الطبيب نوري الوائلي
مؤسسة الوائلي للعلوم
نيويورك
الدرب

ضاقتْ عليّ شباكها بعجال = وأنسدَ دربي بالعدى وضئال
وحسبتها قفلتْ وقفلها عالقٌ = في ناب ِسبع ٍ جائع ٍ بتلال

لم تتركَ الدنيا لقوليَ سامعا ً = إلا لئاما ً ترتوي بغلال
وملكتُ عزما ً كالرياح ضراوة ً = لكنه قد سُدّ من أنذال
ماذا أجودُ وقاربي قد هشمتْ = مجذافهُ بالحقد ِمن جُهّال

حولي أناسٌ لا يسد مريئها = إلا ترابُ الأرض والآجال
تعطيك من لحن ِالكلام ِعذوبة = وتخبّئُ الأذهانُ شر وصال
جُبلتْ على حُب النفاق بجهلها = ورياؤها طبعٌ مع الأفعال
وتظمُّ بالأحضان رغم نيابها = سما ً تجودُ , وطلعها كنبال
لمصائب ِ الدنيا وحقك أوقدوا = نار الموائد ِ بهجة لهزالي
إن صابني خيرٌ ونعمة ُ رازق ٍ = داروا الوجوه وأنفهمْ بجمال
ما صابني بالشر إلا حاسدا = أو نار غل من صدور بغال
إن بت أنعم في الحياة أصابني = سهم اللئام ومعضب المحتال
إن صابني قحط ٌ وهمٌّ باركوا = من شبّ في كره ٍ وفي أوحال
قلبي يجود وبالمكارم يرتوي = لو أغمضت دنياي عن أحوالي
لكنها الدنيا لعمري قد أبت = إلا قتالا للتقى بضلال
فوقفت أنظرُ كالحسين بأهله = فردا ً بلا وزر ٍ مع الأهوال

تعبان ما أرجو لحالي مفرجا ً = أو أن أنام كهانئ ٍ بليال
ما دمت أحيا في الحياة فشرها = من فعل ِ ناس ٍ كيدهمْ كجبال
يا ليتني أحيا بأرض ٍما بها = غير التقاة , فعيشهمْ كرُحال
لو عشتُ وحدي في الحياة ِ فأنني = قد بت ُ مأمونا ً من الأهوال
كم طالني من حاسد ٍ أو ناقص ٍ = سوءَ الكلام ِ وغيبة الأرذال
هذا نعيمٌ حين يمكر ُ حاسدي = فيزيحُ من كتفي ذنوبَ ثقال
أين الصديقُ الحق أين أكارم = أين الصدوق وصاحبُ الأفضال
أين الحليمُ وزاهد في بخلها = أين التقاة ومضربُ الأمثال
هم قلة كجواهر ٍ أو منحل ٍ = قد ضاع َ يا أسفي مع الأدغال

مفتاحُ سجني والشباك ِ وقاربي = بيد الاه ٍ فاتحُ الأقفال
والله لا أنجو بغيرك ناصرا = أنت الكفيلُ وزائحُ الأكبال
أسعفْ بمكرمة ٍ عظيم حوائجي = وأتممْ بمنك ما يُري آمالي
فبلوغ ما أصبو بغيرك لم يكن = إلا سرابا ً واهما ً بخيالي