من حدود الحصار 00الي حصار الحدود
يحاول بعض المتحذلقين سياسياًً من إعلام المارينز تصوير ما حدث من إقتحام معبر رفح بأنه خطه إسرائيلية تناغمت خيوطها مع حركة حماس وأرادت إسرائيل من خلالها تصدير مشكلة المعبر والدخول إلي غزة المصرية ولم تسلم حركة حماس سواء أتفقنا معها أو إختلفنا من نفس الهجوم الذي صور ما حدث علي انه إنتهاك للسيادة المصرية بل ووصل الأمر إلي تصويره علي انه إحتلال وغزو حمساوي للأراضي المصرية ولذا كيف يتم رفع العلم الفلسطيني علي الأراضي المصرية التي تم تحريرها من أبنائها المصريين كما لوكان العلم الفلسطيني عاراً وشناراً ويجب دهسه بالأقدام ومن يقرأ ويسمع لاصحاب هذه الأقلام المأجورة للوهلة الأولي يعتقد أن هذا الهجوم المقصود به العدو الصهيوني وليس أخوة وأشقاء لنا وجاء هذا اللبس عن طريق الخطأ المطبعي ولكن تحدث المفاجأة التي تصيب الإنسان بالمرارة لدرجة لا يقوي علي بلع أي كلمة من كلامهم المرير وقد إنبرت هذه الأقلام من جهلاء القوم أو ممن يتجاهلون بطمس ما تحقق علي الأراضي المصرية من فتح وكسر الحصار والذي فرض علي الشعب الفلسطيني من أجل كسر إرادة المقاومة لديهم هذه المبادرة التي فرضتها الشعوب علي الحدود فكم قاسي وعاني الشعب الفلسطيني وذاق مرارة الإحتلال ولا يعرف مرارة الاحتلال إلا من ذاقه ، فحصار غزة يهدف في المقام الأول إلي القضاء كليا علي المقاومة من خلال تصفيتها وإغتيال وتتبع كوادرها ونشطائها وكل الفصائل التي تقاوم الإحتلال الصهيوني وذلك من خلال الإستهداف العسكري المباشر أو من خلال عملية الموت البطئ والجماعي لابناء فلسطين وبخاصة أبناء القطاع هذا الحصار والذي تعدي وتجاوز كل الحدود والأعراف وقد تم الإعداد المسبق له من قبل أو أثناء إنعقاد أوبرا انا بوليس وما يدعو للأسف انه تم بالتنسيق وبالإتفاق مع قيادات السلطة الفلسطينية الحالية والتي التقت أهدافهم ومصالحهم مع الأهداف الصهيونية من أجل خلق حالة من التمرد الشعبي علي حركات المقاومة التي تعرقل بعض توجهاتهم الغير مسئولة وبخاصة حركة حماس التي جاءت عبر صناديق الإنتخاب الحر المباشر وبإشراف دولي وأمريكي علي هذه الإنتخابات والتي إنقلبت عليها فيما بعد السلطة وقياداتها من حركة فتح محمود عباس وشركاه من الأجهزة الأمنية التي يشرف عليها المشرف الأمني الأمريكي "الجنرال دايتون " وكأن حركة حماس جاءت من المريخ وليست عن إرادة شعبية وإن كنا لا ندافع عن حماس ولكن هذا منطق من يعادون حماس ومن يؤمن بالديمقراطية التي يتغنون بها ليلاً ونهاراً فقولهم بعقاب حركة حماس هو قول مغلوط وكاذب لأنهم يعاقبون شعب غزة كله فليست كل غزة حماس ولذا أراد العدو الصهيوني والسلطة معاقبة شعب غزة علي إختيارهم وتعاطفهم مع المقاومة بالضغط عليهم وعقابهم عقاباً جماعيا لفرض هذا الحصار لكي يصبوا نار وجام غضبهم علي حركات المقاومة الفلسطينية والإسلامية ،وأن ما أوردناه ليس من قبيل نظرية المؤامرة التي نؤمن بها ولكن من قراءة الأحداث وحتي لا نتهم بعدم الحياد في سرد الحقائق وكيفية الوصول إلي هذا التناغم بين الإحتلال وقادة السلطة في رام الله هذا الإرتباط الذي أوجدناه من خلال ما كشف عنه مسئول كبير في السلطة خلال شهر ديسمبر 2007 كانون أول بقوله أن رئيس السلطة الفلسطينية" محمود عباس ميرزا" قدم شكوى ضد مصر للإدارة الأمريكية والصهيونية بعد أن قامت مصر بفتح معبر رفح الحدودي أمام حوالي سبعمائة من الحجاج الفلسطينيين بعد عودتهم من أداء فريضة الحج وتعلقهم بالمعبر لمدة أسبوع وبعد سوء حالتهم ونفاذ كل سبل الحياة بهم قامت مصر بما لديها من مسؤولية تجاه أبناء فلسطين بفتح المعبر والسماح لهم بدخول الأراضي الفلسطينية وأضاف المسئول الفلسطيني بقوله أن المسئولين في السلطة وعلي رأسهم" الطيب عبد الرحيم" أمين عام الرئاسة الفلسطينية والوزير" رياض المالكي" وزير إعلام حكومة فياض قد أصيبوا بصدمة وخيبة أمل كبيرة وغير مسبوقة جراء فتح معبر رفح الحدودي في وجه حجاج أبناء فلسطين العالقين بالمعابر المصرية معتبرين أن ذلك يُعد نصراً كبيراً لحركة حماس وأضاف المسئول أن الرئيس عباس أجري إتصالا هاتفيا مع وزيرة الخارجية الأمريكية" رايس" واشتكي لها مصر لفتحها معبر رفح أمام حجاج قطاع غزة والذي وصفه بالتصرف الخاطئ من جانب مصر علي الرغم من تأكيد مصر له بعدم فتح المعبر مما وضع الرئيس عباس تحت الأمر الواقع أما الأمر الثاني الذي أوجد هذا الإرتباط والتناغم بين السلطة والإحتلال وفرضية نظرية المؤامرة علي قطاع غزة وحركة حماس هو ما كشف عنه أيضا قيادي بارز في السلطة الفلسطينية في رام الله بقوله أن الإدارة الأمريكية أبدت إنزعاجها من تحرك بعض أنصار حركة فتح ضد حكومة" فياض" عندما طلبوا من "عباس "عدم الإعتماد عليه وأضاف المسئول أنه أثناء زيارته لواشنطن قبيل زيارة عباس لحضور اجتماع انا بوليس أبدي الجانب الأمريكي أن فياض شخصية مهمة بالنسبة لواشنطن وإسرائيل ولديه مكانه كبيرة لديهم مشيرين إلي ضلوعه في الحصار القائم علي القطاع منذ الإنقلاب علي حكومة إسماعيل هنية وذكر المسئول مؤكدًا قوله بان" عباس وفياض" طلبوا شخصياً من الصهاينة تقليل كمية الوقود والكهرباء علي القطاع وعدم فتح المعابر بالإضافة إلي منع المؤسسات الخيرية الداخلية والخارجية من تحويل مبالغ مالية إلي قطاع غزة أملاً في أن تساهم تلك التصرفات في القضاء علي حركات المقاومة وهذا ماكنا نحذر منه الأشقاء الفلسطينيين من الوقوع في شراك الإقتتال الفلسطيني الذي يصبو إليه العدو الصهيوني والأمريكي فقد حاول العد الصهيوني القضاء علي المقاومة إلا انه فشل في ذلك ثم لجأ إلي مرحلة زرع بذور الفتن بين أبناء الشعب الواحد وهذا ما يتم عمله في العراق ولبنان والسودان ولا نسمح به لانجرار مصر وإستعدائها علي حركات المقاومة من أبناء غزة وتصويرهم علي إنهم من الغزاة والمحتلين ،لقد أرادت إسرائيل والسلطة بعد أن أخذت الضوء الأخضر من سيد البيت الأسود بوش أثناء رحلته الأخيرة إلي الأراضي الفلسطينية بمزيد من الحصار والتجويع والإستهداف لإبناء القطاع وتعقبهم وتصفيتهم جسديا مع نفاذ كل أشكال ومقومات الحياة علي الأرض ولم يكن بدًا من كسر هذا الحصار والخروج التلقائي والعفوي لابناء غزة تجاه الأراضي المصرية للتعلق بأسباب الحياة والذي قابله الشعب المصري بمزيد من الكرم والإحتضان فكان فتح الحدود . لقد أرادوا إحراج مصر أمام واجبها التاريخي والنضالي في الدفاع عن حق الحياة لشعب فلسطين وليس شعب غزة فقط لقد حاولت بعض الأقلام الغير مسئولة من خفافيش الظلام تصوير ما حدث من فتح الحدود أمام الأخوة الفلسطينيين علي انه مؤامرة من حركة حماس لغزو وإحتلال مصر بل ووصل الأمر من البعض بتصوير ما حدث علي إنه من تدبير حماس لزعزعة وضرب الأمن القومي المصري والسيادة المصرية ولم يقولوا لنا أصحاب اللغة الحنجورية أين كان الأمن القومي عند إطلاق الرصاص من الصهاينة علي حرس الحدود المصري فلم نسمع لهم صوت لقد أرادوا ضرب إسفينا بين الشعبين العربيين لصب جام الغضب الشعبي المصري علي أبناء الشعب المقاوم من أجل القضية الفلسطينية والعربية .لقد اكتشف العدو الصهيوني بعد كل هذا الحصار والقتل والإبادة الجماعية لابناء قطاع غزة بأنه فشل في قمع المقاومة علي الرغم من سقوط عشرات الشهداء كل يوم من قبل الطائرات والصواريخ إلا أن كل هذا لم يكسر سلاح المقاومة وإرادتها وبفتح المعابر والأراضي المصرية أمام أبناء غزة أصبحت الأراضي المصرية هي الرئة والمتنفس لهم وبالتالي إستمرار قدرة أبناء القطاع علي العيش وقدرة المقاومة علي الإستمرار في عملها المقاوم ولهذا كان فتح الحدود بمثابة عملا عكسيا ضد ما أرادته إسرائيل والسلطة وبقاء الحدود مفتوحة غيرت حساباتهم بعد أن كشفت لهم أن بقاء الحدود مفتوحة ما هو إلا قوة لرفع معنويات المقاومة وهو ما يجعل أبناء غزة علي قيد الحياة وليس العكس ولذا لجأ العدو بتسخير كل أساليبه القذرة بإثارة الفوضى علي الحدود مع مصر وخروج من يتهم الفلسطينيين بالمهربين ومروجي العملات المالية وتهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود بل ووصل بهم الأمر علي أن ما تقوم به حركة حماس من فرض واقعهم و رغبة منهم في إقامة دولة غزة علي الاراضى المصرية وليست دولة فلسطين لقد أرادوا تشويه الدور المصري في إحتواء الاذمة وإستعداء أبناء الشعب المصري علي أشقائهم . ولذا نقول لهم اتقوا الله في أوطانكم فالأمن القومي العربي تحافظ عليه الشعوب والتواصل بين أبناء الوطن العربي الواحد الذي يسعي له المستعمر والمحتل لفرض قيوده عليهم من أجل الضعف والإنهزامية ولكن إرادة الشعوب والتواصل فيما بينهم هي التي تحطم القيود والحدود وأن تهديد الأمن القومي الحقيقي يتمثل في إستعداء الشعوب العربية بعضها علي البعض وترك العدو ينفذ مشاريعه التي يروج لها ومعاداة ووأد كل ما هو عربي وعروبي وقومي وإن مصيرهم الخيبة والفشل مهما حاول الحاقدون والماكرون والأقزام .
الوعي العربي
/
