يلاحظ خلال السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة غير صحية تستهدف الأطفال، حيث تنتشر وبشكل يثير القلق الدعاية والإعلانات للأغذية والمشروبات غير الصحية الموجهة لتلك الفئة الحساسة من المجتمع. فلا يكاد يخلو يوم من مشاهدة إعلانات أو حملات دعائية للوجبات السريعة أو المشروبات السكرية، وغيرها من الأطعمة الخفيفة أو ما يسمى ب(السناك) ذات الطاقة العالية أو الملح الزائد والتي تستهدف الطفل في العديد من الوسائل الإعلامية، سواء في التلفزيون أو الصحف والمجلات، أو في اللوحات الدعائية في الطرق وغيرها.
ويتخذ الأمر منحى أشد خطورة عندما يتم استغلال الشخصيات الكرتونية المحببة للأطفال للترويج لتلك المنتجات، مما يعطي أثراً مضاعفاً في إقبال الأطفال عليها. فلا يكاد يخلو سوق مركزي أو تموينات من تشكيلة واسعة للحلويات والشوكولاته أو المشروبات السكرية التي يستخدم فيها تلك الشخصيات الكرتونية. ناهيك عن استخدام المشاهير من الفنانين والرياضيين في تلك الإعلانات. أما مطاعم الوجبات السريعة فتتفنن في جذب الأطفال من خلال الدعاية لهداياها والعابها المجانية مع كل وجبة مخصصة للطفل!!، ولم ترحم تلك الظاهرة السيئة قصص الأطفال أيضاً!!
وقد أظهرت العديد من الدراسات الصحية، ومنها الدراسة التي نشرتها وكالة مقاييس الأطعمة البريطانية (fsa) عام 2003م، أن الإعلانات تؤثر بشكل واضح على اختيار الاطعمة وتؤثر في العادات الغذائية. كما اشار المعهد الطبي الأمريكي (iom) في تقرير صدر عام 2005م، وجود قرائن قوية ان تسويق الأطعمة والمشروبات للأطفال يؤثر على الاختيار والطلب والشراء وانماط الاستهلاك. ومن ثم فإن هذه الظاهرة تزيد الطين بلة في الترويج للعادات الغذائية السيئة، وبالتالي الى مزيد من زيادة الوزن والسمنة لدى الاطفال. وكما هو معلوم، فإن ذلك مرتبط بزيادة الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب الوعائية والجلطات والتي تعتبران من اسباب الوفاة الرئيسية .
{منـــــــــــــــــــــــــــقول}
