كانت يدها تغرق في يد مريم، إنها في ربيعها الثامن ، كانت عيناها تشعان بريقا وبراءة.
وكانت نحيفة الجسم ،إنها مريمتا كنت أتتبع حركاتهما التي تقوم مقام اللغة .
لقد ابتكرتا هذه الطريقة اليدوية من أجل التواصل....
كانت مريمتا ترى ابنة عمتها مريم ذات14سنة لأول مرة ، إنها أول زيارة لها للمغرب .لقد أحضر الخال الزوجة الأندلسية الأصل ومريمتا و الرضيع إسماعيل ،لم تتصور الأم أبدا أن حنينها
سيتدفق إلى المغرب وأهله. لقد انبهرت أشد انبهار بالأعراف وبالتقاليد وبالأخلاق ، وكانت
معجبة ومتأثرة بروابطنا وتاريخنا وبحضارتنا التي ماتزال معالمها شاهدة إلى
يومنا هذا ...لم أحدثها لأنني لا أجيد اللغة الإسبانية واكتفيت فقط بملاحظاتي والتي
كانت تدون لهذا التمازج وتزكي الأحاسيس المرهفة .وكان الجد الطيب منشغلا بحفيده
الذي يراه لأول مرة ،وكان يلفه بين ذراعيه والغريب أن الطفل ظل ساكنا .
أما الجدة فكانت فرحتها كبيرة بفلذات أكبادها....
ويمر الأسبوع كلمح البصر ويتهيأ الخال للعودة بحكم ظروف عمله .وتمتزج الدموع
وتغيب مريم ،أثناء المغادرة لا لشيء ، إنها تريد أن تخفي دموعها ...أما مريمتا الجميلة
فكانت حزينة وتقلب نظراتها لعلها ترقب مريم....أحست الأم بشعور ابنتها
وقالت....لاتقلقي صغيرتي ،سنعود قريبا.....
