أين أمانة الأقلام !!!؟؟؟...

خبيثٌ داعر , وصاحبُ فكر ماكر , تعبث به فلسفة سفاهة الحرّية ...
لا تروعه قيم , ولا تردعه مبادئ ولا أخلاق , ولا يقيم وزنًا لمشاعر المسلم الإنسان , فهو في حمأة الرذيلة يخوض , وفي رعونة الأفكار الفاسدة يسير.....
يتميّز حقدًا وغيظًا من شعار ديننا , ويحترق ألمًا من هدف رسالة نبيّنا , وغايته نزع :
لا إله إلا الله محمّد رسول الله من صدورنا !!؟؟..
تتبلّد الخواطر , وتختنق الأرواح , وتتلجلج الأفكار من سوءة الصور الشنيعة التي أصابت أطهر مخلوق على وجه الأنام ....
أهل الزيغ والإلحاد , و الفسق والفجور , و الشذوذ والتطرف يتطرقون بحجّة حرية الرأي إلى قبح الألفاظ , وسوء المعاني , وجهل العلوم في حقِّ نبيّنا خير الرسل , وخير البرية , وحامل لواء الحمد يوم العرض , وأساس الكمال الإنساني , وغاية الشرف والضمير , ومُتّمّم الأخلاق , ورافع شمائل العزائم والهمم ...
أحوالنا والله باتت عجيبة , وآلامنا أصبحت ثقيلة , وأقلامنا كأنّها تسبح في أغوارٍ عميقة , وموج البحار يتقاذفها من مكانٍ إلى مكان, ولم تعد تجد ملاذً آمناً تسكن في جنباته , ولا حصف رأيٍ ينسّق مسارها , ولا قولة حقٍّ تركن إليها ...
أين هم أصحاب الأفكار السامية !!؟؟...
أين هم أبناء الأمة المحمّدية !!؟؟...
الدم يفور من فورة حمى الأعداء , والقلب يتألم من صولة أصحاب الأفكار السوداء , فلا رأيٌ جريء , ولا فكرٌ صحيح , وقد استلب حقّه ظلم الظالم , وبغي المعتد الجبان...
أحداثٌ جمّة أحاطت بعامّة النفس , ولم أهدأ مع تلك الليلة إلاّ أَن أبحث عن القلم, ليجوب مضارب الفكر قبل أَن تأوي الروح إلى ما تقادم عليها من الحنق والغيظ.....
أتيت إلى هذا الموضع المتألم لأجعل منه منزلاً ثقيلاً, أدناه عذابٌ وقع في الفكر, وأقصاه ناظرٌ في سماء الروح والنفس..
لو أبصرت إلى منزل القلب في حلك الليل , وعذاب النهار لشهقت لمَ تأوي إليه هام الجسد , وما مسّها من عجز الحيلة في الدفاع عن أشرف مخلوقٍ على وجه الأرض ..
مشيت معك أيّها القلم

لأستعين من حضرتك عظمة الحقِّ , ورجوتك أن تمسك بيد صاحبتك , وتعينها على ثقل الحمل بعد أَن أصاب فكرها الحزن, واليأس, والألم !!؟؟..
لكن وجدت أنّ هناك من يريد أَن يخمد ضربة الطارق, ويزيد من التهاب الصدر,الذي غدا يحرق كلّ جذوةٍ تشتعل في الفكر !!...
هل أصابك الصم , والعمي , والبكم ولم تعد تسمع صوت القلب المتألم وهو يشهق لحديث الذلّ , والعار , والمهانة التي أصابت كبد أمة الإسلام!!؟؟
صرخة نداء من بعيد أسمعها وهي تناديني :
صوت الجبناء والله هذا صفته , وكيد النفاق حالته , فهل سترضخينِ لصرختهِ !! ؟؟..
كيف وهناك من يريد أن يمزّق صفحة القلب المتألم , ويلجم اللسان عن قول الحقِّ في وجه الطغيان !!؟؟..
كيف لي أن أعود وقد حكم على كلّ من يريد أن يدوّن تاريخ خير الأمم من بين البشر بالتّطرفِ والإرهاب !!؟؟..
أين المنطق والفضيلة في قول الحق !!؟؟..
هل بات خاوياً من صدق الكلم !!؟؟...
اندلعت ثورة البركان , وهاجت تباريح الآلام , واشتّدت وطأة سفالة صهيون والصلبان , وما زلنا نسأل من سيقف في وجه شياطين الجنّ من الإنس, ويدافع عن حبيب الله الرحيم الرحمن !!؟؟..
الأنفس تتميز غيظاً وحنقًا , وتتضعضع الأفكار أمام سفلة حريّة الرأي , والحقد الدفين لثوابت ,وعقيدة الإسلام !!؟؟
ألم يأن لنا أَن نعلم ما هي أسس مبادئ الحرية, ودعائم الديمقراطية التي ينادي بها صبية اليهود والصلبان !!؟؟..
ألم يأن لنا أن نعود إلى أصل لباسنا بعد أن نزعنا من جلدتنا لباس العزّة , وارتدينا ثوب الذُلّ , والعار, والهوان!! ؟؟..
أسألكم بالله يا أمّة القرآن أين أمانةَ الأقلام , ومن منّا يستطيع أن يتفوّه بقولة حقٍ في وجه الظلم والطغيان !!؟؟...
يعود إليّ صوت الصدق يناديني :
ألم تعلمين بأنّ الله ربّ العزة والجلال والإكرام قد أقسم بالسطور, وصحائف مداد الأقلام !!؟؟..
أين أمانة الكلمة الصادقة البليغة التي استخلفكِ الله بها على وجه الأرض
يا ابنة الإسلام !!‍‍‍‍‍‍؟؟..
أترضين أن تتهكّم , وتسيء, وتهزأ من نبي الرحمة صحف هؤلاء السفلة , والأقزام !! ؟؟..‍‍‍
قد يؤخذ عليّ صفة التطرّف والإرهاب, إذا ما حملت بين سطوري راية الحقّ والهدي والإيمان !!؟؟..
ألم تعلمين حينها أنّ الله لن يسامحك إذا ما ألجمت اللسان عن قول الصدقِ في وجه الطغيان!! ؟؟..
كيف هذا يا صديقي!! ؟؟..
كيف ولم يعد هناك موازنة ما بين الحكمة , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر خوفاً من هذا العدوّ الجبان !!؟؟..
لن يستقل فكري , ولن يستقيم قلمي , ولن توزن كلمتي , ولن تترابط أفكاري ما دام هناك أُنَاسٌ يخلطون ما بين الباطل والحقِّ, والكفر والإيمان ...
لا !!...
لا !!..
لا يا صديقتي !!؟؟
انظري إلى خوف الإتحاد الأوربي من صحوة المسلم الإنسان...
لا تدعي قلمك يموت , ويدفن بين الأجداث , ما دام الله وهبك نعمة البيان ,ولن يغفر الله لك إذا ما جفّت مداد الأقلام !!؟
والويل يا صديقتي لمن تنكّر لنور الهدي , وامتطى زيف الباطل , ولم يحرق بقوله منكر الأقوال , وهو يتقلب مترنّحا على فرش تبعية أعداء الله والإسلام !!؟؟
لم أرض بعد هذا اليوم يا صديقي أن أساوم الظلم , ولن أقبل أن أكون نعامةً ترضخ لمشينة عدوّ الإسلام!!؟؟
لا والله !!...
لا والله !!...
يكفيني أولاّ وأخيراّ بأنّ:
الحياة موقف هي عنوان صفحتي!!؟؟ ...
صبرت على كيد الأعداء , وظلم الجبناء , وجهل الأصدقاء , لأنّني وجدت من معانيك صلادةَ الفكر , ومن شيم عزّتك أنّك محمود النسب حين أقسم بك ربّ الخلق , و أتمنى أن أعدو إلى منبر رأيك لأحرق بشهاب صدق قولك قاذورة البغي والظلم والطغيان...
وأدعو الله أن يعينني , ويشدّ من أزر عزيمتي لأحتفظ بمنزلة بقعتك الطاهرة , وشعلتك المضيئة , لئلا أهلك من معاني الرياء والنفاق, وظلم المعتد الجبان ..

بقلم : ابنة الشهباء