طرح الأفكاربلغة الأمتصاص ولغة الإختصاص:

قبل الدخول في الموضوع، نستعرض شرحابسيطالمفرداته.

فاللغة، هي وسيلة التفاهم والأتصال، بين الملقي والمتلقي، ولكي تصل الرسالة واضحة ومفهومة للمتلقي، وجب على الملقي أن يخاطب المتلقي، بلغة تناسب الحال وظرف المقال، لتصبح مستساغة للفهم والإمتصاص من قبل المتلقي!!

فلغة الإمتصاص: هي عادة ماتكون اللغة الميسرة المفهومة، والغيرمتعبة، والتي توصل المعنى من الكلام واضحا سلسا يهضمه السامع، ويتمصه حتى الساذج من الناس.

مثال: الورد جميل وله ألوان...........تهديه لحبيب بحب وحنان
تراه أصيل فوق الأغصان

فلغة الشعرالغنائي المتقدمة، بسيطة سهلة سلسة مفهومة، لكونها تتعامل مع مفردات لغوية مطروقة منطوقة كل يوم وعلى كل لسان، لذلك صنفناها لغة إمتصاصية، يستسيغها ويفهمها كل سامع بغض النظرعن ثقافته ومستواه الفكري.

أمالغة الإختصاص: فهي غالبا ماتكون خاصة وعسرة، بعض الشئ، وملغومة بالإصطلاحات، ومتعبة للسامع العادي لكونهاتخاطب المختص، وتتعالي فوق إدراك السامع الغيرمختص.

فلوأبدلنا بيت الشعرالغنائي المتقدم بمفردات غير مطروقة كثيرا ليصبح:

الفل خميل, وله ألوان............تزجيه لأريب وجدامنان
تراه خضيل فوق الأفنان

جاء الشعرمملولا، وإن كان مقبولا!! بسبب لغة المفردات القليلة الإستعمال اليومي!! لذلك تعافهاالأذن ولايستسيغهاالسامع، لكنه لايرفضهالكونهاصحيحة .

(جميل) كلمة دارجة ولغة يومية الإستعمال، بينما خميل تحتاج لقاموس وكذلك أغصان مقارنة بأفنان وهكذا.

وبعد أوضحناالقصد من لغة الإمتصاص ولغة الإختصاص، نعود إلى عرض الإفكارالمطروحة بقصدأوغيرقصد، لنلاحظ، ليس دائما يكون القصد من طرح الإفكاربلغة الأختصاص، فقد يأتي الفكرفي ظرفه وزمنه، ونحن نعيش جواآخريختلف عن جوالنص.

وعندهايجب أن نفهم القصد من الأبهام، بسبب بعدناعن الظرف المعبرعن تلك الحقب من الأزمان الموغلة في القدم من التاريخ.

لاحظوامطلع معلقة إمرئ القيس:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل...........بسقط اللوى بين الدخول فحومل

بيت الشعرالمتقدم مثيرللإشجان، ومعبرعن لغة الهيام المضنى لمن يفهم مفرداته، ويعيش جوه، لكنه طلاسم وألغازلمن لم يقرأ شرحه ويعيش ظرفه.

ذكرى الحبيب والمنزل مفهومة، ولكن فعل الطلب (قفا) للمثنى ذكراكان أم أنثى ، وكذلك (نبكي) فعل المضارع للجمع، تحتاج لشارح يفهم لغة الشعرفي تلك الإيام الخوالي والإزمان الدوالي!!

وكذلك سقط اللوى، وحومل!! مفردات يتيه فيهاالسامع الغيرمستوعب للشعرالجاهلي، وجوه الرومانسي الآسر، وهيام العربي به، إطنابا في الشعر.

وللموضوع بقية: