الحكم الشرعي
بالكُفر والكُفار والتكفير
ملة الكُفر واحدة
ان الكُفر حُكُم شرعي من أنكره فقد كفر, فالإيمان والكُفرهما من الاحكام التي ثبتت بالرسالة وبالأحكام والادلة الشرعية للتمييزبين الكفر والإيمان,فنعرف بذلك المؤمن من الكافر.
فمعظم ايات القرأن الكريم تتحدث عن المؤمنين وصفاتهم وأفعالهم,وعن الكافرين وصفاتهم وافعالهم, ففي القرأن يوجد إما كُفروإما إيمان,ولايوجد بينها حل وسط,او وسطية,او منطقة ضبابية,اومحايدة,او تذبذب بين الكفروالإيمان واتخاذ بين ذلك سبيلا, لذلك علينا ان نعرف ما هوالكُفرومن هوالكافر,ومن الذي يجب ان يُكفر,وما هو الدليل الشرعي على ذلك حتى لا تلتبس علينا الأمور فنخلط الكُفر بالإيمان فنقع في الكُفرونحن لا ندري,ومن اجل ان نطمئن أن عقيدتنا صحيحة وإيماننا سليم لاشية فيه وأننا نسيرعلى الطريق المستقيم,ويكون الدين كله لله,ولايكون(الإسلام)مُستباحاً للمُحرفين لكلام الله من الذين يشترون بأيات الله ثمناً قليلاً تحت غطاء الوسطية المُحرفة,الذين يتهمون من يعترض على ضلالتهم بأنه تكفيري,والذين يُحيطون انفسهم بهالة من القداسة تنطلي على عوام المسلمين,ومن اخطرتحريفاتهم هو خلط الكفر بالايمان من خلال وسطيتهم المحرفة,وذلك بمُحاربتهم كل من يُكفرمن كفرهُ الله في قرأنه الكريم,حتى انهم يُنكرون أن هُناك كُفروكُفارإلى درجة أنهم لا يكفرون من يقولون ان الله ثالث ثلاثة ويُسمون من يُكفرهُم(بالتكفيرين)حتى ان هذا المُصطلح اخذ ينتشرعلى لسان الذين يعلمون والذين لا يعلمون,فصرنا نرى ونسمع كثيراً من الأقوال والأفعال التي تؤكد على كُفرصاحبها ومن يعترض عليه ويأتي بالدليل على كُفره فإنه يُتهم بأنه(مُتطرف إرهابي ومُتعصب وتكفيري),وبأنه(يُُنكرالأخر وبأنه ليس وسطيا),وهم لايقولون بأن الأخرالكافر(يُنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبأن الإسلام دين سماوي),فالإسلام يعترف بكل الأديان السابقة ولكن قد حرفت,ومن اركان الإيمان لدينا أن نؤمن بالأنبياءجميعهم الذين سبقوخاتم النبين(محمد صلى الله عليه وسلم).
فمن اجل جميع ما تقدم علينا ان نعرف ماهو(الكُفر)ومن هو(الكافر)حتى نكون على بينة من أمرنا فلا نضل الطريق فنذهب إلى جهنم ونحن لا ندري,ومن اجل ان نقيم الحُجة على انفسنا وعلى الناس اجمعين, فلانكون من الخاسرين الذين قال عنهم الله .
(قل هل ننبئكُم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهُم يحسبون أنهُم يُحسنون صُنعاً * أولئك الذين كفروا بأيات ربّهم ولقائه فحبطت أعماُلهُم فلا نقيمُ لهُم يوم القيامة وزناً * ذلك جزاؤهُم جهنمُ بما كفروا وإتخذوا أياتي ورُسُلي هزواً)
} الكهف: 103+104+105+106 {.
وبناءا على هذه المقدمة فإذا ما تدبرنا ايات الله فإننا سنجد خمسة انواع من الكُفر
( أفلا يتدبرون القرأن أم على قلوب أقفالُها ) } محمد: 24 {.
وهذه الأنواع هي:
أولاً:النوع الاول من الكفر(الإلحاد),وهو إنكاروجود الله سبحانه وتعالى, فالملاحدة يقولون بأن الحياة الدنيا هي الحياة وليس من بعدها حياة،فلا بعث ولا نشور,وأن لا إله والحياة مادة,اي لاإيمان بالغيب,وأن الطبيعة غير العاقلة هي التي أوجدت نفسها,فليس لهذا الكون خالق وان هذا الكون ليس له بداية ولانهاية,وهؤلاء الملاحدةلا يؤمنون بأي دين, ويعتبرون الدين أفيون الشعوب يجب القضاء عليه
(ما لهُم به من علم ولا لأبائهم كبُرت كلمة تخرُجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)} الكهف: 5 { .
ومن أشهر الملاحدة في التاريخ هم الماركسيون الشيوعيون أتباع (ماركس)
(وقالوا ما هي إلاحياتناالدُنيا نموت ونحيا وما يُهلكنا إلا الدهر وما لهُم بذلك من علم إن هُم إلا يظنون)
} الجاثية : 24 {.
( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدُنيا وما نحن بمبعوثين)
} الانعام : 29 {.
وهؤلاء الملاحدة يعتبرون أن الله هو فكرة اسطورية من صُنع البشر ............
( ويلُ يومئذ للمُكذبين * الذين يُكذبون بيوم الدين * وما يُكذبُ به إلا كُلُ مُعتد أثيم*إذا تتلى عليه أياتنا قال أساطيرُ الأولين)
} المطففين :10+11+12 + 13{.
وهم يستهزؤون بأيات الله وبالغيب وبالبعث والنشور.
(يقولون أئنا لمردُودُون في الحافرة * إءذا كُنا عظاماً نخرة * قالوا تلك إذاً كرّة خاسرة )}النازعات:10+ 11+12 {.
وهؤلاء الملاحدة يعتبرون انفسهم تقدميين,و يعتبرون الذين يؤمنون با لغيب
متخلفين ورجعيين سُفهاء .
(وإذا قيل لهم أمنوا كما أمن الناسُ قالوا أنؤمن كما أمن السُفهاء ألا إنهُم هُم السُفهاء ولكن لا يعلمون)}البقرة :13 {.
ثانياً: النوع الثاني من الكفر وهوالشرك, فكل من لا يُوحد الله توحيدا مطلقا خالصا بصفاته,وأسمائه,وأفعاله فهومُشرك,وأن من لايُثبت لله ما أثبته لنفسه دون تأويل,اوتعطيل,ولا تشبيه,أوتكييف فهو مشرك كافربالضرورة,فهو يُنكرما أثبته الله سبحانه وتعالى لذاته,فهذا تكذيب لرب العالمين,
(ويلُ يومئذ للمكذبين).
فكل ما اثبته الله سبحانه وتعالى لذاته يليق بذاته,فهومُنزه عن ذات مخلوقاته,
( ليس كمثله شيء)
ومن الشرك القول بأن لله ولد,أوأن الله سبحانه وتعالى ثالث ثلاثة
(لقد كفر الذين قالوا إن الله هُو المسيح ابن مريم وقال المسيحُ يا بني إسرائيل اعبُدوا الله ربّي وربّكُم إنهُ من يُشرك بالله فقد حرّم اللهُ عليه الجنة ومأواهُ النار وما للظالمين من أنصار*لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إلهُ واحد وإن لم ينتهُوا عمّا يقولون ليمسّن الذين كفروا منهُم عذابُ أليمُ) }المائدة:72+73 { .
و من الشرك أن تشرك مع الله وليا أو صاحب زمان يُساعد الله في إدارة الكون كما يدعي اصحاب هذه العقيدة الشركية,حيث يعتقدون بأن امامهم المخترع,(والذي لم يتزوج ابوه أصلا كما هو ثابت تاريخيا)يرفع السموات والارض بيمينه, وان الأعمال تعرض عليه كل اثنين وخميس,ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(والسماء رفعها ووضع الميزان) الرحمن :7{.
وهؤلاء المُشركون يعتقدون بأنعلي عليه السلام وهو( براءة منهم) قسيم الجنة والنار وبأنه سيُسعر النار بأبي بكروعمررضوان الله عليهما والمبشرين بالجنة,فالله سبحانه وتعالى يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم
(ليس لك من الأمر شيءُ أو يتوب عليهم او يعذبهُم فإنهُم ظالمون)
}ال عمران:128 {.
فكيف بمن يستمد منزلته عند الله بإعتباره من أل محمد(أمّن يُجيبُ المُضطرّ إذا دعاهُ ويكشف السوء ويجعلكُُم خلفاء الارض أءلهُ مع الله قليلاً مّا تذكّرون )} النمل:62 { .
ومن الشرك والعياذ بالله التمسح بالأشجار,القبوروأصحابها,والطلب من غير الله
(ما لا يقدر عليه إلا الله),والإستغاثة بغير الله,ودُعاء غير الله,ومن الشرك ان تستعين بغيرالله كأن تقول يا(علي وياحسين ويا صاحب الزمان انصرني أو رزقني أو زوجني أو شافني أو إكشف الهم عني)
(ذالكُم بأنهُ إذا دُعي اللهُ وحدهُ كفرتم وإن يُشرك به تؤمنوا فالحُكم لله العلي الكبير * هو الذي يُريكُم أياته ويُنزل لكُم من السماء رزقاً وما يتذكّرُ إلا من يُنيب *فادعوا الله مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون)} غافر: 12+13+14 {.
ومن الشرك التوسل بالصالحين وبأعمالهم وذلك بتحريف معنى الأية الكريمة
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلةوجاهدوا في سبيله لعلكُم تفلحون )} المائدة:35 {.
فالوسيلة معناها هُنا الأعمال الصالحه التي يجب أن نتقرب بها إلى الله الذي لا يُوجد بيننا وبينه واسطة,أو حجاب,أو شيخ,أو نبي, فالله أقرب إلينا من حبل الوريد, فدعاء الله مُباشرة من اعظم اعمال التوحيد .
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبُ أجيبُ دعوة الداع إذا دعان ) }البقرة : 186{.
( وقال ربُكُم أدعُوني أستجب لكُم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلُون جهنم داخرين ) }غافر: 60 { .
فكُل من جعل بينه وبين الله واسطة يعتقد بأنها تقربه الى الله,او تشفع له عند الله ,أو أن عبادته لا تقبل إلا بهذه الواسطة فقد اشرك,وكل من يعتقد بعقيدة
(الإتحاد والحلولية وحدة الوجود)فقد أشرك كما يعتقد (السبئيون الصفويون وأصحاب الطرق الصوفية النصابين الدجالين), فإيماننا يجب ان يكون قائما على التوحيد المطلق والخالص لرب العالمين.
(ألا لله الدين الخالصُ والذين اتخذوا من دُونه أولياء ما نعبُدُهُم إلا ليُقرّبُونا إلى الله زلفى إن الله يحكُمُ بينهُم في ما هُم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبُ كفارُ)}الزمر3 {.
قال صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضي الله عنه
(إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك,أحفظ الله تجده تجاهك,إذا سألت فسأل الله,واذاإستعنت فإستعن بالله,واعلم بأن الأمة لوإجتمعت على أن ينفعوك بشيءفلن ينفعوك إلابشيء قد كتبه الله لك,وأن لوإجتمعت الأمةعلى أن يُضروك بشيء لن يضروك إلابشيء قد كتبه الله عليك رُفعت الاقلام وجفت الصحف).
وكل من يُنكر بشرية محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته عليهم السلام,وانهما ليسا من ذرية ادم,وانهما خلقا قبل ادم عليه السلام فقد اشرك. (قل إنما أنا بشرُ مثلُكُم يُوحى إلي أنما إلهُكُمُ إلهُ واحدُ فاستقيموا إليه واستغفروهُ وويلُ للمُشركين) }فصلت: 6 {.
فالقرأن أكد في أكثر من اية على بشرية محمد صلى الله,وكُل من يعتقد بعصمة احد من البشربعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من أل بيته,أوانه يعلم الغيب فهو مشرك .
(قل إنما أنا بشرُ مثلكُم يُوحى إليّ أنما إلهُكُم إلهُ واحدُ فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشرك بعبادة ربّه أحداً )
} الكهف : 110 {.
( قل لا أملك لنفسي نفعاًُ ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كُنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون )}الاعراف: 188 {.
فالشرك ليس له مغفرة من الله,وهوالذنب الوحيد الذي لا يغفره الله إذا ما مات المُشرك على شركه فالحذر الحذر يا عباد الله .
(إن الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دون ذلك لمن يشاءُ ومن يُشرك بالله فقد إفترى إثماً عظيماً)}النساء: 48{.
ثالثاً:النوع الثالث من الكُفروهوإنكارعقيدة الولاء والبراء بمُوالة الكفارالذين حرم الله مُوالاتهم,أوالتحالف معهم والعمل لمصلحتهم تحت أية حُجة
كانت,فالمسلم لايجوزان يكون ولاؤه لغير الله ورسوله والمؤمنين,فكثيرمن ايات (القرأن الكريم)تتوعد الذين يتولون الكُفار,الذين حكم الله سبحانه وتعالى بكُفرهم,فالذي يتولهُم إنما يتحدى الله رب العالمين بأنكاره لماعلم من الدين بالضرورة ويُصبح حكما منهم.
(يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدُوّكُم أولياء تلقون إليهم بالمودة) } الممتحنة: 1 {.
ولا يجوز مُوالاة الكُفار ولو كانوا اقرب الناس إلينا, ولو كانوا أباءنا, وإخواننا وعشيرتنا.
(إن الذين يُحادّون الله ورسُولهُ أولئك في الأذلين*كتب اللهُ لأغلبن أنا ورُسُلي إن الله قوي عزيز*لا تجد قوماً يُؤمنون بالله واليوم الأخر يُوادّون من حادّ الله ورسُولهُ ولو كانواأباءهُم أو أبناءهُم أو إخوانهُم أو عشيرتهُم أولئك كتب في قلوبهمُ الإيمان وأيّدهُم بروح مّنهُ ويُدخلهُم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللهُ عنهُم ورضوا عنهُ أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هُمُ المُفلحُون)} المُجادلة: 20+21+22 {.
(يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا أباءكُم وإخوانكُم أولياء إن إستحبّوا الكُفر على الإيمان ومن يتولهُم منكُم فأولئك هُم الظالمون )
}التوبه :23 {.
( لن تنفعكُم أرحامُكُم ولا أولادُكُم يوم القيامة يفصلُ بينكُم واللهُ بما تعملون بصير ) } الممتحنة : 3 { .
وكل من افتى ويُفتي بمُوالة الكُفارالذين حرم الله موالاتهم,أو بأنه يجوزالإستقواء بالكُفارعلى المسلمين,أوان ينضم المسلمون لجيوش الكفاروخصوصا الجيوش التي تعلن الحرب الصليبيةعلى المسلمين,ومُحاربة المسلمين في صفوفها فهوحتما قد انكرعقيدة الولاء والبراء وقد كفرمهما كان لقبه,ومهما كان حجم عمامته,ومهما كانت شهرته,فأشهراعداء الله(ابليس),وهذا ينطبق على من أفتى بأنه يجوز للمسلمين في الجيش الأمريكي المشاركة في محاربة المسلمين في( افغانستان) من باب التعاون على البروالتقوى,فجعلوإنكارعقيدة الولاء والبراءومُوالاة الكفارلذبح المسلمين من باب التعاون على البر والتقوى,أفلا يدري هؤلاء(المُفتون) بأن اصلا الذي ينضم الى الجيش الأمريكي يبطل اسلامه,فكيف إذا إشترك بقتال المسلمين, فمن افتى بذلك فقد انكرماعُلم من الدين بالضرورة .
فهذه بعض الأيات التي تتحدث عن حكم الله سبحانه وتعالى على من يتولى الكفار
(يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهُم أولياءُ بعض ومن يتولهُم منكُم فإنهُ منهُم إن الله لا يهدي القوم الظالمين*فترى الذين في قلوبهم مرض يُسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى اللهُ أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيُصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين) }المائدة:51+52 { .
(إنما وليُكُمُ اللهُ ورسُولهُ والذين أمنوا الذين يُقيمون الصّلاة ويؤتون الزكاة وهُم راكعون * ومن يتول الله ورسُولهُ والذين أمنوا فإن حزب الله هُم الغالبون * يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الذين إتخذوا دينكُم هُزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكُم والكُفار أولياء واتقوا الله إن كُنتم مؤمنين )
} المائدة:55+56+57 { .
(ترى كثيراً منهُم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت أنفسُهُم أن سخط اللهُ عليهم وفي العذاب هُم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهُم فاسقون)}المائدة : +80+81 { .
(إنهُم لن يُغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهُم أو لياءُ بعض واللهُ وليُ المُتقين)} الجاثية : 19 { .
فعقيدة الولاء والبراء ركن اساسي في صحة الإيمان كما تقرر جميع الأيات التي تتحدث عن الولاء والبراء .
رابعاً: النوع الرابع من الكُفروهو أن يُؤمن الإنسان بوجود الله سبحانه وتعالى ويشهد بأن لا اله الا الله وان محمد رسول الله,وإذا ما سألته هل تؤمن بوجود الله فإنه يقول لك نعم,ولكنه يُنكرأحد أركان الاسلام,أو أركان الإيمان,او يُنكرها كلهااو يزيد عليها,كما فعل(السبئيون) بإضافة شهادة ثالثة على الشهادتين وهي (أشهد ان علياً ولي الله),فهذه الشهادة الثالثة لم يتلفظ بها (محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته)وفي مقدمتهم (علي عليه السلام)فهو براء من هذه الإضافة,فنحن نعتقد بأن(عليا ولي الله)ولكن لا نؤمن بأن التلفظ بها هي شرط للإيمان.
(ولئن سألتهُم من خلق السموات والأرض ليقولُن الله)
} الزمر : 38 {.
وهذا النوع من الكُفار يؤمن بمقولة(ما لله لله وما لقيصر لقيصر),أويُؤمن بأن الاسلام لا يصلح لكُل زمان ومكان,وان الدين مكانه المسجد,وبأن الإسلام ثورة اجتماعية قام بها( محمد العبقري)وليس النبي,أي إعتبار محمد صلى الله عليه وسلم عبقري وليس نبي,ومن هذا النوع من الكُفر من يدعوإلى تكييف الإسلام مع الواقع وليس تكييف الواقع مع الإسلام كما اراد الله بحُجة الدعوة لمُلاءمة الإسلام مع العصر,اي ان المسلمين إذا ما ذهبوا إلى الغرب عليهم ان يتكيفوا مع واقعه الذي تحكمه مفاهيم وقيم تتناقض مع مفاهيم وقيم الاسلام,ومن هذا النوع من الكُفرمن لا يعبد الله بحُجة أن الله ليس بحاجة إلى عبادتنا,فإذا ما سألته لماذا لا تصلي,أوتحج, أوتصوم,أوتعبد الله,فيُجيب بأن الله ليس بحاجة إلى صلاتنا,ولاحجنا,ولاصومنا,ولاعبادتنا,وليس المظهر بالمُهم إنما الجوهر,وأن الإيمان يُوجد في القلب,وإن الله غفوررحيم,واحيانا يقول لك بعض هؤلاء بكل تبجح ووقاحة انا سأدخل الجنة قبلك,فهؤلاء الكُفار يتبعون الأماني,فلوكان الله سبحانه وتعالى لا يُريد منا ان نعبده ما فرض علينا العبادات.
(يا أيُها الناس أعبدوا ربكُم الذي خلقكُم والذين من قبلكُم لعلكُم تتقون) } البقرة: 21 {
( وما خلقت الجن والآنس الا ليعبدون ).
(وما أمرواإلا ليعبُدوا الله مُخلصين لهُ الدين حُنفاءويُقيمواالصلاة ويُؤتواالزكاة وذلك دين القيّمة)}البينة: 5 {.
فالله يُريد أن يُمحص عباده وهؤلاء الذين يتنكرون لعبادة الله يقول الله عنهم
(وقال ربُكُمُ ادعوني أستجب لكُم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )} غافر:60 {.
(قل يا ايها الكافرون* لا اعبد ما تعبدون* ولا انتم عابدون ما اعبد* ولا انا عابد ما عبدتم *ولا انتم عابدون ما اعبد* لكم دينكم ولي دين)} الكافرون:1+2+3+4+5+6 {.
(يُنادُونهُم ألم نكُن معكُم قالوا بلى ولكنكُم فتنتم أنفسكُم وتربصتم وارتبتم وغرتكُمُ الأمانيّ حتى جاء أمرُ الله وغرّكُم بالله الغرورُ* فاليوم لا يُؤخذ منكُم فدية ولا من الذين كفروا مأواكُمُ النارُ هي مولاكُم وبئس المصير) }الحديد: 14+15 {.
(ومنهُم أميُون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ وإن هُم إلا يظنون)
} البقرة : 78 {.
(ليس بأمانيكُم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يُجز به ولا يجد لهُ من دون الله ولياً ولا نصيراً)} النساء : 123 {. خامسا:النوع الخامس من الكفر وهو النفاق,وهو أخطرها على المسلمين, فخطرهم على المسلمين ناتج بأنهُم يظهرون غير ما يبطنون, فهم غير مكشوفين لكثيرمن المسلمين, فيقومون بدور الطابور الخامس,حيث يعملون على تثبيط الأمة, والتأمرعليها,ومُحاربتها من الداخل, وتحريف الإسلام,وتشويه صورته بإسم الإسلام ويفتون بغير ما أنزل الله, وقد يكون هؤلاء المنافقون يرتدون ما بات يُعرف بزي(علماء المسلمين) فينخدع بهم المسلمون وخصوصا العامة,ومنهم من يرتدي افخر اللباس ويحمل أعظم الآلقاب,وكثيرمن هؤلاء المُنافقون يُزينون للحكام الظالمين ظلمهم,ويُعينونهم عليه, بل ويمدحون هذا الظلم وكأن الإسلام جاء لنشر الظلم,والدعوة اليه,بل ان مرجعية هؤلاء المُنافقين هي ما يفعله ويقوله الحُكام الذين يُحاربون الله ورسوله والمؤمنون الصادقون فيفتون حسب ما يريده الحكام,ولو كانت الفتوى تناقض ما عُلم من الدين بالضرورة, فيفتون بحُرمة ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد,فهل هناك نفاق بعد هذا النفاق!!!!!!!!
ورمز هؤلاء المنافقين الشيخ(طنط ا او ي)شيخ الأزهرالذي حول الأزهر من (قلعة عملاقة) تدافع عن الاسلام والمسلمين,وتنشر الاسلام في الارض إلى (أزعر) يُحارب كل من يُدافع عن الاسلام والمسلمين,ويناصر الظالمين,ويُبيح ما حرم الله,فقد احل الربا الذي اعلن الله الحرب عليه وعلى أكله ومؤكله.
(يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كُنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكُم رؤوس أموالكُم لا تظلمون ولا تظلمون )
} البقرة: 278+279{.
فهذا الشيخ الخسيس الدُمية سُبة عارفي جبين قلعة الإسلام (الأزهر الشريف),فأن يكون مثل هذا الشيخ المُنافق الجاهل الأحمق الخسيس الوضيع شيخا للأزهرما هوإلا تخريب وتدميرللأزهر,وإذلال لعلماءه وللمسلمين اجمعين.
وعند إحتلال بغداد عاصمة الاسلام وجدنا أحد هؤلاء المُنافقين المدعو(احمد الكُبيسي)قد فضحه الله عندما جاء إلى بغدادعلى ظهرالدبابات الأمريكية الصليبية ليخطب خطبة السقوط,ويُبشرنا بالفتح المبين الذي حصل علي أيدي الصليبيين,واخذ بمُنتهى الخسة والوضاعة والذلة يمدح القيم الأمريكية,ويطلب من الشعب العراقي عدم مقاومة القوات الصليبية الغازية.
وهاهُم المُنافقون يعملون على بث الفرقة وإحداث الفتنة بين المجاهدين في ارض الرافدين خدمة للكفار, حتى انهم شكلوا مليشيات مُسلحة إلى جانب الصليبين الكفار لمُقاتلة المُجاهدين في سبيل الله الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى,وعلينا ان نعلم ان المنافقين ليسوا افراداً فقط,بل ممكن ان يكونوا احزابا تتخذ لها أسماء إسلامية,فتعلن امام الملأ بأنها مع الأمة وفي الباطن ووراء الكواليس وعندما يخلون الى شياطينهم تجدهم يبطنون شيئا اخر,بل ويتأمرون على الأمة مع اعدائها,ويُوالون الكفار كما هو شأن
(الحزب الإسلامي في العراق وافغانستان)وبنفس الوقت تجد ما يُسمى بتنظيمهم الدولي لا يتبرأ منهم,ويدّعون بعد ذلك بأنهم مع المجاهدين,فكُل من يستجيب لهؤلاء فإنما يقودونه إلى النار وكل من لايتبرء منهم فهو مُنافق مثلهم .
( وجعلناهُم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون* وأتبعناهُم في هذه الدُنيا لعنة ويوم القيامة هُم من المقبوحين)
} القصص: 41+42 {.
فهؤلاء المُنافقين ولشدة خطرهم على الدين وأمة الإسلام تحدث الله عنهُم في بداية سورة البقرة بثلاثة عشر أية,فهم يُحاربون الإسلام بالإسلام ومن داخله,حتى ان امريكا وجدت بهؤلاء المنافقين ضالتها,فإعتبرتهم جزء من الحرب على الحالة الجهادية التي بدأت تنتشر في العالم الإسلامي ردا على الظلم الصليبي واليهودي الواقع على المسلمين من قبلهم,فهاهي تتفاوض معهم في كثير من الأماكن حتى ان عُملاء امريكا صاروا يخشون على انفسهم من هذه المفاوضات والإتصالات فيفرضونهم كبديل لهم,وهاهي عربونات هذه الإتصالات بدأت تتبين عندما صرح احد رموزهم قبل ايام وهو(عصام العريان)وهو من مصر بأن جماعته لو مكنت من استلام الحكم في مصر فإنها ستعترف بالكيان اليهودي,وهذا الذي صرح يعرف ان الطريق الى قلب الامريكان هو الإعتراف بالكيان اليهودي ومحبة اليهود.
(ومن الناس من يقولُ أمنا بالله وباليوم الأخر وما هُم بمُؤمنين * يُخادعُون الله والذين أمنوا وما يخدعُون إلا أنفسهُم وما يشعُرون* في قلوبهم مرض فزادهُمُ اللهُ مرضاً ولهُم عذابُ أليم بما كانوا يكذبون* وإذا قيل لهُم لا تفسدُوا في الأرض قالوا إنما نحن مُصلحون * ألا إنهُم هُم المُفسدُون ولكن لا يشعُرون*وإذا قيل لهُم أمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما أمن السُفهاء ألا إنهُم هُمُ السُفهاء ولكن لا يعلمون* وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكُم إنما نحن مُستهزؤون * الله يستهزيءُ بهم ويمُدُهُم في طغيانهم يعمهُون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهُدى فما ربحت تجارتهُم وما كانوا مُهتدين)
}البقرة:8+9+10+11+12+13+14+15+16 {.
وهذا هو حُكم الله على المنافقين
(بشر المنافقين بأن لهُم عذاباً أليماً* الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهُم العزة فإن العزة لله جميعاً )
} النساء:138+ 139 { .
إن هذه الأنواع الخمسة من الكُفرهي كُفر بواح,فيه من الله سلطان وبرهان حسب الأيات التي استشهدنا بها عند كل نوع,ولكن لكل نوع منها الحُكم الشرعي الخاص به وكيفية التعامل معه,فعلينا أن نؤمن إيماناً قاطعاً بأن (ملة الكُفر واحدة)مهما تنوعت, وتلونت, وتعددت,ومهما اختلفت مشاربها,ومهما تناقضت مبادئها وأفكارها ومعتقداتها,ومهما كان مصدرها أو جنسها,فليس هناك (كُفرعربي وكفرعجمي, وأخر أوروبي أو كُفر شرقي, وأخر غربي وكُفر رأسمالي وأخر إشتراكي),فهم كافة في ميزان القرأ ن في كفة واحدة,وهُم عند الله سواء, فالله سبحانه وتعالى خاطب الكُفار بصيغة الجمع
(قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون )} الكافرون : 1+2 {.
( والذين كفروا بعضهُم أولياءُ بعض إلا تفعلوه تكُن فتنة في الأرض وفسادُ كبيرُ) } الانفال: 73 { ....
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن ملة الكفر واحدة).
فبعد معرفة انواع الكُفر,ومن هو الكافرالذي يجب ان يُكفر,علينا أن نعلم بأننا
( اهل السنة والجماعة لا تكفر بمعصية,أو من يُخطيء,أو يُذ نب,أو حتى من يرتكب كبيرة, فكل من لا تنطبق عليه إحدى الأنواع الخمسة من أنواع الكُفرالتي ذكرناها أنفاً لا يجوز تكفيره,لأننا مهما بلغنا من درجة التقوى والصلاح والهداية والإيمان والولاية فلا بُد لنا أن نخطيء ونذنب,فنحن بشر يُصبنا الضعف البشري,وخلق الإنسان ضعيفا,فلسنا معصومين من الخطأ وارتكاب الذنوب,فكل من يدعي بأنه لا يخطيء ولا يُذنب فقد ادعى العصمة,فلا عصمة لبشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول في الحديث الشريف).
( كُلُكُم خطاء وخيرالخطائين التوابون,فوالذي نفسي بيده لولم تذنبوا وتستغفروا لذهب الله بكُم وجاء بقوم يُذنبوا ويستغفروا الله فيغفر لهُم ).
وقال صلى الله عليه وسلم (من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ).
فباب الإستغفارالمفتوح لنا من قبل رب العالمين هو أكبررحمة بالمسلمين,فكثير من الأخطاء والذنوب والأثام يغفرها الله بالإستغفار.
(وما كان اللهُ ليُعذبهُم وانت فيهم وما كان مُعذبهُم وهُم يستغفرون ) }الانفال: 33 {.
(فقلت استغفروا ربكُم إنه كان غفاراً* يُرسل السماء عليكُم مدراراً *ويُمددكُم بأموال وبنين ويجعل لكُم جنات ويجعل لكُم أنهاراً) }نوح:10+11+12 { .
وكثير من الذنوب يغفرها الله من الصلاة الى الصلاة,ومن الجمعة إلى الجمعة,ومن الحج إلى الحج,ومن العمرة إلى العمرة,ومن رمضان الى رمضان.
أما بالنسبة لإرتكاب الكبائروالفواحش فلها عقوبات شرعية وكفارات يجب تنفيذها وتطبيقها والقيام بها حتى يغفرها الله مثل الزنى,والقتل العمد,أوالقتل الخطأ,فما دام أي ذنب مُمكن أن يغفره الله بالإستغفارأو بتطبيق الحدود أو بالكفارةلا يجوزتكفير صاحبه فهذا يدل على
( أننا أهل السُنة والجماعة,أصحاب عقيدة السلف الصالح لا نكفر الناس دون دليل,فنحن لا نكفر إلا من كفرهُ الله في قرأنه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سُنته وهُما الحُجة علينا وعلى الأنبياء وعلى الأمم السابقة واللاحقة والناس اجمعين وإلى يوم الدين وبهما سنشهد على الناس،فمن تمسك بهما نجا ومن تنكر لهما كفر وهلك).
فمن اجل أن ننجواعلينا ان نزن ما يصدرعن كائن من كان بميزان القرأن والسنة فما توافق معهما أخذنا به,وكل ما تناقض معهما نضرب به عرض الحائط من كائن من كان .
(وكذلك جعلناكُم أمة وسطاً لتكُونوا شهداء على الناس ويكُون الرسُولُ عليكُم شهيدا )}البقرة: 143{.
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع
( تركت فيكم ما إن تمسكتم به أبدا فلن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وسنتي )
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .
الكاتب الإسلامي
محمد اسعد بيوض التميمي
bauodtamimi@hotmail.com
bauodtamimi@yahoo.com
للإطلاع على مقالات الكاتب
www.grenc.com/a/mtamimi/
الموقع الرسمي للإمام المجاهد الشيخ
اسعد بيوض التميمي رحمه الله
www.assadtamimi.com