النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الإبداع الأدبي العربي بين الـ"net" و الـ "sms"

  1. #1 الإبداع الأدبي العربي بين الـ"net" و الـ "sms" 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    69
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإبداع الأدبي العربي بين الـ " net " و الـ" sms "!

    من البديهي أننا بعصر( الألفية الثالثة) يعتمد على آليات جد متطورة ، تلبي حاجيات هذه السيولة اللامتناهية من البشر و تخفف عنها عناء البحث المضني عن نغبة ماء عبر صحراء "نِفادا" أو فيافي" كلاهاري" و إن كانت الصورة غير مكتملة في المواقع كلها. و من البديهي جدا أننا لا زلنا نتنفس الأكسجين الذي كان يتنفسه "آدم" - عليه السلام- حين مكوثه على وجه هذه البسيطة ...و من المسلـّم به أن ذلك السائل الشفـّاف الذي يفتقد إلى أدنى صنوف الزينة ( الرائحة و الطعم و اللون) و الذي أوصلته التكنولوجيا حد الدور الواحد و الستين بعد المائة في ناطحات السحاب العملاقة، هذا السائل لم يغيـّر من إنتمائه شيئا، ما زال جزيؤه يتعاطى مع ذرة هدروجين و ذرتي أوكسجين و هو الذي يصنع الحياة في كل حدب و صوب...فما الذي تغيـّر إذن؟...
    إن بركة التكنولوجيا عظيمة و عظيمة جدا سيما في مجال التواصل و المواصلات ، أُختصِـرَ العالم في رمشة عين ، لم يعد مستقيما و لا دائرة بل مجرد نقطة تافهة تحاصرها آلاف الأقمار الصناعية و تراقب كل صغيرة و كبيرة تدب عليها و حواليها...فها نحن و بكبسة زر عبر النت أو عن طريق المبايل نتواصل مع الغير في أقاصي العالم، ندلي بآرائنا ،عن بعد،دون تكبد عناء و تكاليف السفر، في مواضيع شتـّى و أحيانا في مواقف نخالها من اهتماماتنا و اختصاصاتنا و في واقع الأمر لا تكاد تعدو مجرد تسلية بالنسبة للكثيرين ...و لم يُستثنَ الإبداع خاصة الأدبي و بالتحديد ما تعلق منه بالشعر من إرهاصات بعض التصويت المزعوم ، اللامسؤول و الذي هو غالبا ، خارج نطاق تغطية الفكر...
    مشكورة كل الجهات التي تحاول جادة بعث روح الإلهام من جديد ، إعادة الإعتبار للشعر( عاميا كان أم فصيحا) و الشاعر على حد سواء للسمو بذوق المتلقي الذي يعاني الأمرّين.فها هي بعض القنوات الفضائية و بمعية شخصيات مرموق- نُكـنُّ لها كل الإحترام والتقدير- تطلق العنان لمسابقات ضخمة لانتقاء "شاعر المليون أو شاعر العرب" أو ما إلا ذلك من تسميات وُجـِبَ وضعها بين حاضنتين إلى إشعار آخر...و تـُشكـّلُ لذات الغرض لجان تحكيم من ذوي الإختصاص و الكفاءة ، يبتـّون في إبداعات من تسـنَّى لهم الوصول إلى بر الأمان...
    لكن هل مست هذه التظاهرات العملاقة كل مبدعي الشعر عبر الوطن العربي ؟ لا أظن ذلك و بدون تحفظ...!
    إذن فما الطائل من تجربة يُرادُ منها العامة من المبدعين و لا تراود إلا خاصة الخاصة و لربما أقل من ذلك بكثير...؟
    أثبتت التجربة -و أنا أتكلم من منطلق خبرتي التي تفوق العشر سنوات في تنشيط الملتقيات الأدبية بالجزائر سواء ذات الطابع المحلي أو الدولي - أقول أثبتت لي أن هناك طاقات إبداعية كامنة خارقة للعادة ، تصنع الحدث في صمت ،لا يُـلتفُ إليها غالبا، هي دوما على الهامش و نظن أن النخبة تمثــِّل فقط الحفنة التي تمارس سلطة مطلقة على المنصة(المسرح) أو عبر وسائل الإعلام على مدار الساعة وهذه مغالطة خطيرة ما أنزل الله بها من سلطان...فكتلة الجليد أو ما يسمى بالأجنبي(iceberg) التي تطفو على سطح المحيط القطبي لا يمثل ظاهرها و إن تعدى أحيانا المائتي متر ،إلا خُـمُـسَ طولها بينما تبقى أربعة أخماس الطول مغمورة تحت الماء...
    بهذا يكون لزاما على مشرفي كذا مسابقة عربية التريث و التفكير، بما لا يحتمل الإمتعاض و لا الشك ،في اقتناء الوسيلة الأنجع التي تُـمَكـِّنُ كل المبدعين أو على الأقل جلـّهم من المشاركة و إبراز مواهبهم الحقيقية لأن الأمر يتعلق باستحقاق غير عادي ( شاعر العرب أو أمير الشعراء..أو..) و التاريخ له مجسـّات دقيقة ، لا تغفل شيئا و وحده التاريخ قادر على التمييز بين ما هو لله و ما هو لـ" قيصر " وإلا آلت الألقاب إلى غير أهلها...و لا نريد هنا للقـط أن يحكي بانتفاخه صولة الأسد.
    حقيقة إن للشعر متعة إستثنائية و نحن نستمع إليه من أفواه ناحتيه خلافا لقراءته عبر الكتب أو ما شابه لأن المؤثرات في الحالتين مختلفة. لأن الشعر نعمة و هبة من هبات الله العديدة و إن من الشعر لحكمة و تزداد متعته طراوة و حلاوة كلما تعلق الأمر بإلهام طبيعي أساسه السليقة و الفراسة.وقد عمدت القنوات الفضائية إلى إيصاله إلى شرائح واسعة من المستمعين و المشاهدين عبر العالم العربي و غيره و هذا ما لا ينكره أحد وتم بعث "سوق عكاظ" من سباته العميق...
    غير أن إدماج المتلقي في عملية الإستماع قصد المتعة و تهذيب الذوق المترهل ، لا تؤهله بالضرورة إلى منصب حَـكـَمٍ ثانٍ له القدرة على الإدلاء برأيه في نص "زيد" أو نص "عمر" ما دامت وسيلة التصويت (net أو sms) متاحة على نطاق رهيب و يتداولها حتى الصبيان -إن لم أقل الرضـّـع -ناهيك عن التصويت بدافع القطرية الضيقة ( المهم إبن البلد و لا يهم ما يقول) ...
    فتخيلوا معي لو تحركت عجلة الزمن إلى الخلف ، و أتيحَ للـ"متنبي" المشاركة في هكذا مسابقة.
    هل سيسعفه الحظ في تخطي عتبة باب مسرح "شاطئ الراحة" ، إن أُوكـِلَ نصه إلى التصويت المزعوم......؟؟؟!!! ما مصير إمارة " أحمد شوقي "...؟!!! و ماذا عن حوليات "زهير بن أبي سلمى" و التي يقضي الحول برمـّته في تنقيحها و تهذيبها لترى النور في أحلى أبـّهة ...؟؟؟!!!
    أنا لا أجد تفسيرا كون لجنة التحكيم و التي من المفروض هي المخوّل الوحيد و الرسمي للبت في هكذا أمر ، يوكلُ إليها 50% من الحكم و توكل نفس النسبة إلى التصويت عبر (net أو sms).فإذا كانت الحاجة تقتضي إدراج لجنة مستمعين سارية المفعول ،كان الأجدر ضم لجنة إستماع مؤهلة لهذا الغرض في ( علم نفس ، علم الإجتماع، اللسانيات ، الموسيقى ،...) و هذا على غرار ما يحدث في بلاد العم "سام" في انتقاء لجنة القراءة بالنسبة للأعمال الأدبية أو لجنة المحلفين في البت في الأحكام القضائية...
    و بين هذا و ذاك هل المعايير التي ما زال يُحتكمُ إليها لحد الساعة في تقييم و تقويم النص الشعري خاصة العمودي منه من بنيوية و سميائية و تمشيط فاضح لقوام القصيدة ، ما زالت تؤدي الغرض بصدق و تنصف الإبداع و لا تبخس المبدع إحتراقه لصناعة الجميل ؟ ...
    أليس من حق الشاعر الإحتفاظ على الأقل ببعض معاني و أسرار القصيد مَنـْعـًا لتمييعها ؟وهل كل ما يُستنزف من كلام عبر إحراق بعض الحُريرات على ركح بعض المسارح أو بعض القنوات يُعدُّ شعرا حقيقيا ؟ يحق لنا أن نلزم قلوبنا و آذاننا بالاستماع إليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لأن ليس كل ما يعرف يقالُ وحتى وإن قيل قد لا نجد له تفسيرا آنيا إلا بعد حين و إلا فما معنى الذوق الذي لا يقبل النقاش حوله...
    أكيد أن لكل عصر معاييره و نحن لا ندعو إلى أدب يضاهي أدب "العقاد " و إلا فلا ...و لا نريد إلزام المتلقي بما لا يلزم إرضاء لـ" أبي العلاء المعري "..فحسب...و لا نريد من "اسكتلندا" عطايا كي نغني مع "توماس مور" و ليس لنا حاجة ماسة لـ" موليير" كي نعيد تنشيط مسرحنا على بهو القصور و الحدائق ومن المؤكد أننا في غنى عن روايات "جوليين غرين " ...
    كل ما نحتاجه هو لحظة صدق في ما نعتبره سعيا للحفاظ على الذاكرة العربية من الإندثار...

    الجزائر :29 سبتمبر2007 م الموافق لـ17 رمضان 1428 هـ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الإبداع الأدبي العربي بين الـ"net" و الـ "sms" 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف الباز بلغيث
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    بيرين / الجزائر
    المشاركات
    248
    معدل تقييم المستوى
    17
    الأخ الشاعر الصديق " هيثم "
    بدون تعليق ..الموضوع يحتاج إلى تثبيت ، إذا شاركني البعض الرأي..
    أحييك مع كل التقدير.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: الإبداع الأدبي العربي بين الـ"net" و الـ "sms" 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك

    لم أتابع المسابقة المذكورة

    ولكن حين ذكرت أن 50 % من تقييم الفائز يأتي عبر الرسائل القصيرة

    علمت أن الشعر أصبح مطية للربح لا أكثر في هذه المسابقة


    المقال مميز
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12/11/2012, 10:33 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31/05/2012, 01:09 PM
  3. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11/12/2011, 11:53 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/05/2011, 10:38 PM
  5. " صور المثقف " للمفكر العربي الراحل " ادوارد سعيد
    بواسطة رزاق الجزائري في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07/05/2008, 07:30 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •