جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــ
( بريمر ) وإمّعاته !! ( 1 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

من حقائق التأريخ الا ّ محتل إحترم عملائه حقا وصدقا ، وان المحتل غالبا ما يكشف عملائه ويعريهم بعد نهاية العقد بينهما . ومن مجمل مسيرة الانسانية نستشف : ان المحتل والعميل غالبا ما لا يظهر كل منهما ما يبطن للآخر قبل واثناء الصفقة ، وقد جاء ما كشفته ( فرنسيس ) ، التي كانت تعمل كمترجمة ومستشارة في آن لنبي اللصوص العراقيين ( بريمر ) في هذا الاطار وعلى جناح نكات ، لم تخل من شماتة محتل بمن احتذاهم للخوض في الوحول العراقية على قدم ( عربية ؟! ) في الجنوب وقدم ( كردية ؟! ) في الشمال العراقي .

نقلت مواقع الكترونية عراقية كثيرة خلاصات عن كتاب ( مالم يقله بريمر في كتابه ) لمؤلّفة ( محمد عرب ) ونقلا عن ( فرنسيس ) ، طيب الله زوالها عن العراق ، نقلا عن اقوال ولي امرها وباني نعمتها ( بريمر ) بحق النجوم ( العراقية ) سهوا في حكومات الأمس واليوم ، ووجدت ان من حق القراء العرب ممن لايتابعون مواقعنا العراقية ان يقرأوا شيئا من اقوال ( ابو نؤاس ) بحق ( الغلمان ) الذين ساندوه في احتلال العراق ، واستهل خلاصاتي ( بكبير القوم ) قبل ان يتوفاه اجل قريب باذن الله :

( يحب بريمر التفاوض مع طالباني ) ، لسبب تجهله عامّة الناس ويعرفه ( بريمر ) ومتابعو فنون العمالة في العراق ، وهو حسب ( بريمر ) : ( أنه الرابح معه دائما ) !! على معنى ان المحتل يكسب المباراة ودّية كانت ام جادّة مع ( جلال الطالباني ) من الجولة الأولى ، خاصّة اذا توفرت قبل الجولة وجبة ( الفسنجون ) الدسمة ، او( الديك الرومي بالعسل ) ، الذي اعرف ان ( الطالباني ) مغرم به مطبوخا على الطريقة النجفية ، قبل ان يتلوث دمه ويقدم اقوى واعظم الأدلة ( التأريخية ؟! ) على ( كردستانية ) كركوك لممثل الأمم المتحدة :
صورة تذكارية لبضعة طلاب اكراد مروا من هناك ذات يوم !! .

( عبد العزيز الحكيم ) يرى فيه ( بريمر ) : ( التطرف والدهاء ) ، وليثبت لنا غباء الادارة الأمريكية المركّب يقول ( بريمر ) عنه : ( اشعر دوما بان المجلس الاسلامي الأعلى مخترق لصالح ايران كلما نظرت الى عمامة عبد العزيز الحكيم ) !! ولم يطرح نبي ّ اللصوص على نفسه سؤالا يفرض نفسه كلما اطلّت عمّة ( الحكيم ) في المراعي الخضراء : من استورد هؤلاء للعراق مع دبابات الاحتلال ولماذا ؟! .

ويزيد ( طين ) غبائه ( بلّة ) فيذكر انه : ( شبه متأكد ان من قام باغتيال محمد باقر الحكيم هو حرس الثورة الأيراني وبعلم اخيه عبد العزيز .. الأقل دهاء وقوة واكثر ولاء لأيران ) من ( المرحوم ) !! . والأكثر إضحاكا في هذا الموضوع بالذات ان السفير الأمريكي الحالي يتنفس ذات الهواء مع ( رأس ) ايران في المراعي الخضراء ، ولكنه يفضل التفاوض على ( امن العراق ) مع المؤخرة الأيرانية في طهران !! .
وللحياة في الحمقى تصاريف عجيبة !! .

وعن ( مسعود البرزاني ) يقول ( بريمر ) انه هذا : ( يعتبر الأكراد جنسا فوق الأجناس ، وهم احق ّ ــ كما يرى مسعود ــ بكل شئ من سواهم ، ولابد ّ ان يأخذوا اكثر من الآخرين لأنهم : الأفضل ) !! وواضح ان المسكين ( بريمر ) يجهل ان ( البيش مركة ) هم من منحوا الأرض حرية الدوران حول نفسها فإستحقوا حدود ( مملكة ) من جنوب بغداد الى جنوب القطب الشمالي !! خاصة وانهم كانوا الأكثر كفاءة في تلميع احذية الجنود الأمريكان في العراق .

ويصفعنا ( بريمر ) بكلمة صدق وحق غير متوقعة من امثاله فيصف ( هادي العامري زعيم منظمة ( بدر ) و ( باقر جبر صولاغ ) بانهما : ( قاتلين بلا ضمير ، وسيفضحهما التأريخ عاجلا ام آجلا ) ، وتنبأ بان تقوم ايران : ( بإقامة تمثالين لهما في وسط طهران ) تقديرا لخدماتهما ( الوطنية ) في تأجيج صراع طائفي سياسي مسرطن في العراق قد يطال كل دول الخليج بفضلهما !! ومرة اخرى لم يسأل نفسه ، من جاء ( محررا ) للعراق : لماذا تستورد اميركا للعراقيين قتلة ايرانيين من هذا الطراز اذا كانت قد جاءت ( محرّرة ) كما تدعي ؟! .

وتوقع ( بريمر ) ، مشكورا : ( مستقبلا رائعا ) للسيد ( طارق الهاشمي ) لأنه : ( مثال للسياسي العصري ، فهو يميل اينما تميل الرياح ) !! ولاعجب اذا ما اكتشف العالم يوما ان هذا قد باع كل ( المسلمين السنة ) ، اينما وجدوا ، من الصين الى المكسيك ، لأميركا وحدها ، بعد ان حقق كل هذه الانجازات ( الوطنية ) الأمريكية بامتياز داخل العراق ، فإستحق ودون منازع لقب رجل ( الرياح الأربعة ) على عجلة ( اسلامية ) مهجنة في حقول بقر تكساس .

ويصف ( بريمر ) ، مشكورا ثانية ، ( موفق الربيعي ) بأنه : ( رجل مراوغ متملّق كذّاب بالفطرة .. ومن النوع الذي يرضى بفتات الموائد ) !! فيثبت لنا ( بريمر ) سيد اللصوص غباء اميركيا من الوزن الثقيل في تعيين كذاب بالفطرة مسؤولا عن ( الأمن القومي ) في العراق ، وهو القائل ( بأنه مع ايران حتى يوم القيامة ) !! .
ويبدو ان مرض الكذب الفطري صار من الأمراض الوبائية المعدية في عراق اليوم .

والى الحلقة الثانية .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...217361&Sn=CASE

http://www.akhbar-alkhaleej.com/source/wednesday/12.pdf