المستوى الأعلى
أبا فاضل ٍ يا ملتقى حبِّنا الأحلى

و يا كلَّ طيبٍ منكَ في روحِنا يُـتلى

زرعناكَ في الأعماق ِ أحلى تلاوةٍ

فكنتَ لنا شوطاً إلى العَالَم ِ الأعلى

و كنتَ لنا بوحاً تُـضيءُ نقاطُـهُ

و صدقـُكَ يُحيي الروحَ والقلبَ والعـقـلا

و كنتَ لنا التأريخَ في دورانِهِ

و شرحُكَ يثري الماءَ والزرع َ و النخلا

و ما زلتَ في الإحسان ِ نخوةَ فارسٍ

و كلُّكَ نبلٌ زادَ مِنْ فضلِهِ فضلا

و كلُّـكَ في الخيـراتِ أطلقَ مدَّهُ

و أزهـرتَ فينا العزفَ و القولَ والفعلا

و كمْ عشتَ مضمونَ الجَمال ِ و لم تكنْ

كشكل ٍ تهجَّى الناسَ في وصفِهمْ شكلا

بلغتَ مِنَ التفكير ِ أجملَ نـقطةٍ

و ما ضـيَّـعَ التفكيرُ في كفِّـكَ الحلا

أراكَ شهاباً يستطيلُ بـهِ الهُدى

و قد أغرقَ الظلماءَ مِنْ نورِهِ نـُبلا

بشوشٌ ضحوكٌ قد أضافَ جمالـُهُ

إلى الـنَّحل ِ والأزهارِ مِنْ حضنِـهِ حقلا

أبا فاضل ٍ يا كلَّ ألفِ تحيَّةٍ

أقامتـْكَ سكنىً كنْ لها الوِلـدَ و الأهـلا

و كنْ في اشتعال ِ الذكرِ وجهَ تلاوةٍ

و خذ ْ عالَمَ الأنوارِ وازرعْ لهُ سيــلا

و ما أنتَ إلا سيلُ كلِّ إغاثةٍ

تـُداوي جراحَ الأرض ِوالمحتوى الأحلى

بذلتُ إليكَ الحبَّ نبضَ هديَّةٍ

و قلبي إلى لقياكَ كمْ أدمَنَ البـذلا

أطيبُ إذا لاقيتُ روحَـكَ إنـَّهـا

ستبقى لروحي الدَّربَ والمستوى الأعلى

سلاماً على الإسم الجميل ِ أُحبّـُهُ

بجانبِ إسمي الغيثَ و العطرَ و الظـلا

يَحِقُّ لصفوى أن تـُباهي بكَ المدى

فحازتْ بكَ الأضواءَ في مجدِها فصلا

و فيكَ مِنَ الإيمان ِ دمعة ُ ساجدٍ

و فيكَ أعالي الـنـُّورِ قد أبرمتْ وصلا

و فيكَ صفاءُ الروح ِ.... بينَ زهورِهِ

رأيناكَ فوقَ الماء ِ بوحَ السَّما يُـتـلى

رأيناكَ علماً للجذورِ و كيفَ لا

و كلُّ جذورٍ منكَ ما لازمتْ جهلا

تواضعْتَ و الأخلاقُ منكَ جبالـُهـا

و كنتَ لها طوداً و كانـتْ لكَ السَّهلا

علوتَ فكنتَ الدرَّ في عليائِهِ

فأثمرتِ العلياءُ مِنْ درِّكَ الأغلى

عبدالله علي الأقزم