موقف المجتمع والخلفاء من الغزل الفاحش
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يظن البعض أن الشعراء قد نالوا مكانة رفيعة في المجتمع المسلم
وعبر ما سنقدمه سنوضح أن مكانة الشعراء ربما في أدنى السلم الاجتماعي , وما شهرتهم إلا شهرة تشابه المطربين والمغنين اليوم الذين باعوا عقولهم وقيمهم بأكذوبة الفن
( تنبيه : الشعراء الذين نقصد هم شعراء الغزل الماجن . الغزل الحسي)
بودي أن أتكلم عن الغواية في هذا المقام ولو بشكل مختصر لأن الموضوع بحاجة لتفصيل طويل وبحث مفصل لكن هذا الموضوع جاء ليوفي حرارة المواضيع والردود في الموقع :
وأعلم أنه هناك من الكتاب والشعراء والأدباء أو ممن يدعي ذلك لا يتقبل كلام الله وذكر الله في الآدب وتشمأز نفسه , ولو ذكرت له قول الشاعر الفاني والناقد الفلاني لرحب به و انفردت أسارير وجهه
اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ
-"وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "45 الزمر
وقد فسر بعض النقاد الآية الكريمة وفق هواه متبعاً بذلك نهج التأويل المسيحي والفلاسفة الغربيين لا التفسير الإسلامي ( ونشير لنقاد شعر الحداثة حيث فتح باب التأويل وأصبح القارىء كاتباً للنص وفق هواه وهذا إن مررناه مع كلام البشر فلا يمر مع كلام الله)
وهذا التأويل لا علاقة له بالدقة والارتباط الصحيح
وقد عني نصر حامد أبو زيد بالتأويل كثيراً و انتقد مفسري أهل السنة
وكلنا يعرف خلفية هذا الرجل
ومن نقاد الأدب من حول تفسير الآية الكريمة لما يوافق هواه:
قال تعالى :
وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ 224 أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ 225 وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ 226 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ 227 الشعراء
فأراد تجميل وتزين كلمة الغواية بأنها لا تحمل سلبية في ذاتها , أما عن كلامه تعالى أنهم يقولون ما لا يفعلون ذلك وصف لهم لا أكثر
وقد أصبح هذا الوصف مخرجاً لجمع من الشعراء للتلفظ بالكلام الماجن ووصف المغامرات وكلما سأله أحدهم قال
نحن نقول ما لا نفعل
وقد قال القرآن فينا ذلك
وقد استشهد الدكتور داود سلوم بقصة حين وصف الفرزدق نفسه شارباً للخمر وإتيان المحرمات
فقال له الخليفة الأموي أنت تقر بكلامك بفعل المنكرات ولا بد من القصاص منك
فذكر قول الله تعالى
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ
فأطلقه الخليفة وقد حذره من تكرار ذلك
أخذ الناقد سلوم هذه القصة وكأنها تفسير صحيح لقول الله تعالى وصارت لديه منهجاً يحلل فيه الغزل الفاحش
ولو عدنا لكل تفاسير الكتاب لما وجدنا تفسيراً واحداً يطابق هوى الناقد
وما كان ذلك إلا لاستسهاله تفسير كتاب الله وتركه لكتب التفاسير المعتمدة وأخذه بقصة لشاعر ماجن
والموضوع ليس بسهل كما يظن البعض
هذا النهج يبدأ من هنا ولن يعرف أحد أين يصل
فهم يقلبون معاني آيات الله كلها , وقد صار لهم دين جديد يتفق معنا بقران الله ويختلف بالتأويل
ولو عدنا لأبسط أبجدية لما يسمى تفسير القران بالقران
وهذا بالطبع لسنا أهل له ولا ندعى حيازته
لكن لنذكر الآيات المرافقة في القران الكريمة التي تناولت الغواية وكيف أتى معناها , فكل الآيات تذكر الغواية بسلبية وتذكر مصيرها :
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى 120 فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى 121 ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى 122 طه
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى 1 مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى 2 وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى 3 النجم
قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 39 إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 40 قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ 41 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ 42 وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ 43 لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ 44 إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ 45 ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ 46 الحجر
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ 175 وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 176 سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ 177 مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 178 وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ 179 الأعراف
يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ 88 إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ 89 وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ 90 وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ 91 وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ 92 مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ 93 فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ 94
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ 95 قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ 96تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 97 إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ 98 وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ 99 فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ 100 وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ 101 فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 102 إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ 103 الشعراء
-" وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ 27 قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ 28 قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ 29 وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ 30 فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ 31 فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ 32 فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ 33 إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَل
ُ بِالْمُجْرِمِينَ 34 إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ 35 وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ 36 بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ 37 إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ 38 وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 39 "الصافات
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ 17 فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ 18
القصص
62 قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ 63 وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ 64 وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ 65 فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ 66 فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ 67 القصص
قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 82 إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ 83ص
ولو عدنا لموقف المجتمع وموقف النقاد وموقف الناقدات من مثل سكينة بنت الحسين والناقدة بنت عقيل
وموقف الخلفاء مع الغزل الفاحش والهجاء والكلام الذي ينال من أعراض الناس
لرأينا صرامة الموقف التي اتخذ معهم
فشاعر سجن وشاعر نفي وشاعر جلد وشاعر عنف
والأمثلة كثيرة
وقبل أن نذكر هذه الأمثلة نبين لماذا تحولت الأمة هذا التحول
نقول إنها شريعة الإسلام
فكلنا يعرف موقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب حين سجن الحطيئة حين هجا الزبرقان
هل هجاه لموقف ذاتي , أو معادة للشعر
لا أبداً
هذا كان, لآن القانون الذي صار يحكم مجتمع الإسلام يحاسب على الأقوال كذلك
وهذا ما شهدناه من استغراب معاذ بن جبل رضي الله عنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
حين قال له :
تكف عنك هذا وأمسك لسانه، فقال معاذ: وهل نحن مؤاخذون بما نقول؟ فرد عليه الرسول وقال: ثكتلك أمك يامعاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، فإن أمر اللسان خطير،
وكان فعل عمر بن الخطاب ما هو إلا إرجاع حق للزبرقان وكانت القوانين اليوم تحاسب كذلك على الذم والقدح وما شابه وتصل بالسجن لمدة شهرين وغرامة تقدر بحسب إيذاء الشخص
ونفى عم بن عبد العزيز الأحوص لقوله :
الله بيني وبين قيمها .... يهرب مني بها وأتبع
..
وبقية الأبيات تورد بحثه عن زوجة الرجل وتتبعه أينما رحل
ونفى كذلك عمر بن أبي ربيعة لأشعاره التي عرف بها
كمثال يقول عمر بن أبي ربيعة:
فلم أر كالتجمير منظر ناظر ......... ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره.. إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
ونذكر هذه القصة كذلك :
أثار بشاربن برد عاصفة في البصرة بسبب شعره الغزلي في فترة نشطت فيه حركة الزهد التي يمثلها سوار بن عبد الله الأكبر, ومالك بن دينار وغيرهما وكانا يدعيان أنه " ما شيء أدعى لأهل المدينة إلى الفسق من أشعار هذا الأعمى ومازالا يعظانه " وشاركهما الرأي واصل بن عطاء المعتزلي فقال " إن من اخدع حبائل الشيطان وأغواها لكلمات هذا الأعمى الملحد"
وأثار شعر بشار جدلاً حتى طلبه الخليفة المهدي , إذن جاء موقف المهدي المتشدد من بشار بعد الجدل الواسع بينه وبين الأخلاقيين والمعتزلة .
وقد قال المهدي لبشار بعد أن حاول بشار الهروب والاعتذار بشكل شعري من الخليفة بقوله :
والله رب مـحمــــد ......... ما إن غدرت ولا نويته
أن الخليفة قد أبـــى ..... وإذا أبى الخليفة شيئاً أبيته
ويشوقني بيت الحبيب(م) .. إذا ذكرت . وأين بيته؟
قام الخليفة دونـــــــه.........فصبرت عنه وما قليته
ونهاني الملك الهمام ...... عن النسيب وما عصيته
فطلب منه الخليفة أن ينشد قصيده الذي جادله عليه الناس فأنشد:
قاس الهموم تنل به نجحا ....... والليل إن وراءه صبحا
لا يؤيسنك من مخبأة ........... قول تغلظه وإن جرحا
عسر النساء إلى مياسرة... والصعب يمكن بعدما جمحا
فشتمه الخليفة وكان غيوراً وقال له :
" أتحض الناس على الفجور ؟ وتقذف المحصنات والمخبآت ؟ والله لئن قلت بعد هذا بيتاً واحداً في نسيب لآتين على روحك..."
والأمثلة كثيرة جداً
ومن خلال ذلك نتبين مكانة الشاعر الاجتماعية وهي بعكس ما نتصور اللهم إلا الشعراء الذي خلت أشعارهم من المجون والفسق
والسؤال
ماذا يكون موقف الخلفاء من شعراء اليوم
هل يكون كذلك النفي ( أو الحظر بمفهوم اليوم) أم يتجاوز لعقوبات أشد