جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
زعلان الأسمر !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اغنية عراقية اشتهرت ذات يوم ، واستميح مغنيها ومؤلفها العذر عن استعارة عنوانها مضمونا لمقالتي على ذات وقعها : ( زعلان الأسمر مايكلّي ــ لايقول لي ــ مرحبا !! ) ، و( اسمر ) مقالتي هو: ( الأستاذ بلا شهادة ، الرئيس بلا رئاسة ، السيد مسعود البرزاني ) وهو يجترّ ذات اخطاء وخطايا ابيه المرحوم ( ملا ّ مصطفى ) الذي اعترف ذات مرّة بأن القضية الكردية تشبه : ( شحاذا اعمى في باب جامع السليمانية ، لايعرف من يضع الصدقة في يده ، ولايعرف ماهي الصدقة التالية ) مذاك وحتى هذه الأيام التي تستظل فيها القضية الكردية احتلالا مركّبا للعراق ( قاد ) الإبن ( مسعود ) ركنه الشمالي ( بجدارة ) شحّاذ على بابي ( واشنطن ) و( طهران ) ولابأس ( باسرائيل ) .

عام ( 1996 ) حوصر ( مسعود البرزاني ) من قبل ، عدوّه القديم وحليفه الحالي ، ( جلال الطالباني ) الذي آزرته في حينها القوات الأيرانية لاحتلال ( اربيل ) وجمارك ( ابراهيم الخليل ) الستراتيجية في عالم النهب والتهريب الدولي على الحدود العراقية التركية ، ولم يجد ( مسعود ) من منفذ ولا منقذ من تعاسة المصير غير المرحوم ( صدام حسين ) الذي امر بإنقاذه ، ففك ّ الجيش العراقي ( القديم ) اسره واسر مقاتليه من موت محقق ، رغم ان اميركا وبريطانيا كانتا تفرضان حضرا جويا لاشرعيا شمال خط عرض ( 36 ) لحماية تجار الحروب الأكراد وترك حبلهم على غارب الدول الطامعة بتدمير العراق .

وكان ( البيش مركة جلال الطالباني ) على علاقة ( وثيقة ) باميركا وبريطانيا وايران في آن ، فطلب عبر اجهزة اتصالته الخاصة العون والمدد من حلفائه لضرب الجيش العراقي الذي حرّر ( اربيل ) وانقذ ( مسعود البرزاني ) و( بيش مركته الأشاوس ) ، وحصلت النكتة التي يتذكرها كل اكراد العراق !! : أغارت الطائرات الأمريكية والبريطانية وقصفت اهدافا للجيش العراقي على اطراف ( البصرة ) ، تبعد مالا يقل عن ( 800 ) كيلومترا عن المواقع التي كان ( جلال الطالباني ) يتمنى ان تقصف !! .

ودارت الأيام على عمالة من عمالة ، ورد ّ ( مسعود البرزاني ) ، بعد احتلال العراق ، ( الفضل ) للجيش العراقي القديم ، ولكن على طريقته التي ورثها : قتل واغتيال كبار وصغار ضباط الجيش العراقي الذي انقذه ، والتحالف مع ( جلال الطالباني ) والأيرانيين ضد العراقيين العرب الذين مازالت وسائل اعلامه تصفهم وبتلذذ صغير كبر على غير نعمة موروثة : ( الشوفينيين القومجيين ، الخ من العنصرية الرثة ) !! ودارت الأيام مرة اخرى ، فاتنفخ هذا وذاك بقوات احتلالين اجنبيين ضد عرب العراق ، ( 85 % ) من اهل البلد ، وراحا يستوردان ، وعلى نفقة الشعب العراقي ومن امواله المحتلة المنهوبة ، اكرادا من كل دول العالم الى ( مملكة كردستان ) على غرار ما فعلت وتفعل اسرائيل ، حتى لو كان هؤلاء مسلحين يعملون ضد دول الجوار .

ولأن قادة ( القضية الكردية ) ، التي صارت بلا قضية بعد الاحتلال ، ورثوا حماقة ضاربة في عمقها فقد راهنوا مرة ثانية ، وربما ثالثة ، على ان الأجانب هم من سيظاهرونهم في تقوية وجودهم وتحقيق احلام يقظتهم ، فورطوا انفسهم باستضافة ميليشيات كردية تركية اغضبت تركيا ، وحان وقت الكيل بمكاييل المصالح الدولية : تركيا في كفة ، وزعيم قبيلة تمتهن تجارة الحرب في كفة اخرى !! وهنا لايختلف مجنونان حتى في الغابات المنسية من هذا العالم على ان كفة دولة كبيرة بحجم تركيا هي الراجحة في مصالح اميركا وكل دول العالم ، ولكن الواهم ( الأسمر ) الكردي ظن عن غباء اكيد ان اميركا ستجيّش له جيوشها واعلامها للدفاع عن ضيوف من ( اولاد العم ) الأتراك المناوئين لتركيا !! .

ووقتت اميركا وتركيا إهانة مركّبة ( للأسمر ) الكردي ، على جهتين متراكبتين في آن ، وكأنها صفعة مزدوجة : ففي الوقت الذي دخلت القوات التركية شمال العراق لضرب حزب العمال التركي بناء على معلومات تعاون ضد الارهاب امريكية لصالح تركيا ، دخلت دون اذن ولا انذار مسبق الحاجّة ( كوندي نبية الفوضى الخلاقة ) مدينة ( كركوك ) : ( قدس أقداس ) الأكراد على وجود ( 12 % ) من نفط العراق فيها !! وفي الوقت الذي كانت ( كوندي ) تجتمع فيه مع مسؤولين من الدرجة العاشرة في ( كركوك ) لتأجيل ضمها اى حاضنة ( كردستان البرزاني والطالباني ) كما كان يحلم ( الأسمر ) الذي سبق وان هدد علنا بضمها ( بالقوة !! ) ، كان الجنود الأتراك يفتكون ( بأولاد عم ّ ) الرجلين ، ( البرزاني والطالباني ) ، اللذين اعلنا ان ضيوفهم ( ارهابيين !؟ ) حسب الطلب الأمريكي !! .

ولم تكتف ( كوندي ) بالاهانة المركّبة ( للأسمر ) المغرور بعمالته !! ذهبت الى المراعي الخضراء وإستدعته للقائها هناك ، ولكنه ( زعل !! وحرد !! ) ، كمثل زعل طفل مدلل على أمّه التي لابد ّ له ان يراضيها لاحقا ليستمر في الحياة ، ورغم كل ّ الإهانات الثقيلة المزدوجة التي نالها ( لتحسين تربيته ) ، والتي بدأت مذ اجبرته اميركا على رفع العلم العراقي بديلا شرعيا لخرقته الصفراء ، مرورا بتشذيب حلمه ( بكردستان ) تمتد من جنوب ( بغداد ) الى جنوب القطب الشمالي ، وحتى اجباره على طرد ضيوفه من ( اولاد العمومة ) الأتراك وعدّهم ارهابيين شاء هو أم ابى !! ولم يلب ّ ( الأسمر ) دعوة نبيّته ونافخة احلامه ومرجعيته الأولى والأخيرة في ( واشنطن ) ولاقال لها : ( مرعبا دايكي !! ) ، وربما غنى في معتكفه الجبلي ( سروك ) : ( زعلان الأسمر !! ) ، اوغناها له بعضهم ليخفف عنه بعض الضرّاء من جور ضرّتيه حكومة ( المالكي ) وحكومة تركيا .

ومرة مضحكة مبكية اخرى ، يصفع التاريخ ( القضية الكردية ) بايادي ابنائها من تجار الحروب الحمقى انفسهم : رهان خاسر على الدول الأجنبية مادامت ضد عرب العراق ، وعلى منطق فاته العصر ، وعبرته حدود الذكاء كان يقول : ( عدو عدوّي صديقي ) !! . ومرة اخرى وثق التأريخ مافعلته اميركا وتركيا في آن إذلالا فاضحا ( لقادة ؟! ) اكراد مدّوا ارجلهم بعيدا عن اغطيتهم الأقليمية ، فوجدوها مع مؤخراتهم على ارض المصالح الدولية الباردة بلا غطاء ولاشفاعة من احد !! .

وقبض ( الأسمر ) ، ( الشحاذ الكردي ) ، على جمرتين من ( هدية الله ) ، عميد الحروب الخاسرة ، المحكوم في نهاية وبداية كل امر دولي ان يقيس مصالح بلده بعلاقتها مع مصالح دول العالم ، وليس مع زعماء قبائل ، ( قادة ) ميليشيات مسلحة ، اوشكت ( شمسهم ) على المغيب في افق العمالة المحلية لمن يدفع اكثر !! .
ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...216349&Sn=CASE
http://www.akhbar-alkhaleej.com/source/tuesday/12.pdf