جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
عراق اليوم .. المزوّر !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معذرة اذا صفعنا ذوق العالم كله بأننا ، ماعدنا نعرف الصادق من الكاذب والحقيقي من المزوّر في عراق اليوم !! ومعذرة اذا ما تعاملنا مع بعض مفردات الاعلام على انها ملغومة على مباني تناقض وتفجّر معانيها الأليفة ( سابقا ) ، واولها : ( مصادر رفيعة المستوى ) ، تحتمل ان تكون غليظة طولا وعرضا على قلّة قدر تؤكّدها ايامنا ( الديمقراطية ) من العمّة الكردية الى العمّة الأيرانية مرورا بخوذ ( المارينز ) الذين جيّرهم رب ّ العملاء ( هدية ) لمحبّيه وذيوله في الشرق الأوسط .

مصادر العراق ( رفيعة المستوى ) أفادت بوجود ( 9000 ) من حملة الشهادات ( العلمية ) المزوّرة في رئاسة الحكومة ، منها ( 1000 ) من حملة الدكتوراه والماجستير في وزارات مثل التعليم العالي والجامعات ، و ( 5000 ) منها في وزارة .. الداخلية !! المسؤولة عن امن الشعب العراقي المنكوب بأهله من ( متعددي الجنسيات ) والولاءات من جهة ومن جهة ثانية باحتلال مركّب اميركي ايراني ، يمارس اللعب على قدمين متعاديتين ظاهرا متجايلتين بالولادة باطنا .

وافادت ( مصادر ) عراق اليوم ، الرفيعة والغليظة ، انها القت القبض على ( متهم ) لم تذكر اسمه ، تخصص في تزوير الوثائق الدراسية ( لمسؤولين كبارا !! ) في حكومتنا رفيعة المستوى في العمالة المزدوجة ،، وقد بلغ عدد الشهادات التي زوّرها صانع الكبار هذا ( 4000 ) شهادة ، فإستحق لقب ( مزوّر الكبار ) حسب الحكومة ، ولم تعثر ( مصادرنا ) ، الرفيعة ولا الغليظة ، بعد على مزوّري صغار المسؤولين من درجة محافظ فما دون ، ولكن العزاء هو ان ( اللصوص اختلفوا ) فبدأوا يكشفون بعضهم على مضمار الحرامية وهم يتنافسون على ذات الغنيمة .

وطريف ( صانع الكبار) العراقي انه احتفظ لعملائه ( الكبار ) بنسخ من صورهم وشهاداتهم التي نالوها بفلوسهم من ارقى ( جامعات ) التزوير في العراق : ( سوق مريدي ) المعادل ( لهارفارد ) و ( ييل ) و ( اكسفورد ) !! والمضحك في الأمر ان ( القادة ؟! ) هؤلاء يعملون ، حسب حكومة ( المالكي ) ، في ( الوزارات الأمنية والعسكرية ) بفضل اكثر من ( 100 ) ختم خاص بالوزارات والجامعات ودوائر التربية ، فضلا عن مفاصل الحكومة الأخرى ، ودهاليز ( الأحزاب المتنفذة ) !! .

وقد سعت ، غير مشكورة ، ( مصادر) غليظة المستوى للضغط على المحققين المكلفين بأمر ( صانع الكبار ) لتغيير إفاداته وإعترافاته ضدّهم ، ولكن ( خبيثا ) من المحققين صور وسجل اعترافات ( صانع الكبار ) واستنسخها ليثبّت الجرائم والمجرمين ، فحاول ( القادة ) المزوّرون تهريب صانعهم الى خارج العراق ، قبل ان تذهب جيفة التزوير الى خارج المراعي الخضراء ، مما اضطر المحققين الى ايداعه ( أمانة ديمقراطية ) لدى قوات الاحتلال وفي واحدة من قواعدها بوصفها محجا ديمقراطيا لصنّاع الفتاوى لاحقا .

ورشح ان من بين صنائع ( مزور الكبار ) وزيرين !! وهذه ليست مضحكة بوجود عدد كبير من هؤلاء يعملون بصفات مستشارين ( لفخامة ) رئيس الوزراء و( ضخامة ) السيد الرئيس ، ومنهم مطرب أمّي ، في وزارات سيادية وغير سيادية ، يقبضون رواتبهم الفخمة من ضلع الشعب العراقي السمين !! وعلى معنى الشهادة السوداء تنفع في السرقة البيضاء لآل البيتين الأبيض والأسود وما بينهما من بيوت سرية ، حتى ان واحدة ممن حملن شهادة مزورة وعملت بصفة وكيل وزارة هربت ولم تعد .

ولكن الألمعي اللّوذعي ( حسين الشمامي ) ، مستشار ( فخامة ) رئيس الوزراء المزوّرين ، دافع بحرارة عن هؤلاء ( المظلومين ) بقوله ان هؤلاء ، وهنا المضحكة : ( درسوا في جامعات " مفتوحة " و " حرّة " تنتشر في اوربا وحوزات علمية دينية في ايران وسورية والنجف ) !! ويبدو ان هذه " المفتوحة " و" الحرّة " صارت من مقاييس العلم الحديث والعلماء ( الأبرار ) المستحدثة بقوة الدولار والعمّات الجنوبية والشمالية وما بينهما من خوذ المراعي الخضراء ( المقدسة ) .

و( الخلل ) الذي اتحفنا به العبقري ( الشمامي ) ، الذي عرّف التزوير بعد الجهد الشديد بالتزوير ، هو ان : ( القانون العراقي ووزارة التعليم لايعترفان بهذه الجامعات ) !! تخلّف عراقي قديم !! و : ( عدم انفتاح ) على علم التزوير المعترف به من قبل حكومة ( المالكي ) وحدها من بين كل حكومات الأرض ، كما اتحفنا عبقري ( المالكي ) هذا بالمضحكة التالية في تبريره لما حصل بقوله : ( الإمتناع عن معادلة الشهادات في العراق اضطر بعض المسؤولين الى جلب شهادات معادلة بطريقة غير قانونية ــ !! ــ او البحث عن جامعات في الخارج لمعادلة شهاداتهم في الخارج وهي طريقة غير شرعية ) !! .

هذا ماحصل ويحصل في ( بغداد ) التي كانت منارة علم قبل الف عام لكل العالم ، وصارت اليوم مرتعا لحملة الشهادات المزوّرة التي لاتعترف بها كل الدوائر الرسمية من اقصى الى اقصى المعمورة التي هتكت الاحتلالات ( رفيعها وغليظها ) بفضل محترفي تزوير قادرين على تحويل نكرات لاتعرفهم حتى الأزقة المنسية التي جاءوا منها الى وزراء ومستشارين ومسؤولين ( كبارا ) في كل المجالات العسكرية والأمنية في عراق اليوم .

ولم تتطرق المصادر ( رفيعة المستوى ) الى مفخخة الوظائف الوهمية ، وتاجها اكتشاف اكثر نصف مليون وظيفة وهمية في ( مملكة كردستان العظمى ) وحدها ، وعدد ماثل في ( مملكة العمّات المظلومة ) في الجنوب ، لأن مليون وظيفة وهمية تعد ّ من الإستثمارات ( الديمقراطية ) واطئة الكلفة رفيعة المستوى غليظة الموارد في جيوب ( القادة ) و ( نجوم الحرية ) حتى لو كانت مستقطعة من افواه الأطفال العراقيين وأمهاتهم وآبائهم الذين صاروا ملكا بالوراثة لوطيئات دبابات الاحتلال من تجار الحروب المحليين .

صار من حقنا ان نتوجس ونستفز كلما سمعنا القابا مثل : فخامة ، وسيادة ، ومعالي ، واستاذ ، ودكتور ( عراقي ) قادم من عراق اليوم .. المزور !! .
وصار من حقنا ان نشك بمبنى ومعنى مرجعية ، دينية او علمية ، تمنح شهادتها مقابل حفنة من المال تدفع من قبل نكرة في سوق المزورين ليصير ( نجما ) في سمائنا الملغومة رغما عنا !! .
فما رأي الفخامات والضخامات في عراق اليوم المزوّر ؟! .
وهل يتكرمون ولو مرة واحدة بكشف اسماء ( المسؤولين ) الذين زوّروا شهاداتهم .. العلمية !؟ .

jarraseef@yahoo.com

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...212921&Sn=CASE