قراءة سياسة أدبية:


مَنْ تتزوّجُ ذئبًا تتطلـّعُ دوْمًا صَوبَ الغابة ..!

مقولة ٌ" باسْكيّةٌ " بسيطة في لفظها ، مركبة في معناها..لم أستطع بعدَ قراءتها أنْ أبقى معْجبًا فقط ، بقدر ما ﭐنتابني شعورٌ بكتابة شيئ ما ، كنتُ أحسبُه سينبثقُ شعرًا أو قصة
أو ما شابه..إذ ما أروعَها و أفصحَها من مقولة :
" مَنْ تتزوّجُ ذئبًا تتطلـّعُ دومًا صَوبَ الغابة ْ..! "..ولكنْ..!

حيالَ قراءاتنا المتراكمة لتاريخنا و حضارتنا منذ قرون..ونحنُ ما نزالُ نراوح أمكنتنا..
لا نستقرّ على وضعيّة ٍواحدة ٍمريحة ٍ،لا نحن توقفنا فـﭐسترحنا..و لا تحركنا فوصلنا إلى ما نبغي إليه.. بالرّغم منَ أنّ الوسيلة ناجعة ٌو لسوءِ الحظّ ..معطـّلة.
في تحليلاتنا و عروضنا السياسية خاصّة.. تجاهَ معضلة العالم " إسرائيل " تلك التي جعلت من عِظَم ِقوّةِ العالم- رجالاته – أسلحته – أفكاره..إلخ – قـزَمًا، وبدون أطراف..
تبيّنّ أنّ الشيئَ الوحيدَ الذي يخيفُ و يرعبُ و يهدّدُ كيانَ هذه المعضلة هو ما سكنَ في نفوس و قلوب الأمّة الإسلاميّة منَ آياتِ " القرآن الكريم "و"الأحاديث النبوية الشريفة "..التي بقيتْ جَرْجَرَاتٍ بصدور أصحابها دونما أيّ تطبيق ٍيكونُ له صدًى ، أو إنْ شئتَ قلْ :
" مشروعٌ عمليٌّ، مغايرٌ، مغيّرٌ، فاعلٌ، و مؤثرٌ في نفسه وفيما حوله..!! ".
و المشكلة – لو نظرنا إليها من زاوية ضيّقـة – تكمُنُ في جانب القوّة و الدّعم لـدى إسرائيل و ليست إسرائيل في حدّ ذاتها من هذا المنظور..أيْ بمعنى أننا لا نغفل أنّ لها تأثيرًا كبيرًا في المنطقة و العالم بأسـره..و لكنْ في الوقت نفسه نجدُ الدّاعمَ لهذا التأثيـر، المباركَ له..في المقـام الأول " أمريكا "..شــرطيُّ العـالم المـهووسُ بتطبيـق نظام
" أمْركةِ العالمْ "..الذي يحاولُ جاهدًا أنْ يضْمنَ هذا الكبرياءَ المزيفَ الباطلَ من مزاولة نشاطه المختلّ – أيضا – بحجج ٍو شعاراتٍ مضطربةٍ مُوشّحةٍ بقانونٍ جائر ٍمفروض ٍعلينا يتحكم فينا بما يُسمّى بـ " التعايش السّلمي و حريّة تقرير المصير " باستخدام العملة بوجهَيْها تبعًا لطبيعة التعامل ، و صيغة الحوار ، وقيمة الاستفادة ..وعلى حسابِ مصير أمّة على أخرى ، يُنتزعُ منها الحقُّ – باطـلا ً– و يُعطى للسّالب ِ بنيّةِ بُطلان ِالحقّ.. و الأمثلة كثيرة ٌعلى ذلك .
العالمُ اليومَ – في الظـّاهر- أمريكا ..و ليسَ القارّاتِ الخمسِ بما فيها من أجناس و ألوان ٍو لغاتٍ.. وهمّ هذا العالم الجديد أنْ تصبحَ " إسرائيل " مَلِكة ًلهذا العالم ، و لا يهمّ
أمريكا الحرّة الجديدة أنْ تُغافلَ أبناءَها الأحرارَ في أنْ تستقطعَ القسط َالأكبرَ مِنْ تَرِكَتِهـا لإسرائيل ..و قدْ تخرجُ – حَسيرة ً- في آخر المطاف " بخُفـّيْ حُنينْ " ..
و لو وُضعَ الذئبُ المسعورُ بمنأى عن الحظيرة ورُوقبَ..لمَا تطلـّعَ خنزيرٌ بريٌّ متوحشٌ لأنْ يخلفَ الذئبَ فيتملكَ نهْبَ حراسة – عفوًا..! زمامَ – الغابة بالرّغم من وجود أسود ٍفيها ..ولكنها – و ياللأسف – تغـط ّ في سباتٍ عميقْ.


الجزائر / 30 سبتمبر 2007