بنت الليل
أنت أيها الواقف وسط هذا الزحام... أعرني عيناك قليلاً ودع عنك آلة التصوير تلك وانظر على ذالك السواد الشفاف أيحتاج إلى عدسة؟ لا تدع التردّد يطوّق خيالك ويقيّد تفكيرك... اجمع نظراتك المتبعثرة وارنُ إلى ذلك الواد... إلى ذلك السحر... أترى من معه؟
اسبح في خيالك المجنّح واستنشق زفرات العذاب وأنين الابتسامة... الابتسامة الهادئة.... ألا ترى تلك الواقفة هناك؟ إنّها تلوّح بوميضها الخفي الساحر... إنّها تهمس بامتزاج موسيقاها فتعزف على نغمات الزفرات وتلحن على أوتار الأنين بكلّ جوارحها، تجيب كلّ سائلي النهار عنها... هي ابنة الليالي ترتدي وشاحًا أسود وتغوص في الأعالي كما اعتدناها حسناء مدلّهة بالسحر والفتنة تلك هي.... الآن لا تحتاج إلى مشهد تصوّره فقد باتت تلك الصورة واضحة ماثلة أمام عينيك... ما عليك إلا أن تصوّرها وتنقلها بإحساس مرهف بكلّ صدق وأمانة رجائي أن لا تُلبسها صخبات الألوان، ولا تصنع لها ديكوراً من الأبعاد، لا تغرقها في عالم الضوضاء، هي هكذا.......... فاتنة كما هي.... كما أودعها راسمها في هذا العلوّ كما صوّرها خالقها في طيّات الليل بين ثنياه.............
هي النجمة !!!!