( الحب ) مراتبه وأنواعه

سمعنا كثيراً وما زلنا نسمع وسنظل نسمع ونقرأ عنه انه:

( الحُبْ )

ما هو الحب؟؟

ما هو إلا شعورٌ ينتقل من جوارح أي مخلوق لأي شئ..
قد يفوق الحب هذا ويتحول إلى حب ( توحد المحبوب ) وذلك بمعنى أن عندما نحب شخص ولا نريد أن يشاركنا أحد فيه وهي تسمى بـ ( الغَيِرة ) وذلك يمقت المُحِبْ والمَحْبُوبْ.

فكر أيها المُحِبْ هل من حب صادق يقدم ويعرض ويطلب نسميه ( توحيد المحبوب ) لغير الله سبحانه وتعالى..

فتذكر أن أي محبة تفوق محبة الله سبحان وتعالى ما هي إلا عذاب على صاحبها وبال.!

قال تعالى : ( لا يغفر الله أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ).

وقال الشاعر:

..:..أنت القتيل بكل من أحببته فأختر لنفسك في الهوى من تصطفي..:.

فالحُبْ ما هو إلا مراتب ومنها:

1/ التعبد : وهي أشد الحُبْ وأصعبه وأبغضه إذا كان لغير الله ومنى ذلك ما هو إلا الحب والخضوع والذل للمَحْبُوبْ فمن أحب محبوباً وخضع له فقد تعبد قبله له..

لماذا لم نفكر يوما في كلمة ( عــــــــلاقة ) ؟؟؟!هنا تساؤل .؟؟!!

حين نرسم صداقة مع أحد نقول قد كونا علاقة صح ؟؟!

هل فكرنا بها طبعا لا ولكن هنا تجدوا تفسيراً لها

علاقة = مأخوذة من تعلق المحب بالمحبوب ..

قال الشاعر:

وعُلقتْ ليلى وهي ذات تمائم ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

وقال آخر:

أعلاقة أم الوليد بعدما أفنان رأسك كالثغام المخلس

فليكن صرف التعبد لله سبحانه وتعالى جل في علاه أجمل علاقة وهي الربط بينك وبين ربك بكل حبل يوصلك إلية...

2/ الصبابة : وهي إنصاب القلب إلى المحبوب..

قال الشاعر:

تَشَكْىا الحبون الصبابة ليتني تحملت ما يلقون بينهم وحدي
فكانت لقلبي لذة الحب كلها فلم يقلها قبلي محب ولا بعدي

3/ الغرام: وهو لزوم الحب للقلب لزوماُ لا ينفك عنة

قال تعالى: ( إن عذابها كان غراماً )

4/ العشق: وهو الإفراط في المحبة ولهذا لا يوصف بها الرب سبحانه بها ولا تليق في حقه.

5/ الشوق: سفر القلب إلى المحبوب وهذه تطلق على الرب سبحانه وتعالى حين قال في الحديث القدسي:
( طاب شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشد شوقاً )

..:.. فالحب لا يدرك إلا بالجوارح مثل ما عرفته سابقاً ..:..

فحين نحب نحب أن نسمع بالمحبوب وأن أبصرنا نبصر به وأن بطشنا بطشنا به وأن مشينا مشينا به فهو في القلب ومعنا دائماً وأنيسنا وصاحبنا وحين نتكلم نتكلم به فاللسان له انفعال وأن إن فعل عن القلب أتم من انفعال سائر الجوارح فأنة ترجمانه ورسوله..

فالله الله حين قال في حديثه القدسي:

(أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)

وللتأكيد أن الله مع عبده في كل حين قال في كتابة الكريم:

( لا تحزن إن الله معنا)

وقول النبي صلى الله علية وسلم:

( ما ظنك باثنين الله ثالثهما)

6/ التتيم: وهي آخر مراتب الحُبْ وهي تعبد المُحِبْ للمحبوب يقال ( تيمه الحُبْ : أي عبده ومن تيم الله إي عبد الله )
وهنا حقيقة ذلك هو الذل والخضوع للمَحْبُوب.

فيجب علينا أن نعلم أن الله تعالى لم يقول لنا لا نحب لا ولا نفعل مراتب الحب ولكن معه وله ومن اجله فقط ولكن مع أي مخلوق علينا الانتباه لان ذلك سوف يصبح فيه حدود لا إفراط ولا تفريط.

فالله جعل للمحبة أنواع ومنها:

1/ محبة الله.2/محبة ما يحب الله : وكما قال: ( أحب الناس إلى الله أقومهم بهذه الحبة وأشدهم فيها)
3/ الحب في الله: وهي من لوازم محبة ما يحب الله ولا تكون هذه المحبة إلا فيه وله ومن أجلة.
4/ المحبة مع الله: وهذه هي المحبة الشركية وهي من أحب شيئاً مع الله لا لله ولا من أجلة ولا فيه ويأخذ له نداً وهذه تعرف بالمحبة الشركية.
5/ المحبة الطبيعية: وهي ما نحن عليه مثل:
كحب العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة الزوجة والولد ولكن حتى في هذه نكون حريصين حتى لا تلهينا عن ذكر الله حتى لا تكون محرمة علينا وعبئاً علينا قال تعالى:
(يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله)

فما أجمل الحب حين يكون لله وفي الله ومن اجله.

جديد


محمود كامل