كانت موقنة أن كل ما يقوله لها صدقا ...نبراته كانت هادئة .....نظراته كانت بريئة نضرة......و أحلامه ....آه من أحلامه كانت الجنة .... والخلود في عالم النور ....بجوار الرحمة و الحنو الأبدي بجوار الله ....و أن تكون هي رفيقته بالجوار النوراني....تحدث كثيرا ...بينما كانت ترسم هي تلك الكلمات و تلونها بالألوان .....وتنتظر .....تنتظر قيام الليل بجواره....تنتظر رمي الجمرات من ورائه.....تنتظر البراعم البريئة لتسقيها بكل ما يحويه قلبها الصغير من الحب الرباني. لم تكن تحسن في وجوده سوى الإنصات .......كل كلمة ...كل حركة .....كل دمعة من عينيه شوقا للمحبوب الأول ....كل ذلك ....كانت كنوزها الذهبية .....تهرب بها بعيدا لتخفيها في حديقة قلبها السرية. و تنتظر ..و.ترسم الحياة في أحلام اليقظة و يحيا نومها بتلك الألوان........
.و يطول الإنتظار......تخشى على ألوان ألواحها .....أو أحلامها....من شبح الزمن .....و شقيقاه .....الهجر و النسيان. هل كانت وساوس.....أم كانت نبوءات؟
لم تعد ت تذكر الأحلام...بل لم تعد تعرف ما هو الحلم..و الألواح .......الألواح جفت و تشققت مع يديها.....لم تعد تميز الجلد من العروق من العظم.
بزغ أمل ...جديد ....عتيق.بعض الشيء....لا يحسن الكلام....مثلها....لا يجيد سوى الإنصات ....مثلها.......وهي كعادتها ستنتظر....هل ستقوم الليل ...بجواره.... هل سترمي الجمرات من ورائه..... هل سيكون هناك براعم لتسقيها.له...وهل ستجتمع مع الله ....بجواره؟