طُوبَى لَنَا بالمُجْتَبَى
قَسـَمـــًا بــربِّ العالــمـــينَ الأَوحَـــــدِ = وبِإِِِِِسْــــمِـــهِ المَخـْـفِـيِّ والمــتــفــرِّدِ
وبِعَـرْشِِِِِ مَنْ مَنَــحَ السـَّـماءَ بـُروجَــهَا = وأزانَ مــا فـيــها بــنــجـــمٍ مُـرْشِــدِ
وبقــدرةِ الرَّحـمــنِِ فـي أرضٍ حــوَتْ = مـِـنْ كــلِّ آيٍ للّبــِـيــبِ المُــهــتــدِي
وبعِلْــمِ مَــنْ بـَســطَ الظــِّلالَ وشــدََّهـا = و بمــائِــهِ الـسَــــيـَّـالِ والمُتـجــمِّــدِ
وبِمَــا علَــى إبــلِ الفـــلاةِ بصـــبـْـرِها = يَــومَ احتـدامِ القيـظِ عِنــدَ المقـصَـــدِ
وبِمَنْ إذا مــا شــاءَ أمـــرًا قـال:״ كُنْ״ = وإِذا الأمـــورُ تُـــطيـــعُ دُونَ تـَــرَدُُّدِِ
سَوََّيتَ كونَـــكَ يا إلــهِـــيَ مُــعـْـجـِـزًا = عَـبَّـقــْتَ كُـنـْهَ أريــجـِهِ بـِ״ مُحـمّــَدِ״
ذِي قــَـــبْـلـَــهُ الدُّنــــيا ظـــلامٌ عـارمٌ = والخلـــقُ تحتـَكَ في هَوى وتعربـُـــدِ
النَّارُ تأكــلُ في ״المجـوسِ״ شِعـابَهــا = وصدَى الكــنائسِِ مُحتـَــفٍ بالمعــْبدِ
و״قريشُ״ ولَّتْ وجهَـــهَا״ للاتِ״ لَـــمْ = تنسَ النَّصيــــــبَ״ لعُزَّةِ״ المتعبّــــِدِ
والظلمُ يقصِمُ فـي الجِمـــالِ سَنـــامـَـها = فتصيــُر عَـنْ بُـعــدٍ كـظِــلٍّ أَمـــرَدِ
وَوُلـــدْتَ والدُّنْــــيَا تَبــــوحُ بنــــورِها = للكَـــــونِِ فـــي لحنٍ شَجـــيٍِّ،أجْــوَدِ
وأصابَ ،مُـرََّ الغصـنِ، همـسٌ مُرهَفٌ = أفــضَـى بــشهـــدٍ للــزَّمـانِ مُــؤبّــَدِ
طَرِبَـــتْ ملائـكـةُ الرَّقيـــبِ وحدَّثـــتْ = كلَّ المقاصِدِ عن سَنـــاكَ السَّرمَــدِي
فــتـنــفَّــسَ الإيمــانُ وحـــيًـــا دافِــئًــا = مِنْ حوضِْ طيبِك يا سراجَ السُـــؤدَدِ
وتَـناغــمَــتْ سُـنـَـنُ الحيــاةِ وأَدركـَتْ = سِـــرَّ الوجودِ. فيـَــا لـهُ مـِنْ مَولِـــدِ!
كُلِّفْــــــتَ بالتَّبلــيــغِ عَــنْ رَبِّ السَّمَــا = والأرضُ تشكـُـو مِنْ جُحودِ المُلحِــدِ
ما كــنـــتَ تقـــرأُ إنـــمـــَا مُتـــأمّـــِلاًًَ = لبدِيعِ صُنـــعِ اللهِ فيــنَـا، " سَيّـــِدِي״
أُخـفِـيـتَ ،يــومَ الحشــرِ، أيـَّـانَ اللِّـقَـا؟ = وأُجِرْتَ وَحْيًا عَـنْ صَنيــعِ الهُـدهُــدِ
״اِقــــرأْ״! تلـــوتَ علـى مسامِـعِ أُمَّــةٍ = فتبوّأَتْ ،قَطــعًا، رفــــيــعَ المَقــعَــدِ
ما كـــنـــتَ رائِمَ تـــاجَ مــُلــكٍ عابِـــرٍ = حتّــى ولَـــوْ مِــنْ لُــؤلــؤٍ وزُمُــــرُُّدِ
غَنمًـا،״ كَليمُ اللهِ״ِ، يَرْعَـــى مُؤْجَـــرًا = ورَعَيتَ أنتَ الصِّدقَ مبْــسُوطَ اليـــَدِ
و״ لِإبْنِ مريمَ״، كَــمْ أُمــِدَّ بـِــخـــارقٍ = وأُثِبـــتَ أنــتَ بمُصطفــاكَ الأحمَـدِ
وعلَى أذى مـَنْ كــذَّبوا صَبـــَرَ الفـــؤا = دُ وفاقَ فـي״ أيُّوبَ״ صَبْــرَ الزُهَّـــدِ
لم تحــنِ رأسًـــا للمفـــاتـِـنِِ والهـــوى = أبَــدًا. صَبــيٌّ أنــتَ نِـعْـمَ المُقـتــدِي
طُهِّـــرْتَ بالبــــَرَدِ المــُقـــدََّسِ يافِعًـــا = فسمــوتَ عَـمَّا ـ هُوْـ بَغيـظٍ، مُفــسِـدِ
عَظُمَتْ خلالُكَ واعْتلـــتْ سِيـَرَ الوَرَى = فاضَتْ شَــذى في قـلبِ كــلِّ مُوحِّــدِ
" لَمُحَمَّدٌ״ حــُــسْــــنٌ لـِكـــلِّ مـَكــارمٍ = وكـــلامُ ربِِّ العالــمــيــنَ مُــؤيّــِدِي
يا للبيـــانِ! إذا تـــــحـــدَّثَ نـــاصــحًا = يا للتَّـواضــُعِ! في الشَّفيــعِ المُنجِـــدِ
للصَّحبِ شَـــدَّ الأزرَ غَيـــرَ مٌـــفَــرِّطٍ = ولأٌمـَّـــةِ المَحـــمــودِ ألــفُ تهــجُّــدِ
فـــلهُــــمْ بسعـــــيِـــكَ للمحبــةِ أُسْـــوةٌ = طُوبَى لـَـهــــمْ مِـنْ رُكَّـعٍ أو سُــجَّــدِ
مـن قبـلِ آدمَ ، أنـــتَ خاتـَـمُ وحيِهِــــمْ = رُسُلٌ تباهَــتْ بِارْتـقــائِـكَ فِـي الغَــدِ
الصادقُ المِصــداقُ صـــدَّقَ صــادقـًـا = بالوحْيِ والتَّــنـزيــلِ عِنــدَ المـَـوعِـِد
وأميـــنُ سـِـــرِّ الخلــقِ سِــرٌّ للـــوَفاَ = لارَيـبَ فِـي سِـرٍّّ سَرَى مِـنْ مَسجِــدِ
وجُزِيـــتَ قرآنـــًا كَـــريـــمـًــا بيــِّـنـًـا = أثــنَى عـَـلَــــيــكَ اللهُ فـِـيــهِ بِفَــرْقَــدِ
أُوتيتَ خمســًا مـِــنْ صَـــلاةٍ صُنتــَـهَا = فأقــمْـتَــهَا وخــتــمــتَــهَا بـِـــتـشهُّــدِ
وحَرصــتَ أنْ يَحظَـى اليتيـــمُ بعـــزَّةٍ = وكَــفـَـلــتـَـــهُ فــي رحـمــةٍ وتــَـوَدُّدِ
طُوبــى لنــَا بالخيــرِ كلـِّـهِ فــي الــذِي = لِنِســـائِــنَـــا، أَوصَــى بِخيـرٍ مُسْنِــدِ
و ظــَــنـنــتَ أنَّ الجــارَ وارث جــارِه = أوصاكَ ״جبريـلٌ״ بِــمَـا لَـمْ تَـعْــهَـدِ
للوالديـنِ قَـضَـــيــتَ بـِــرًّا مـُـنْــصِفـًـا = إِلاَّ عـَــلـَـى شِــرْكٍ بِــــرَبٍّ أوحَــــدِ
وأََمَــرْتَ بالمـعــروفِ غيـــرَ مُكابـــرٍ = و نَهَيْـتَ عنْ طيـشِ الفَتَى المُتـعـمِّـدِ
و قـِـــــيــامُ ليـــلٍ ما بَرَحــتَــهُ مُجْهَـدًا = قَدَمـيـكَ، أدمَـى، أنـتَ نِعْــمَ المُـجْهَـدِ
خُلُقًا عظيمـًا، أُنـــزِلــتْ ״أم القـــرى״ = فَأنـــارَ ״يثربَ״ بالهـُـدى المــتجــدِّدِ
و هَجَرتَ لمْ تحملْ لقــومـِـكَ حقــدَهُــمْ = و رَجَـوتَ أنْ يُهْـدَوا لخيـرِ المــورِدِ
״لو كنتَ فَظًّـا أو غَــليــظَ القلــبِ״ لَــمْ = يَسْــمُ التَّسامُـحُ فـي فُؤادِ المعـــتـَـدِي
يا مُصطفى! ذَا الشِّعرُ يركَـــبُ بحــرَهُ = ويَــرُومُ مَدحَــكَ كالهــزارِ المُنــشِـدِ
هــيهـاتَ يبلـُـغُ في ثـــنـائـِـكَ مَقصَـــدًا = حَــتَّى و إنْ نــَالَ المِــدادُ تــعـهُّــدِي
أَثـــنـَـى علــيــكَ الله فــِـي صـلــواتــه = والمَــدحُ بــَعــدَ اللهِ لَيـــــسَ بِأجْـــوَدِ
ذا العمرُ مـاضٍ كالغــيــومِ و ظِــلِّـــهَا = يَـا نفـسُ تُوبِي عَـنْ هـَـوَاكِ وردِّدِي:
״قَـسَــمـًا بِـــرَبِّ العالميـــنَ الأوحَـــــدِ = لا خـيـــرَ إلاَّ فِــي صِـراطِ مـُحـمََّـدِ״
الجزائر 2006