جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
مقايضة ( الصحوة ) ب ( الهيئة ) !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

لست عالما دينيا ، ولا عضوا في هيئة علماء المسلمين ، ولا عضوا في اي كيان سياسي او تكتل ديني عراقي او غير عراقي ، وانا واحد ممّن تقرفهم المحاصصة الطائفية على حساب وطن وقيم مواطنة . وبعيدا عن فذلكة التحليل والتأويل ، قريبا على مسافة وحسب ونسب من وطن يعاني مأساة الاحتلال ، حبّذت وضع مقارنة موجزة بين تجارة ميليشيات ( الصحوة ) الخارجة من ضلع حزب إقتبع الإسلام بزيّ عرب ( سنّة ) والوا الاحتلال وبين ( هيئة علماء المسلمين ) التي اعلنت ومنذ تأسيسها انها ترفض الاحتلال وكل قياس طائفي ، خارج المذاهب ، للمسلمين .

+ + +

رفضت ( الهيئة ) الاحتلال ومنذ يومه الأول ، واستنكرت محاصصات الطوائف العنصرية القادمة على نظرية جناح ( فرّق تسد ) الإستعمارية ، فيما بصم ( الأمين ) العام للحزب ( الإسلامي ) السابق على كل القوانين الصادرة عن ( بريمر ) سيئ الذكر والصيت ، والذي كافأ ( الأمين العام ) عن خدماته بأن داس احد جنود الاحتلال على رأسه ، مع انه ( رئيس جمهورية ) لشهر واحد ، ومرغ ( سيادته ) بكل اوساخ الأزقة العراقية التي مر ّ مذعورا بها ، ثم ظهر ( الأمين ) مبتهجا ( بإعتذار ) من قيدوه كما تقيّد الحيوانات المنبوذة الضالة عن اوامر صاحب المراعي الخضراء .

+ + +

لم تشارك ( الهيئة ) في مايدعى ( العملية السياسية ) المسيّرة ( بالستلايت ) من ( واشنطن ) لإدامة الاحتلال ، فيما جاهد ( طارق الهاشمي ) لتعزيز صلاته بقوات الاحتلال و( تشرف ) بلقائات عدة مع نبي تجارالحروب الخاسرة ، كما ( يتشرف ) تلميذ نجيب بلقاء كبير المعلمين ومرجعية الكذّابين في العالم !! وجيّر( الهاشمي ) مفردة ( اسلامي ) ، مع طائفية ( سنّي ) ، لخدمة الاحتلال على دلالة لو ان احدا سأل ( الهاشمي ) اليوم عن رحيل قوات الاحتلال لفضّل ( السيد ) بقاء العراق محتلا الى الأبد مادام كرسيّه مضمونا في معامل صناعة النجوم الأمريكية ، ومادامت تجارة حروب ( صحوته ) على الدولار قائمة ضد عرب سنّة يتوالدون قريبا من معسكرات صيد المسلمين العرب ، السنة بشكل خاص .

+ + +

عندما سعى سفير المراعي الخضراء لمقابلة الدكتور ( حارث الضاري ) ، اعلن الرجل انه يوافق على اللقاء مشهودا بحضور ممثلين عن الجامعة العربية والمقاومة العراقية ووسائل الاعلام ليضمن لنفسه وللهيئة وللمسلمين وغير المسلمين من العراقيين نظافة تأريخ ونظافة يد وفكر من عطايا الاحتلال المضرجة بدماء العراقيين دون مسوّغ اخلاقي ودون سند شرعي ، فيما يعقد ( الهاشمي ) وقادة حزبه ( الأشاوس ) كل لقائاتهم بعيدا عن عيون ومسامع شهود عراقيين ، وجل ّ ما افرزته اجتماعاتهم هو مقايضة السنّة العرب بكراس في حكم يجدد للاحتلال منذ اكثر من اربع سنوات ونصف ولحد ّ الآن ، ويجدد بالنتيجة لمزيد من المآسي .

+ + +

نجحت ( الهيئة ) والى حد ّ بعيد ومتميّز ، وعلى كل الأصعدة ) ، في الثبات على مبادئها الوطنية الرافضة للاحتلال جملة وتفصيلا ، والمنحازة علنا وبوضوح لالبس فيه الى المقاومة العراقية ووفق حقها المشروع في الدفاع عن العراق ، ورغم كل الضغوط الدولية والأقليمية والمحلية ، ولعل آخرها وليس اخيرها مضحكة حكومة الاحتلال في تصنيف ( الضاري ) إرهابيا ، فيما اتحفنا الحزب ( الاسلامي ) بمضحكات تهديد ووعيد خلّبية لحكومة هو شريك في صنعها وتسويقها وديمومتها ومن خلال ( فلترات ) سفارة المراعي الخضراء التي يحج اليها ( الهاشمي ) ضيفا عزيزا على قلوب الجنود الغزاة بوصفه تاجر حرب ( اسلامي سنّي ) من ( آل البيت الأبيض ) والثلاث ورقات .

+ + +

بعد ان تحولت ( الهيئة ) الى مجرّة شوكية تعكّر صفو سماء العمالة للاحتلال ، غير قابلة للبلع ، ولا الهضم ، ولا الشراء ، ولا التفجير عن بعد او قرب ، إكتشف عباقرة ( المسلمين ) المارينز ان مقر ( الهيئة ) في ( بغداد ) صار رمزا لثبات مبادئ وطنية في حق المقاومة ، ورمزا لفشل موثق للإحتلال ، فتم تكليف ( الجنرال احمد السامرائي ) ، رئيس الوقف السنّي المجيّر لصالح الاحتلالين الأمريكي والأيراني ، بمصادرة مقر ( الهيئة ) على جناح مضحكة وطنية اخرى تفيد ان ( الهيئة ) لاتؤيد ميليشيات ( الصحوة الدولارية ) القادمة من دهاليز ( مسلمي المارينز ) بقيادة الجنرالين ( طارق الهاشمي ) و( احمد السامرائي ) ، التي انشأتها قوات الاحتلال لضرب المقاومة العراقية .

+ + +

صار واضحا لنا انها مقايضة خائبة ومضحكة في آن من قبل قوات الاحتلال بين ان نقبل ببعمالة مرتزقة ميليشيات ( الصحوة الدولارية ) او نصنّف ( ارهابيين ) اذا ما قبلنا بثوابت الوطن والمواطنة السليمة التي حددتها هيئة علماء المسلمين ، وصارت مفردات العراق تناقض معانيها مبانيها على قدمين متعاديتين على مسرح العمالة الذي يريد ايهامنا بمواطنة جديدة حسب مقاييس الاحتلال وليس حسب قيمنا الأخلاقية ، وصار
السؤال يفرض نفسه على تجار الحروب السنّة وعلى رأسهم ( الهاشمي ) و( السامرائي ):
هل تموّل اميركا ميليشيات لتقتل جنودها أم تموّلها وتسلّحها لذبح المقاومة العراقية ؟! .

واذا بدا السؤال ( غير مفهوم ) في عالم العمالة العراقية فهو يطرح نفسه بصيغة اخرى :
هل ميليشيات ( الصحوة ) جاءت كمقاومة عراقية بديلة ، ام انها قوات تساند علنا قوات الاحتلال في ارتكاب جرائمها في المدن والأحياء العربية ، السنية بشكل خاص ؟! .

ظني كبير ان تاجري الحرب هذين لن يجدا فتوى لحل ّ هذا اللغز ( الوطني ) إلا ّ من خلال مرجعيتهما العسكرية والدينية في اقفاص المراعي الخضراء .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...213155&Sn=CASE