"رُغْمَ الحِصَارِ فإنَّنَا أَحْرَارُ"
***********************
كلُّ المعابرِ تحتَنا تنهارُ="رُغْمَ الحِصَارِ فإنَّنَا أَحْرَارُ"
نحن الإباءُ و عزمنا متفجِّرٌ=نحن الصمودُ وقودُنا الإصرارُ
لا خوفَ يَثنينا عن الرفضِ الذي=نبديه للمحتلِّ أوْ أسوارُ
لن ننتهي عن نصرِ دينِ محمدٍ=ضدَّ اليهودِ فكلُّنا أنصارُ
مهما تضافرَ جهدُهمْ في كسرِنا=لن ينجحوا فجميعنا ثوارُ
نحن الصّقورُ القانصاتُ عدوَّها=يومَ الوغى و بيوتُنا أوكارُ
نحن الأسودُ إذا زأرنا في الحمى=تجري الحميرُ و تركضُ الأبقارُ
نحن اجتراعُ الشوكِ في حلْقِ العدى=نحن الشّرابُ السّمُّ و الصبَّارُ
نحن الجهادُ فلن نغيرَ وجْهَنا=للغاصبينَ و لن يكونَ حِوارُ
أبناءُ حطّينَ الأبيّةِ كلُّنا=سنحررُ الأقصى و لا إدبارُ
القدسُ تنتظرُ الرّجالَ تؤمُّها=طالَ انتظارٌ أيّها النّظارُ
حتّى متّى سنظلُّ نحيا في الهوى=و نظلُّ يسرقُ عمرَنا الدّينارُ
أوَ لا تروْنَ القدسَ تُغْصبُ أرضُها=مِنْ كفِّنا أمْ زاغتِ الأبصارُ
قُمنا لننصرَها فحوصرَ شعبُنا=دهرًا و عاثَ بدارِنا الأشرارُ
و المسلمون تناوموا عن نصرِنا=و شبابُنا يغتالهمْ جزّارُ
في كلِّ يومٍ قصّةٌ عنْ ظلمِنا= تُحكى و تَروي بؤسَنا الأشعارُ
و اليومَ قصّتنا تململَ سردُها= بين الشفاهِ و مَلَّها التّكرارُ
العزُّ من بيتِ النّبوةِ جاءَكمْ=فإذا عززْتمْ كيف ذلَّ الجارُ
لستمْ دُمى خيطٍ بكفيْ مخرجٍ=يُلهى بهنَّ و تسْدلُ الأستارُ
ألقوا القناعَ و مزقوا أوراقَكمْ=تبَّ العدوُّ و شاهتِ الأدوارُ
قوموا أعدِّوا للِّقاءِ عديدَكم= و تجهزوا فسَيَرْعَوي الكفارُ
و الدهرُ ذو دوَل تجيء و تنتهي=و العسْرُ دوْمًا بعدَه إيسارُ
و النصْر وعدُ اللهِ إن ينصرْكمُ=فهو القويُّ القادرُ القهَّارُ
غالَ العدوُّ نساءَنا و رجالَنا=أو لا تجيء لحيِّكم أخبارُ
قنواتكمْ أُسِرَتْ بجيشٍ راقصٍ=و اقتادَها الطَّبَّالُ و الزَّمَّارُ
لو حاولوا تقتيلَنا لن يفلحوا=فَشبابُ غزَّةَ كلُّهمْ زهَّارُ
تأتي الأباتشي كلَّ يومٍ عندنا=لتصيدَنا فتصيدَها الأحجارُ
لم نرمِ إذ نرمي و لكنْ ربُّنا=يرمي و تُمْضي رمْيَه الأقْدارُ
و جموعُنا تحتَ الحصارِ بواسلٌ=ما عندنا صبرٌ و لا أعذارُ
لو جاءنا برْدُ العدوِّ بثلجِه=و رمى جريدَ نخيلِنا الإعصارُ
فالشمسُ تأتينا بحضنٍ دافئٍ=و يضمُّنا في مقلتيْه نهارُ
فيذوبُ ثلجُ الصبرِ عن أكتافِنا=و تروحُ تجْري تحتَنا أنهارُ
و يدسُّ بذرَ النصرِ كلَّ جذورِه=فتَرى الثمارَ و تكبرُ الأشجارُ
لو هزَّنا ليلُ الظلامِ ببطشِه=ثارتْ بقلبِ ظلامِهِ الأقمارُ
ليسَ الظلامُ يخيفُنا بمجيئِه=بالمظْلمين فكلُّنا أنوارُ
أحيا اللجوء إلى السماء قلوبَنا=فتنورَتْ و أنارَ منها الدَّارُ
و يقينُنا باللهِ نوَّرَ دربَنا=فبه تنالُ و تدْركُ الأوطارُ
لو جوَّعونا فالرسولُ نصيحُهُ="جوعوا تصحِّوا " أيّها الأبرارُ
إن غابَ طعْمُ الخبزِ من و جباتِنا=فلأنَّ طعمَ الخبزِ فيه العارُ
أوَ ليسَ قمْحَ عدوِّنا نقتاته=بالذلِّ حينَ يُقدَّسُ الدُّولارُ
عجنوه في ماءِ الإهانةِ و استوى=بالقهْرِ لَمَّا صبَّ فيه صَغارُ
عقمتْ بلادي أنْ تربيَ قمْحةً=فكأنَّ أرضَ المسلمين بَوارُ
و اللهِ ما عقمَتْ و لكنَّ العدى=تخشى السنابلَ فالسنابلُ نارُ
تسمو السنابلُ للسماءِ برأسِها=كالرُّمْحِ لما يعتريهِ الثَّارُ
تحوي شموخَ النصرِ في قمحاتها=و تدُسُّه في الأرضِ حينَ تثارُ
نحن امتداداتُ السنابلِ عندما=تأبى الركوعَ لأننا أحْرارُ
في أرضِ غزةَ حاصرتْنا طغْمة=كي تزْهقَ الحقَّ الذي نختارُ
هم حاولوا إذْلالَنا بحصارهمْ=لكنْ لغَزَّةَ عِزَّةٌ و شِعارُ
كتبتْه في كلِّ الزوايا كفُّها = و يكادُ لا ينْسى الشِّعارَ جدارُ
نحن الأباةُ فلنْ نذلَّ لغاصبٍ="رُغْمَ الحِصَارِ فإنَّنَا أَحْرَارَ"

شعر : محمود آدم