النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: أرجو النقد والتصويب .

  1. #1 أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    هذه واحدة من قصصي التى أصدرتها مؤخرا في مجموعة بعنوان الجدة الحكيمة .. أتمنى أن تقرأ بعين ناقدة .


    الحزن
    -"توقفي...جدتي...توقفي...أرجوك، بكاؤك يمزقني، إنني بحاجة ماسة إلى لمساتك وحكاياتك العذبة، لقد تعبت من مشاهدة الرسوم الكرتونية ولقد قررت الآن العودة لسماع كلامك العذب يا جدتى العزيزة.. حلقاتك تؤنسني وتؤنسك... لم البكاء؟ أخبريني..."
    كان جعفر يحاول جاهدا تهدئة الجدة دون أن يعرف سبب بكائها أما هي فحملت منديلا ورقيا أخيرا ومسحت وجهها...العلبة الآن فارغة من صباح اليوم وهي تنتحب ولا تخبر أحدا في البيت عن سر ذلك البكاء المرير...
    قرر جعفر أن يخرج إلى البستان الذي يقضي فيه أكثر وقته ينتقل بين أشجاره المثمرة كأنه طائر صغير، ثمار الرمان متدلية حتى كادت أن تلامس الأرض، أما أشجار المشمش المثمرة والتين الوارفة فتكاد تلامس شباك غرفته، لم يعد يتخيل نفسه بعيدا عن البستان الجميل ولا عن دجاجاته الأربع، أما الطاووس فهو طائره المدلل، لا يكاد يفارقه ويراقب ريشه كل وقت وحين ولكن حماسه للعب في البستان ليس عاديا، فالجدة التي يحبها كثيرا لم تتوقف عن البكاء فخطر له أن يلح على والدته حتى يعرف السبب.
    ـ "أمي، لم تبكي جدتي طيلة اليوم؟ هل حدث لها مكروه؟
    - جعفر يا بني، جدتك حساسة جدا وقد تأخرت عن صلاة العصر بالأمس ولم تؤده حتى غربت الشمس ومنذ دلك الحين وهي تتألم وتتوجع...لا تشغل نفسك بها كثيرا واذهب إلى مراجعة دروسك.
    -ولكن يا أمي، أسرفت على نفسها، يكفي أن تستغفر الله وتطوي صفحة الأمس... هذا ما تقوليه لي دائما.. أليس كذلك ؟
    -جدتك يا بني هكذا، كأن مصيبة نزلت بها.. اذهب وهاتف والدك الآن حتى نخرج للتسوق.
    -حسنا يا أمي سأفعل.
    مر جعفر ببهو البيت حيث الجدة قابعة لا تأكل ولا تتكلم، انطوت على نفسها كأنها حلزون صغير، قطعة صغيرة من السبحة هي التي تداعب أناملها تتلقفها القطة الصغيرة مداعبة كالعادة، وهمس خافت ينبعث من فمها بالاستغفار.
    توقف جعفر قليلا وهو يتأمل هذا الحزن الذي لف المنزل، حتى أخته الصغيرة لم تعد تلاعب دميتها وتغني لها الأغاني الأمازيغية التي حفظتها عن جدتها: أغنية النهر، وأغنية العابد، وأغنية الجبل.
    حمل جعفر السماعة واتصل بوالده الذي لم يكن بعيدا عن المنزل.
    -السلام عليكم يا أبي.
    -وعليكم السلام يا جعفر، اخبر جدتك أنني قادم ولم يؤخرني إلا العدل الذي لم يهتد إلى الحي بسهولة.
    وضع جعفر السماعة دون أن يحاول فهم ما قاله له والده ودون أن يخبره بطلب أمه فاكتفى بالذهاب إلى الجدة وقال:
    -جدتي...أرجوك انظري إلي...ما الذي يحدث ؟.. نظرت إليه نظرات حزينة ولم تجب، فسكت برهة ثم قال:
    -أبي قال انه سيأتي بعد قليل ومعه عدل...
    -فقاطعته الجدة :
    -أو قالها يا جعفر؟
    -قال :
    - نعم...نعم...
    -إذن أقوم أنا من هذا المكان، سأتوضأ قبل حضوره.
    ازدادت دهشة جعفر وهرع نحو أمه ليخبرها بما حدث، اندهشت هي الأخرى وتوجهت نحو الجدة تستفسرها فوجدتها تتوضأ وإذا بزوجها يفتح الباب ويدخل رجلين إلى غرفة الضيوف !!
    تساءلت:
    -يا إلهي، ما الذي يحدث؟
    أما الجدة فلبست ثيابها كما لو أنها ستخرج إلى المسجد وتوجهت نحو غرفة الضيوف هي الأخرى، هرعت الأم ونادت على زوجها تستفسره ما الخبر ولكنه كان متوثرا ومستعجلا وقال :
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    -سأخبرك، ولكن اسمحي لي بقليل من الوقت لأشرح لك ما الذي يحدث.
    لم يهدأ لها بال فوقفت بباب غرفة الضيوف تنصت وكلها حيرة واستغراب، أما جعفر ومريم فوقفا ينظران إلى الرجلين اللذين حملا أوراقا وأختاما دون أن يحركا ساكنا.
    الصفقة
    توسطت الجدة المجلس وهدأت وكف دمعها، وجعلت ترفع رأسها نحو السماء تارة وتخفضه تارة وهي تهمهم بكلمات زادت من حيرة ودهشة الجميع فلم يعد يسمع في الغرفة إلا دقات الساعة الحائطية المعلقة على الجدار وبعد قليل سمت الله وحمدته وقالت :
    -يا أيها الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله.. إنني أحب أن أخبركم خبرا لا يراجعني فيه احد اعتبرته بلسما لشقائي، وأنتم كلكم تعلمون أن الحزن يفتت الكبد ويمزق الضلوع، وقد قررت أن أهب هذا البستان أمامكم (وأشارت نحو النافذة) لله تعالى لقاء فوات صلاة العصر الذي لم يحدث قط في حياتي، واسأله تعالى أن يتقبلني ويتقبل هبتي وقفا له تعالى.
    أطرقت رأسها وكررت :
    - وقف لله تعالى.. وقف لله تعالى..هبة..
    صعق جعفر وسارع نحو أمه وهو يسألها عن معنى الهبة والوقف ولم تحضره الا فتاة اسمها هبة معه في الفصل.
    لم تجد الأم كلمات تسعفه بها لأنها هي الأخرى اندهشت للخبر، أما الأب فكان ينظر نحو النافذة المفتوحة على البستان الرائع الجميل الذي قضى فيه طفولته حتى توفي والده وكان من نصيب أمه في الإرث، وهاهم أبناؤه يلعبون حيث كان يلعب ولا يملك أمام أمه أن يتدخل في شيء اختارته بنفسها، فهي التي ألحت على أن يحضر العدلين حين اتصل بها ليطمئن على حالها بعدما غالبها البكاء فوجد الفكرة مبيتة لديها.
    -حسنا يا أمي، هكذا قضيت في الأمر.
    تطلع العدل إلى البستان العريض وقال :
    -لنكتب إذن.
    همهمت الجدة :
    -لنكتب...نعم...نعم لنكتب...اشهد علي يا الله أنني في كامل أهليتي وحريتي، بغيتي رضاك عني، وهبت هذا البستان شبرا شبرا لأي جمعية خيرية تحوله إلى صدقة جارية تغفر لي بها ضياع صلاة العصر حتى غروب الشمس.
    كان العدل يجهز دواته بينما أطرق الابن وكأنه يهم بالتدخل في كل وقت دون أن يفعل.. وماهي إلا لحظات حتى تم العقد وتهللت أسارير الجدة وطلبت شايا للضيوف وهي تنادي على جعفر الذي كان متسمرا في الركن الآخر من الصالون يحاول أن يفهم شيئا مما يحدث !
    الجدة قبل قليل بللت وجهها دمعا وهاهي الآن تسأل عنه وتحضنه كما تفعل من قبل، أسرع الخطى نحو أمه يكرر سؤاله:
    ـ ما الذي يحدث يا أمي؟
    -تعال يا ولدي، جدتك وهبت البستان لله تعالى!!
    -وهل الله تعالى بحاجة إلى بستانها ؟ قلت لي مرارا انه غني..
    -لا يا ولدي، ولكنها تقربت به حتى يغفر لها الله تعالى فوات صلاة العصر، هكذا تفكر وهذه طريقتها في التكفير عن الذنب.
    -لم أفهم ثانية وثالثة ورابعة يا أمي، لم أفهم.
    -هذا البستان ببساطة يا جعفر لم يعد لنا، ومن اليوم فنحن في هذه الشقة فقط كغيرنا من الناس، لقد باعته جدتك.
    صرخ جعفر وأخذ يبكي وهو يتطلع من وراء شباك الباب إلى حيواناته الأليفة ونباتاته الخضراء وأرجوحته الجميلة التي طالما داعبها جيئة وذهابا، لم يتخيل أن يحرم من ذلك يوما، فهذا البستان هو رئته الثانية الني يتنفس منها.
    -لا اصدق ما تقولين يا أمي، مريم لم يعد لنا بستان، عنزتي وطائري والببغاء أين أضعهم؟
    هكذا صرخ جعفر وهو يتألم فهرع إلى فراشه وارتمى على بطنه وأخذ يبكي بحرقة ومرارة شديدتين.
    اقتربت منه والدته وحاولت تهدئته دون جدوى أما مريم فلم تملك إلا أن ابتعدت هي الأخرى إلى ركن من البيت تحاول أن تفهم ما الذي يحدث، جعفر الذي كان يحاول بالأمس تهدئة جدته يبكي هو الآخر اليوم بينما تتهلل أسارير الجدة فرحا وتعود لها بشاشتها في البيت،
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    كل هذه الصور السريعة والمتلاحقة جعلتها تتسمر في مكانها في انتظار ما يحدث.
    الخريف
    كانت الجدة قد حملت سبحتها كعادتها وخرجت إلى ساحة صغيرة أمام المطبخ، بالضبط في الشرفة التي تطل على البستان حين شاهدت جعفر يداعب الببغاء دون أن يقترب منها، فمنذ اليوم الذي وهبت فيه الجدة البستان للجمعية الخيرية وهو حزين، لم يعد يستدعي أصدقاءه للعب تحت الأشجار أو قطف الأثمار، بل لم يعد يسلم على جدته في الصباح بنفس الحرارة والحب وينام دون أن يطلب منها أن تحكي له قصة كما تعود، كل تصرفاته غدت مختلفة وبدأ يفكر في اللعب مع الأولاد خارج البيت ومشاركتهم أحاديثهم عن مغامراتهم الطفولية التي لم يكن يهتم لها من قبل، حاولت الجدة جاهدة أن تقترب منه وتفهمه كنه ما قامت به ولكنه ظل صامتا لا يعبر عما يجول بداخله، أما والده فقد أمسك عن الحديث في هذا الموضوع وقرر أن يفكر في بناء شقة أخرى في مكان أكثر ملاءمة، فقد كان البستان الكبير الأخاذ لؤلؤة البيت ومأوى أفراده، لا يتناولون وجباتهم إلا في ظلال أشجاره وأركانه إلا أن يحبسهم المطر، وقد غدت الشقة ضيقة بدونه.
    وفي اليوم التالي وقف جعفر وراء النافذة يرى رجالا جاؤوا لقلع الأشجار واجتثاث أعشاش الطيور، لقد تقرر بناء مستشفى خيري في أرض البستان ولا بد من إحضار جرافة كبيرة لأعمال الحفر الضخمة وهكذا كان، فقد بدا صوت الجرافة وهدير محركاتها يزعج جعفر وكاد قلبه ينخلع معها سيما حين رأى أرجوحته في الهواء مشتبكة مع أغصان الأشجار وذهب بها إلى مكان بعيد، أما الببغاء فقد سلمها إلى خاله الذي يحب الطيور بينما وزع الدجاجات وطيور الحمام على أصدقائه، فقد كانت أياما حالكة انقطع فيها عن الحديث تماما ،أما أكله فقد تأثر هو الآخر وبدا يتحاشى وجود الجدة في كل مكان يصادفها فيه في البيت بينما كان الغبار يملأ عليه غرفته، فأمه تغلق النافذة ثم يسارع إلى فتحها ليطل على المأساة التي مزقت قلبه، كانت قطته الصغيرة تموء إلى جواره فحملها وارتمى مرة أخرى على سريره باكيا، إنه لم يكن يعلم أن جدته ستقدم على عمل قاس كهذا وتخيل أن البستان تحول إلى مجزرة لذبح ذكرياته وأحلامه، ومنذ ذلك اليوم وهو يراقب البنائين وقد حولوا المكان إلى ساحة مقفرة إلا من الحديد والاسمنت وتلوثت كل أرجاء بيته وعلاها الغبار وأصبح الجلوس إلى مائدة الغذاء أشبه بالجلوس إلى مائدة اجتماع مدير مع عماله لا يجمعه حديث حميم معهم ولا يقومون بشيء أكثر من الأكل وتحريك الصحون.
    كان جعفر قد تعود على هذا السلوك وصعب عليه كسر الحاجز النفسي الذي حال بينه وبين جدته، بل بين أبيه وجدته وأصبحت الأم في كثير من الأحيان هي واسطة الاتصالات العائلية وهي وحدها من يحاول إعادة الدفء إلى البيت.
    مرت الأيام وكان جعفر يراقب اللبنات تعلو على الأرض، وكان حنقه يعلو معها خصوصا حين ظللت عليه نور الشمس الذي كان يداعب الخطاف فوق شرفة غرفته وقرر أن ينسى كل شيء فأصبح مهملا غير مكترث لكل ما حوله، ولم يرق ذلك والدته التي كثر لغطه معها ولا جدته التي انزوت في مكان من البيت بعد محاولاتها المتكررة ممازحة جعفر والعودة إلى ما كانت عليه معه، وأما مريم فقد أصبحت تزجي كل وقتها أمام ألعاب الحاسوب، بينما عاد الأب إلى الساعات الإضافية في عمله هربا من أجواء البيت غير المحببة محاولا شراء أو بناء شقة أخرى أكثر اتساعا وراحة للأبناء.
    مرت السنوات وكبر جعفر، وكان اقتراب رحيل العائلة إلى البيت الجديد يحزنه لأن أصدقاءه ومعارفه في الحي ملأوا عليه وقته، كان قد أزاح صورة جدته من غرفته ولم يترك إلا صورته وهو صغير جدا مع جده، بينما تم تدشين المستشفى الخيري واستدعيت العائلة للحضور، كان ذلك اليوم عيدا للجدة التي توشحت بالبياض وتهللت أسارير وجهها وقدمت لها الجمعية شهادة تكريمية على حسن صنيعها، فحملت المكرفون حين أعطيت لها الكلمة وقالت :
    أيها الحضور الكريم، اعلموا أن ذرات جسمي وخلايا جلدي كلها تسلم هذا العمل لله، ومن لم تكن كذلك إخلاصا وصدقا معه
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    -تعالى فلتحرق بالنار...ليس لي إلا أن أدعو لكم بالتوفيق حتى يتقدم محسنون لتجهيز هذا المستشفى ليكون ملاذا للفقراء المرضى والمتألمين الجرحى...هذا المستشفى قام على سعادة أناس من أهلي اعتذر لهم اليوم وأخبرهم أن سعادتهم هي سعادتي وأخصهم بدعائي في كل صلواتي... منهم حفيدي العزيز جعفر الذي كان بإمكانه أن يكون معنا اليوم، ولكنه لم يحضر وأسأل الله تعالى أن يرعاه فقد تحمل قلبه الصغير الكثير، وإذا وافقتموني فإنني أحب أن يتسمى هذا المستشفى باسمه ... نعم ... نعم ... باسمه ... مستشفى جعفر الخيري ..أرجو منكم أن توافقوني...أما أنا فأحس أني قد أديت ما علي أمام ربي...والرحيل الزاحف هو دربي...فأحييكم وقلبي معكم والسلام عليكم" .
    صفق الحضور تصفيقا حارا بينما ذرفت عينا الجدة دمعا ساخنا، أما ابنها وزوجته فقد شعرا بحزن عميق قلب المواجع وحرك الذكرى.
    كان المستشفى إذن قد توشح بالبياض في بعض أركانه أغراس جديدة وتعلوه لا فتة كبيرة تشع بالنهار وتضيء بالليل تحمل اسم جعفر الذي تكيف مع ظروفه في الحي الجديد، استطاع أن يتأقلم مع محيط الشقة الجديدة، كل ما كان ينقصه هو عودة الحبور إلى البيت كما كان في صباه، فقد أصبحت الجدة أقل كلاما وحيوية داخل البيت، وقد يمر اليوم واليومان دون أن تنطق بكلمة خصوصا وأن مرض السكري قد أضعف قواها ولا تصلي إلا جالسة وإلى جانبها قنينة الماء لكثرة ما تعطش، أما مريم فقد شبت هي الأخرى وبدت أنوثتها الفياضة تظهر عليها.
    قرر جعفر أن يسافر أياما ليتفرغ لدروسه قبل اجتياز امتحان الباكالوريا ولكن تعب جدته لم يسمح بذلك، إذ ازدادت حالتها الصحية سوءا وانشغل بها والده من طبيب إلى طبيب فأصبحت مسؤولية البيت ملقاة عليه، ويوم اجتيازه للامتحان كان يوم وفاة جدته.
    تركت سبحة محت نقوشها أناملها الرقيقة المنهكة وإلى جوارها قطعة حجر ملساء للتيمم، ودملجا متواضعا من ذهب أوصت به لمريم، كانت قد اشترت لوازم" الكسكس" قبل ثلاثة أيام حين أرسلت مريم إلى الدكان وقالت : إذا توفيت، هذا عشاء صدقة على نفسي إلى الفقراء والمساكين".
    كان جعفر في الصف الأول في صلاة الجنازة التي حضرها كل أفراد العائلة والجيران وبعض ممن صلى صلاة العصر في المسجد، كانت آخر صلواتها ظهرا تحرك أصابعها وعينيها حتى فارقت الروح الجسد، ولا شك أنها كانت تنتظر العصر فانتقلت إلى الدار الآخرة، صلاة العصر التي كان لها معها يوما موعد لم تحضره فدفعت لأجله ثمنا غاليا وهو تعقيد الحالة النفسية والاجتماعية لمحيطها العائلي، كان ابنها سعيد هو من سيرثها ويصبح البستان ملكا له خصوصا وأنه يعيش الآن ظروفا مادية صعبة ويعجز عن توفير المال لدفع أجرة دراسة جعفر ومريم وحمزة، وازدادت كآبته النفسية لأن البيوت الإسمنتية حالت بينه وبينصأصابعهاأ الفضاء الممتد أمامه حين كان في البيت السابق، كان البستان ينقل إليه تحول الفصول الأربعة أولا بأول وخطوة بخطوة وذلك يريحه بعد يوم شاق من العمل، أما الآن فأصبح خريف العمر يجعله يرى الحياة خريفا تساقطت أوراقه وازدادت همومه، كان يتحدث إلى البراعم في الأشجار ويسبح الله وهو يرى نموها المطرد حتى تخرج ويستنشق عبيرها ويقطف ثمارها وكان في جنة يحتاج إليها الكثيرون ممن حرمتهم المخططات الهندسية الفاشلة من المساحات الخضراء في مدنهم وأمام سكناهم، فهو يدرك تماما لماذا أصبح الإنسان إسمنتي القلب والإحساس لا يرفع بصره إلى السماء، رأسه مطأطأ إلى الأرض منذ أيامه الأولى ولا يرى الخضرة والطبيعة النضرة إلا في التلفزيون حين يظلم الليل ويسترخي على أريكته محاطا بالأسمنت الملتصق ببعضه في كل مكان، سعيد يدرك أن خطاب الحفاظ على البيئة لا يجدي إذا كان صاحبها يفتقدها أصلا ولم يجرب طعم التعامل مع الطبيعة الخضراء والسكن إلى جوارها، ولولا بره بأمه لاستجداها وتوسل أن لا تمضي تلك الهبة التي غيرت حياته رأسا على عقب.
    البحث عن عمل

    حصل جعفر على شهادته الجامعية وأصبح بيطريا، واقتضى ذلك الدخول إلى رحلة البحث عن عمل في أية مزرعة كانت، فعشقه للطبيعة والحيوانات أسعفه كثيرا ونجا من الفشل في الدراسة الذي كان حليف العديد من أصدقائه ولا هم لهم اليوم إلا الفرق الرياضية والمنافسات على احتلال أعتاب بيوت الدرب والأحياء والمقاهي، يتخللهم الحديث عن مغامرات الشباب وأحلامهم بالهجرة إلى المجهول، تأملهم جعفر وهو يتذكر دعوات جدته له بالتوفيق واستجابة الله لها ولكن المستقبل أمامه مازال غامضا، فهو يخرج كل صباح ليدفع بأوراقه وشهادته إلى الشركات والمزارع وجوابهم جميعا : "اذهب حتى نهاتفك".
    كان انتظار هذه الرنة الهاتفية السعيدة يمزقه حتى أنه يقوم أحيانا ظنا منه أنه يسمع الرنين كالفتاة التي تنتظر دقات الخاطب على الباب، وكان والده الذي حصل على التقاعد يرأف لحاله وينتظر هو الآخر أن يرى ابنه وقد صار شابا نافعا لنفسه ولوطنه، كانت أشباح البطالة تطارده في كل مكان، وفي يوم من الأيام ثقلت قدماه عن الحركة وقرر أن يتوقف عن الطواف على المؤسسات والشركات ودخل على والده وقد علاه الشحوب واليأس وقال في نبرة حادة :
    -أبي، إنني سأدفع طلبا للهجرة إلى الولايات المتحدة أو إلى كندا فقد سئمت ومللت وها قد مرت الآن سنتان ولم أحصل على وظيفة، هل سأبقى هكذا حتى أهرم؟
    فغر الأب فاه وتوقف لحظة وقال :
    -بني العزيز، ما رأيك لو جربت القيام بمشروع تجاري بسيط، تبدأ والله سبحانه وتعالى يرزقك، فكرة الهجرة هذه لا تستهويني وبعدك عنا بعد هذا العمر الطويل لا يروق لي وكما يقولون : "قطران بلادي خير من عسل بلاد الآخرين"
    -أبي، هذا القطران أحب أن أراه واعدك أنني لن أتناوله فقط، بل سأسبح فيه !
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    -جعفر يا بني، أنا رأيي وقلته لك، ولكن فكر جيدا واستخر الله.. لا تفقد الأمل.
    -لقد فكرت يا أبي، وآخر من دفعت له هو معمل الحليب الذي يملكه الحاج الناصري لمراقبة أبقار ضيعتيه.
    -هذا جيد يا بني...سأتوكل على الله واتصل بصديقي وفي نيتي أن ألح عليه في الطلب لعرض ملفك على الحاج الناصري
    قاطعتهما الأم وهي تتنهد.
    -الخضار في السوق باهظة الثمن، يقولون أن الفلاحين لم يعودوا يطيقون أثمان البذور والأسمدة الغالية.. المواطن المسكين هو من يدفع الثمن.
    -سياسة دعم الفلاحين الصغار على الرف ولا يزداد الأمر إلا تعقيدا.
    -هكذا رد جعفر وهو يحمل كيس الخضار إلى المطبخ، فهو يعلم جيدا أن أمه طباخة ماهرة وتحرص على اقتناء خضارها بنفسها وقد اكتسبت خبرة في زراعة الخضار عندما كان لهم البستان الكبير في السكن السابق، لم تكن تأتي من السوق إلا بالقليل جدا من الفواكه والخضروات وكانوا يحصلون عليها طرية ناضجة.
    -بعد عشرة أيام دخل جعفر إلى البيت فوجد رسالة من شركة لمزرعة كبيرة للمواشي وفتحها فإذا بها طلب مقابلته للالتحاق بالعمل لديها وبأجرة لا بأس بها، فطار فرحا وهرع نحو المرآة ينظر إلى نفسه وهو لا يصدق، أخذ يلهج بحمد الله تعالى الذي لم يتركه، توجه إلى الطابق العلوي بسرعة ليخبر والدته فلم يجدها في البيت، لم يكن والده موجودا أيضا فحمل نفسه كالفراشة وتوضأ وصلى ركعتين وسجد شكرا لله عز وجل ثم جلس قليلا وقرر أن تكون أمه هي أول من يعلم الخبر، كانت أخته مريم تتأمل حركاته داخل البيت دون أن تعلم ما يجري، جعفر مسرور وهي التي لا تراه إلا متجهما عبوسا في الصباح والمساء، توجهت نحوه وقالت في استغراب:
    - ماذا عندك يا جعفر؟ ما الذي حدث؟ أرى أن خبرا مفرحا قد زف إليك؟ هل حصلت على وظيفة؟
    نظر إليها دون أن يجيب وفتح الدولاب وأخرج أحسن ملابسه ووضعها عليه، مشط شعره والتقط قنينة العطر كأسرع من البرق وكاد يفرغها كلها على صدره ثم استلقى على سريره وأغلق الغرفة، حمل الرسالة وقرأها ثانية وثالثة ورابعة ثم وضعها إلى جنبه وأغمض عينيه يتخيل نفسه بيطريا محترما.. تذكر ربطة العنق التي اشتراها عند أول مقابلة شفوية في الامتحان وقام يتفقدها، فهو سيكون بحاجة إليها في أول أيام عمله، وعندما أخرجها وجد بها رقعة صغيرة متسخة فهرع نحو المغسل ونظفها ثم وضعها على الشرشف حتى تجف وعاد واستلقى على سريره وفجأة رن الهاتف.
    -جعفر...جعفر ألحقنا الآن، أنا أمام المستشفى الخيري بانتظارك حالا.
    فزع جعفر ووضع السماعة وخرج مسرعا وقد ثناترت أحاسيس الفرحة التي كان يعيشها قبل قليل.
    المستشفى
    ترك جعفر باب سيارة الأجرة مفتوحا حين رأى والده أمام الباب وعلامات القلق الشديد على وجهه فجرى نحوه وأمسك بيده فقال له والده:
    -أمك قبل ساعتين دهستها حافلة النقل المدرسي وهي الآن حالتها مستقرة والحمد لله ولكن كسرت ساقاها و....
    -أريد أن أراها الآن أين هي؟ أين هي؟
    -تفضل معي
    أمسك والده بيده وتوجها مسرعين نحو مكتب الاستقبال وعرف أبوه الموظفة بجعفر الذي سمي هذا المستشفى باسمه فهشت له وطلبت هاتفيا من الممرضة مرافقتهما إلى غرفة العمليات حيث تقبع والدته.
    دخل جعفر وانحنى يقبل جبين والدته التي كانت عيناها تدمعان وقالت:
    -اعتن بأبيك وأخويك مريم وحمزة يا جعفر.. أظن أنني بخير يا بني..
    قبل جبينها ثانية وقال :
    -اطمئني يا أمي، فالطبيب أخبرنا أنه كسر فقط فى الساقين والحمد لله أن الجمجمة لم تمس بأذى، كان بودي أيضا أن أزف لك خبرا سيسعدك ويخفف عنك ما أنت فيه الآن ولكنت لندعه حتى تتوفر الظروف الملائمة لإعلانه، أمي .. أمي نحن إلى جانبك.
    ابتسمت الأم وجاءت الممرضة وقالت مؤكدة أنها في حالة مستقرة وأن مدير المستشفى بنفسه يتابع حالتها حين علم أنها زوجة ابن المرأة الصالحة التي خففت آلام الآخرين بفضل الله تعالى فوهبت البستان الذي بني عليه المستشفى.
    الغرفة التي نقلت إليها أم جعفر في المكان الذي كانوا يجلسون فيه في البستان وله ذكريات جميلة وطيبة في ذاكرتها ما جعلها تفخر بما قامت به أم زوجها يوما ما.
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    أما جعفر فقد خرج مع والده من الغرفة حين طلبت منهما الممرضة ذلك وأخذا يتجولان في أروقة الأجنحة.. لقد تبرع محسنون بتجهيز المستشفى الخيري بأحسن التجهيزات، وزينوا جدرانه بالآيات القرآنية التي تذكر بنعم الصحة والعافية والرحمة التي خص الله بها عباده، جناح الأطفال مليء بالرسومات الجميلة والمزهريات الملونة، اقترب منهم جعفر وأخذ يقرأ اسماءهم وسبب دخولهم إلى المستشفى، سرطان الدم، الأنيميا، السل...الخ... حالاتهم الاجتماعية : فقراء وأيتام ولقطاء ومتشردون، كلهم يستفيدون من العلاج مجانا !
    شعر جعفر ووالده أن هذه هي المرة الأولى التي يطلعون فيها على انجازات المستشفى الصحية وبدآ يلحظان التقدم الكبير الذي حققته الجمعية الخيرية في رفع الكرب عن الناس، وهاهي الأم نفسها من المستفيدين أيضا، فهم لم يكترثوا للعودة إلى المكان أو زيارته منذ سنوات.. ولم يكونوا يحضرون الحفلات والاجتماعات التي تقيمها إدارة المستشفى بصفتهم من عائلة الواهبة وممثليها بعد وفاتها وكانوا يتجاهلون كل الدعوات.
    توقف جعفر فجأة في ممر جناح الجراحة وقال :
    -أبي...المكان الذي ترقد فيه أمي هو نفسه المكان الذي كنا نجلس فيه بكثرة، وهو أسفل شجرة الرمان الذي كنا نقضي فيه الليل حين يشتد الحر، أما لاحظت ذلك؟
    التفت إليه والده وقال :
    -صدقت يا بني، وهذا المكان هو الذي كنت تلعب فيه مع طيورك الملونة، وهناك عش الطاووس، إنه المكان الذي اختاروه لمرض العيون، سبحان الله.
    نعم...نعم...يا أبي هذا ما لاحظته بالضبط، ولكن أكان ما تحول إليه البستان أفضل أم ما كان عليه؟ ليت جدتي الآن حية لترى بنفسها ما كانت تتمناه... أترانا أنصفناها يا أبي ؟
    -أترانا أنصفناها حقا ؟
    وضع جعفر يده على كتف أبيه وهو يشعر بحرج كبير وعدم الرغبة في إنكاء جرح غائر وقال:
    -أبي...لقد حصلت على عمل مشرف في مزرعة للمواشي وفي بداية الأسبوع سألتحق بهم لبداية عملي وإمضاء العقدة.
    -حقا يا بني...دعني أعانقك، لكم أنا فخور بك يا ولدي، سنخبر أمك حال تعافيها من هذا الكسر.
    تعانقا ونزلا إلى الطابق السفلي وجلسا معا في حديقة صغيرة خلف غرفة الأم، مكثا على الكرسي الخشبي يتأملان الأسماك الصغيرة والملونة وهي تسبح في البركة الاصطناعية، الممرضات بلباسهن الأبيض جيئة وذهابا تجاه المستعجلات وكل منهما ساكت تعود به ذاكرته إلى سنين مضت...
    شاء الله عز وجل أن يأتي بهما ليقطفا ثمرة أنضجها برحمته من كف الجدة الحكيمة، التي تاجرت مع الله فتركت لهما إرثا حقيقيا، أصرت أن يكون مستشفى حتى يشفي الله صدرها وتنتعش الإنابة في قلبها، وحين سألها العدل قائلا : لماذا مستشفى وليس مسجدا ردت بكل حكمة :
    -كثير من المحسنين جزاهم الله خيرا يبنون بيوتا للصلاة، ولكن نريد أيضا بيوتا للاستشفاء من الأوجاع والأسقام، وبيوتا للعلم وصقل الأفهام، وبيوتا للفضل والأيتام... انها جمل نقشت على جدران المستشفى الخارجية..
    تنهد الأب وقطع عليه ابنه جعفر سهوه بعطاسه المتكرر، فشمته وقال :
    -بني...كلما تأخرت عن صلاة إلا وغرست شجرة أو أديت صدقة، لو كل واحد منا فعل ذلك كيف كنا سنكون؟
    -ليتني أرى جدتي الحكيمة اليوم، اليوم فقط علمت أنني حفيد هذه المرأة العظيمة، هذا المستشفى سمته باسمي وأعدك يا أبي أن أكون آخر خدمه ما استطعت.. رأيت اليوم الكل يترحم عليها، الكل يذكرها بخير...لقد ذهبت بجسمها وتركت أعطيتها، ذرني أكون مترحما عليها حتى تغرب الشمس، ندمي على تجاهلي لها يمزقني الآن.
    أطرق الأب رأسه حزينا وقال :
    -ما ذكرتها في شبابها إلا وهي عابدة تقية صافية النفس لم أسمع منها ما يحزن يوما، وصبرت على فقد والدي ولم تجزع ولم تتذمر وكانت دائما تردد :
    -القطار مر من بيتنا وحمل أباكم إلى المحطة، وحين سيصل دورنا سنركبه.. عمك الصغير كان يظن أنها تتحدث عن القطار حقيقة وعندما كبر علم أنها تقصد قطار الموت وأن المحطة هي القبر.
    تنهد جعفر وذرف دمعا ساخنا وأخرج منديلا ورقيا يمسح دموعه إذ أقبلت الممرضة وقالت:
    -المرأة التي كسرت قدماها تطلبكما.. فقاما مسرعين ودخلا الغرفة فجلسا إلى يمينها، أما خال جعفر وحمزة ومريم فتقدموا قرب رأسها ليخففوا عنها.
    بعد قليل حضر مدير المستشفى ومعه باقة ورد كبيرة وممرضتان وقال:
    -الحمد لله، مرحبا بكم في مؤسستكم، تكاليف العلاج على حساب المستشفى الخيري، وأنت يا جعفر:
    -لماذا لم نرك حتى كبرت وقد تسمى هذا المستشفى الميمون باسمك؟ وجودك يفرحنا، مرحبا بك في كل حين، وعموما فأمك والحمد لله ستخرج بعد أيام وهي بخير ولا تحتاج إلا ضمادة من الجبص للساقين، وجودك بيننا يشرفنا.. هذا هاتفي الخاص متى احتجتني ومرحبا بكم..
    وضع المزهرية بنفسه على الطاولة وعليها لافتة ورقية صغيرة محاطة بخيط ذهبي ومكتوب عليها :
    " أيها المريض، دعاؤك مستجاب بإذن الله، ترحم على من كان سببا في شفائك"

    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية ابو مريم
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    985
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    19
    قصتك أخت راضية ليست بالقصيرة، تابعت فصولها وهي تربوية وغنية بالأخلاق
    والمثل ، وبر الأبناء للأمهات وطاعتهن...وإن كان فيها شيء من المبالغة .
    أتمنى أن أقرأ لك قصصا قصيرة وهادفة وتحمل التشويق والدقة في التصوير..
    تحياتي..
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: أرجو النقد والتصويب . 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0
    الأستاذ المحترم أبو مريم .

    شكر الله لكم ولقد استفدت حقا من تصويبكم .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. نقد النقد : سوسيولجيا النقد العربي القديم
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11/08/2015, 12:35 AM
  2. أرجو مساعدتي
    بواسطة سندريلااا في المنتدى سؤال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26/11/2012, 08:21 PM
  3. أرجو مساعدتي
    بواسطة سندريلااا في المنتدى سؤال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07/05/2011, 03:58 PM
  4. أتمنى لك ، أم أرجو لك ؟
    بواسطة بنت الشهباء في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31/10/2009, 06:29 PM
  5. أرجو المساعدة
    بواسطة محمود عبدالله في المنتدى دراسات عليا
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11/11/2008, 06:05 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •