لروسيا وصربيا واليونان وإسبانيا.

    فقد جاءت ردود الفعل العربية باهتة لا لون لها، بعد أن اكتفت مصر بإبداء حرصها على استقرار منطقة البلقان. مذكرة بأن المنطقة تمر بمرحلة "بالغة الدقة". وقال المتحدث باسم الخارجية حسام زكي، إنه يأمل في أن "يسود منطق الحوار والتفاهم كافة التحركات الدولية والإقليمية المصاحبة لهذا الإعلان".

    أما ليبيا وعلى لسان سفيرها بمجلس الأمن الدولي، فقد قالت إنها تأمل ألا يؤدي إعلان كوسوفا الاستقلال إلى العودة إلى ما شهدته منطقة البلقان في تسعينيات القرن الماضي. وقال جاد الله عزوز الطلحي : "إن ليبيا كانت وستظل مع الالتزام الكامل بمبادئ العدالة والقانون الدولي القاضي بالاحترام المطلق لسيادة جميع الدول ووحدتها الترابية"!!. مؤكداً أن بلاده لا تقبل أن تشكل حالة كوسوفا سابقة للنيل من مبدأ احترام الوحدة الترابية للدول.

    وبالنسبة للفلسطينيين فقد ذكرهم إعلان كوسوفا أنهم لازالوا تحت الاحتلال الإسرائيلي، لذلك قال ياسر عبد ربه ـ عضو فريق التفاوض الفلسطيني ـ "يجب علينا إعلان الاستقلال كما فعلت كوسوفا". وهو ما استبعده تماماً محمود عباس (أبومازن)، قائلاً : "إننا نسير في المفاوضات (مع الإسرائيليين) من أجل الوصول إلى اتفاق سلام". كما أبدى صائب عريقات معارضته لأي إعلان للاستقلال من جانب واحد.

    وقد سُئل سفير البوسنة والهرسك في الكويت (ياسين رواشدة) عن توقعاته إن كانت دول "مجلس التعاون الخليجي" ستعترف باستقلال كوسوفا أم لا، فردّ بحذر شديد ـ حسبما وصفت وكالة الأنباء الكويتية ـ قائلاً : "إن قرار الاعتراف بالدول الأخرى سيادي، لأن لكل دولة قرارها الخاص بها الذي تنفرد به بناء على مصالحها وظروفها الإقليمية والدولية". وتابع : "وبالتالي فإن كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبناء على مصالحها وتطلعاتها وتوجهاتها ستتخذ قرارها بالاعتراف أو بعدم الاعتراف باستقلال كوسوفا".

    ذهب المنتقدون لصمت الجامعة العربية إزاء هذه القضية إلى إن المنظمة العربية الرسمية ليس لها أي تكتيك ولا استراتيجية ترسم من خلالها علاقاتها بالعالم الخارجي، بل وليس لها سلم أولويات تميز من خلاله بين البعيد والقريب، خاصة وأنها عجزت على حلحلة مشاكل الداخل فكيف لها أن تتخطاه إلى الاهتمام بمستجدات الخارج، وتدلي بدلوها فيه، وتصدر مواقف من شأنها أن تعزز الأمن الحضاري العربي.

    لكن على الصعيد الشعبي، فإن الشارع العربي دائماً ما كان يمثل ضمير الأمة، غير أنه يبقى ضميرًا عاجزًا لا قوة له على تحريك الأشياء، غاية ما يفعله هو أن يتظاهر ليردد هتافات على أمل أن يسمعها أولو الأمر فيعبرون عن آماله. ففي الأردن دعا حزب "جبهة العمل الإسلامي" دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والإسلامية إلى تأييد استقلال كوسوفا والاعتراف الرسمي بسيادتها الكاملة على أراضيها، ودعمها لاستعادة حقوقها. وقال ناطق اعلامى باسم الحزب : "لقد فتن الشعب الكوسوفي في دينه أيما فتنة.. ونال من العذاب القدر الكبير"، مشيراً إلى المقابر الجماعية التى ظلت شاهدة على بشاعة العدوان الصربي.

    وفي الكويت، طالب الدكتور وليد الطبطبائي ـ النائب الإسلامي في البرلمان ـ الحكومة الكويتية بالاعتراف الرسمي بجمهورية كوسوفا، وأعلن من جانبه الاعتراف باستقلال الدولة الوليدة، قائلاً :ان شعب كوسوفا وأغلبيته من المسلمين يستحق المناصرة السياسية في مسعاه الشرعي للحرية والاستقلال، داعياً الحكومة إلى تعزيز العلاقات الثقافية الكويتية مع الدولة الوليدة.

    وإزاء هذه المواقف التي لا تسمن ولا تغني من جوع، دعا بكر إسماعيل ـ ممثل كوسوفا في مصر ـ العرب والمسلمين إلى مساندة الاستقلال وتأييده بالأقوال والأفعال، في جميع المجالات سياسياً واقتصادياً وتجارياً. وناشد رجال الأعمال المسلمين والعرب إقامة مشاريع تجارية وصناعية في كوسوفا، والعمل على الاستثمار في الإقليم بمشروعات تعود بالنفع عليهم وعلى البلاد.

    آراء المراقبين والخبراء ذهبت يميناً ويساراً في تحليل الموقف العربي الرسمي من استقلال كوسوفا، غير أنها انتهت إلى عدة نقاط ، كالتالي :

    1ـ اعتبر مراقبون أن موقف الدول العربية من إعلان استقلال الإقليم كان متوقعًا، مشيرين إلي تأرجح هذا الموقف ما بين التعاطف مع ألبان كوسوفا، والخشية من المبادرة بالاعتراف باستقلال جمهوريتهم.. حيث ظلت الدول العربية تتجنب البوح بما يختلجها، وتتابع ردود الأفعال الدولية، دون أن تصدر موقفاً واضحاً. وهو ما أعتبر ـ من جانب الرسميين ـ تريثاً لمحاولة قراءة المشهد بجميع تفصيلاته، كما أنه نوع من الحسابات السياسية تحسباً لجميع الاحتمالات. ولسان حالهم يقول : يجب أن ننتظر حتى نرى ما إذا كان هذا الاستقلال سوف يصبح واقعاً عالمياً معترفاً به بالفعل أم لا.

    2ـ الموقف العربي من الاستقلال نبع من عدة أمور، علي رأسها موازنة العلاقات مع روسيا الرافضة لاستقلال الإقليم، والتي تربطها بهم (العرب) علاقات مميزة، ومصالح مشتركة، وتدعمهم في التحديات التي يفرضها عليهم الغرب. هذا إلى جانب عدم الرغبة في اغضاب صربيا، التي ورثت تركة من العلاقات المتميزة أيضاً مع العرب من الاتحاد اليوغسلافي منذ أيام جوزيف تيتو مؤسس كتلة عدم الانحياز، والتي يمكن أيضاً أن تبادر ـ في حال إغضابها ـ بالاعتراف بأي إقليم يعلن استقلاله في الدول العربية.

    3ـ الخشية من أن يتسبب استقلال كوسوفا ـ من جانب واحد ـ في تداعيات سلبية مباشرة على بعض الدول العربية، من زاوية تشجيع النزعات الانفصالية. خاصة الدول التي بها أقاليم لديها هذه النزعات، مثل : الأكراد في العراق، ودارفور والجنوب في السودان، والصحراء الغربية في المغرب، وما يجري ترتيبه على الصعيد اللبناني والفلسطيني، والأقليات الدينية في البلدان العربية. خاصة في ظل مخططات كثيرة ومعلنة لتمزيق العالم العربي وتقسيمه على أسس إثنية وعرقية وطائفية.

    4ـ لكن السبب الأكثر ترجيحاً ربما يتمثل في حالة التخبط التي تعيشها الدبلوماسية العربية، وفقدان البوصلة لديها، والعجز عن مواكبة حركة التاريخ، وغياب الرؤية الاستشرافية والتنسيق العربي العربي، وتعذر ايجاد القرار الموحد.

    وبشكل عام فإن الموقف العربي الرسمي، موقف لم يعول عليه كثيراً في هذه القضية، لأنه موقف غير مستقل، والأنظمة العربية لم تقم ولن تقوم بواجبها في دعم قضايا المسلمين إلا بالمقدار الذي تسمح به الولايات المتحدة، وشواهد التاريخ على ذلك كثيرة، وليس الموقف من فلسطين عنهم ببعيد. وأغلب الظن أنهم ـ في نهاية المطاف ـ سيعترفون بالاستقلال لكنه سيكون اعترافاً بارداً لا قيمة له، اعترافاً بعد فوات الأوان.

    ويُقضى الأمرُ حين تغيبُ تيم ،،،، ولا يُستشهدون وهم حض

    "... حالة التخبط التي تعيشها الدبلوماسية العربية، وفقدان البوصلة لديها، والعجز عن مواكبة حركة التاريخ، وغياب الرؤية الاستشرافية والتنسيق العربي العربي، وتعذر ايجاد القرار الموحد"
    حينما يفكر كل واحد في مصلحته الخاصة تكون النتيجة مثل هذه


    "...من زاوية تشجيع النزعات الانفصالية. خاصة الدول التي بها أقاليم لديها هذه النزعات، مثل : الأكراد في العراق، ودارفور والجنوب في السودان، والصحراء الغربية في المغرب، وما يجري ترتيبه على الصعيد اللبناني والفلسطيني، والأقليات الدينية في البلدان العربية. خاصة في ظل مخططات كثيرة ومعلنة لتمزيق العالم العربي وتقسيمه على أسس إثنية وعرقية وطائفية"

    هذه الأهداف باتت واضحة و مُدعمة بطرق واضحة و خفية ، و قد يُرى من إستقلال كوسوفا عاملا في صالحها (نقطة إرتكاز مساعدة - عامل محرض لغيره)، وهي مستمرة في تنفيذ مخططها في كل حال بكوسوفا أو غيرها
    هناك أيادي ظاهرة و خفية قوية تخلق الأسباب و تحركها و تساهم فيها ليتحقق هذا التفكك
    و هي تلعب كثيرا على ورقة الأقليات الدينية
    من جهة أخرى الحملات التبشيرية صارت تستغل الفقر كعامل مساعد جدا لتحقيق هدفها و تجعل من المناطق النائية المحرومة القواعد المناسبة ، مناطق بداية الإنتشار ، الزحف ثم تحقيق التفكك
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: تحديات أمام العرب والمسلمين في أميركا والغرب
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/11/2014, 11:24 PM
  2. تحديات أمام العرب والمسلمين في أميركا والغرب
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07/11/2014, 09:58 PM
  3. ما هي فضيحة وتر غيت ؟
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى سؤال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/10/2014, 11:01 PM
  4. كل الهموم لا تعادل همّ ضرب استقلال الوطن و استقراره..
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20/04/2012, 02:03 PM
  5. سقط النصيف وإن تلك فضيحة
    بواسطة هيثم العمري في المنتدى الشعر
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05/01/2008, 11:28 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •