بعد فترة من الود والوصال ارتحلت الحبيبة الى مكان بعيد والوصول اليه صعب المنال بسبب ظروف قاهرة،وكحال القدامى بقت الديار اطلالا تذكر بالخل والحبيب وما على المحب الا استرجاع الذكريات بدموع ساخنة فكانت الوقفة على نهر الرد في منطقة الخنساء هذه المناجاة والنجوى:
يازهرة الّرد هل مازلـت مورقـة
وهل أتاك خيـال الريـم ينتهـل?
عرّج رسولي إلى الخنساء لو خبر!!
هل أدرك البعد دار الخل وارتحلوا؟
مع السباخ جنوبـاً فـوق رابيـةٍ
دارٌ تطل علـى نهـرٍ بهـا نزلـوا
مع السباخ قبال الجسـر دارهـم
يمّم إليه وسلهم فيّ مـا فعلـوا؟
قد أودعوني صريع الشوق ينقلنـي
من الشجون الى الانّات أنتقـل؟!
وهل كحالي لذيذ النوم ينفرهم؟؟؟
وهل كحال لذيذ الزاد ما أكلـوا ؟؟
وهل كروحي ورود الرد قد يبست
باليت مثلي عن الأحوال قد سألو!!
ا
يا أمَّ عيني وأنت النور فـي مقلـي
وهل سواك بهـا عيناي تكتحـل
إن كان قيسٌ لرمز الحبّ تضحيـةً
أنا الجنون لـذاك القيـس والمثـل
أقول صبراً أعزّي النفس من قهري
واسأل الطير أي الأرض قد نزلـوا ؟
أجهّز الركـب بالأحـلام يحملنـي
إني لغاد إلى الأحباب لو رجـل!!؟
أسابق الريح إن لاحـت منازلهـم
لبيك حبي وللتـر حـال أحتمـل
ولـو دروبـي بصبـار مفارشهـا
اطوي الدروب لعينيهـا وأعتجـل
بعيدة الـدار لا الأيـام تسعفنـي
ولا الطيور لـذاك النـزل ترتحـل
وما ملكت سوى الشكوى سأرسلها
من خافق القلب بالدمعات تغتسـل
ياجار قلبي لظى الهجران قد سعرت
بين الضلوع وما من نجـدة تصـل
إلا الرجوع إلى الذكـرى تبللنـي
أغفو وأصحو أمـام العيـن تمتثـل
