جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عام الفأر العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مفارقتان ، في اللغة العربية ، تلازمتا عندي مذ فكرت بجرد حصيلة عام مضى من تأريخ العراق المحتل ، وعام يجدّد نفسه على ذات الوجوه التي تؤسس لدوام إحتلاله ، اولاهما : ان ( الفأر ) ، هذا الكائن الصغير الحجم مقزّز المنظر ، مازال يتعاطى لعبته القديمة مذ دمّر ( سد ّ مأرب ) ولحد اليوم !! وثانيهما : ان إخواننا في مصر غالبا ما يحوّلون لفظ حرف ( القاف ) الى ( ألف ) فيسمّون الفقر ( فأرا ) ، ويضربون بذلك آفتين بحجر في آن .

ولم اجد مايثير العجب : ان تتحوّل غيبيات الصين الى توصيفات حقائق ، جرت وتجري ، على ارض مابين الاحتلالين : العراق ، بتطابق نسب الى حيوانات على واقع نسب وحسب لوجوه تعددت جنسياتها وولائاتها في حكم العراق ، فكتبت عن ( عام الخنزير العراقي ) في العام الماضي ، ( 2007 ) ، ووجدتني مضطرا للكتابة لتوثيق ( عام الفأر ) ، ( 2008 ) ، على ذمّة اهل الصين وذمّة عراق مابين الاحتلالين ، واهمية التذكير بمواصفات الفئران الجديدة في العام الجديد .

( عام الخنزير العراقي ) ، وهو على وشك نهايته ( السعيدة ) للصوص الاحتلال فقط ، على تمام نهب عشرات المليارات من الدولارات ، مقتطعة من افواه العراقيين جميعا ، وطي ملفّات مئات التحقيقات الكاذبة بحق المقصرين والحرامية ، وحماية علنية قانونية ( ديمقراطية ) لكبار رؤوس النهب والقتل المنظم وغير المنظم ضد ابرياء العراق ، في ( الرئاسات الثلاث ) المسيرة ( بالستلايتين ) المتعاديين كذبا وعلنا ، المتآلفين المتآخيين سرّا ، من ( واشنطن ) و ( طهران ) في آن ، تميّز ( بإنجاز؟! ) : مقبرة لمليون وخيام هجرة وتهجير لخمسة ملايين عربي عراقي في اقل من خمس سنوات !! . واصر ّ هذا العام ( الرقيع المستوى ) الا ّ يودعنا الا ّ بإلقاء النكتة الأخيرة :

( 375 ) سيارة ( حكومية !؟ ) تختفي من جمارك ( البصرة ) ، مع إختفاء ( 20 ) طن من مادة الرصاص التي تدخل في صنع المتفجرات من جمارك ( المنطقة الوسطى ) ، وكأن ( ثقبا اسود ) التهمها ، او مرت بها نفخة ( ساحر ) غاضب من سحرة افلام الكارتون !! وليس المهم ثمن السيارات الحكومية ، ولا ثمن الرصاص الخطير ، إذ ماعاد لممتلكات الحكومة واثمانها من قدسية وحرمة تذكر ، بعد ان زنت الرؤوس الكبيرة والصغيرة فيها بكل حرمة ، ولكن الأهم هو : ان اسطول السيارات ( الحكومية !؟ ) ، وكمية الرصاص الكبيرة هذه ، قد غابت عن المشهد في نفخة ساحر لتزويد ( فرق الموت الرسمية ) بعجلات مجهولة الهوية ، ستعود لتمزيق ابرياء العراقيين متى غضبت منهم ( واشنطن ) او ( طهران ) .

ولاتقل طرافة سرقة اسطول سيارات ، لو تركت فاصلة كيلومتر بين سيارة واخرى لإمتد ّ على طول الحدود السورية العراقية مثلا ، ولو ركبت السيارة سيارة لطوّق المراعي الخضراء بسور سيارات ، عن طرافتين صدرتا في اواخر عام الخنزير إمعانا في حفل النكات المضحكة المبكية :

اولاهما : هدنة قتال بين احزاب العمّات ( الاسلامية ) المتناحرة على نهب آبار النفط في الجنوب ، ومضحكها ان بعضها بدأ ( ثائرا ) ضد الاحتلال ثم انتهى شريكا ، غير مرغوب به ، وبعضها جاء مع دبابات الاحتلال على فطنة تفيد ان لامحتل في العالم يحترم عملاء خانوا وطنهم مقابل طمع مادّي ، تماما كما لايحترم الرجل إمرأة باعت بالنقود ثمن المتعة معها ، فراحوا يؤسسون لبؤر تصفية ( للزوجات الجديدات ) لوالي الأمر وفقيه الجميع ، تناظرها هدنة نفطية بين الحكومة المحاصرة في مراعيها الخضراء واصحاب العمّات الكردية في الشمال !! .

وثانيتهما : رسالة من( 600 ) شخصية ، لم تذكر اسمائها ربّما خجلا من الناس وربما خوفا ، من احزاب وحركات سائسية ــ وليس هناك خطأ طباعي ــ ( اسلامية ) ومربّطة ، من ربطة عنق رجاء ولا تسيئوا الظن ّ !! ، ترجو نبي تجار الحروب الخاسرة في ( واشنطن ) الكف ّ عن مساندة ( الرجل الطيّب ، المالكي ) لإعطائها ( حق ّ ) العودة للحكم ، و ( حق ّ ) النهب الذي مارسته سابقا بموجب ( عقود موثقة ) مع الاحتلال ، وتحت ذريعة تفشّي ( الفاشية الدينية ) ذاتها ، التي اسسوا لها اصلا مذ وقعوا على كل ما امره بهم ( بريمر ) سئ الصيت والصورة ، وتقابل ( رسالة ) هؤلاء الإمّعات عروض سيرك فكاهية تخفي فيها ( مملكة كردستان ) ، المقبولة من مجموعة ال ( 600 ) حرامي ، علم عصابتها اذا وصل تخومها مسؤول امريكي ثم تعرضه عن تباه بخيانتها لشركائها في الخيانة ال ( 600 ) المبعدين عن جنّة العاشق الأحمق وكلاب حراسته .

الى ذلك فقد ( اتحفنا ) عام الخنزير العراقي بمجالس ( صهوة ) إمتطاها جنود الاحتلال للمرور في الأحياء والمدن العربية السنيّة . وفي شريط موثق ( لشيخ ) غير جليل لأحدى ( الصهوات ) ، ظهر هذا وقد نال مايكفي من لكمات وركلات ( احترام ) تركت واحدة منها بصمة زرقاء محمرّة ، على عينه اليمنى ( الّلي شافت النور ) ، وهو يتلقى إهانات ثقيلة ممّن إحتذاه جاسوسا على من يفترض انهم ( اهله ) ، الذين سمّاهم الجنرال الأمريكي ( ارهابيين ) لأنهم رفضوا ( ديمقراطية ) عام الخنزير ، وبذلك اوجز الشريط كل ( الدراماتيكيات ) الاعلامية المضحكة الفاشلة لاعلام اليوم في عراق الاحتلالين .

هذا بايجاز بعض ماحفظته ذاكرتي من مضحكات مبكيات ( عام الخنزير العراقي ) الماضي .
واتمنى على إخواننا المصريين ، الذين سيستضيفون مؤتمر ( المصالحة العراقية ) في مستهل ّ ( عام الفأر العراقي ) الا ّ يهنئوننا ب :
( عام فأر سعيد ) !! .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...215925&Sn=CASE

http://www.akhbar-alkhaleej.com/source/friday/12.pdf