هل نستحق شهر رمضان ؟
ـــــــــــــــــ
شكرا جزيلا، الدكتور ألق الماضي، على هذه الدرر، وعلى المجهود المتواصل .
نتمنى أن يستفيد المربديون من إسهاماتكم المفيدة .
جزاكم الله خيرا .
ــ بدءا أبارك لإخواني المربديين، شهر رمضان الفضيل . ونرجو من الله تعالى أن يهله علينا وعليهم وعلى الأمة الإسلامية جمعاء بالخير واليمن والبركات، وأن يعينهم على صيامه وقيامه في بوتقة الاحتساب .
أما مساهمتي المتواضعة فستكون كالآتي (وأدعو إخوتي إلى تأملها :
هل نستحق شهر رمضان ؟
"لماذا لا يؤثر الصيام (أو لا يؤثر بالشكل المطلوب) في سلوكنا ومعاملاتنا...؟"
ــ نرتاد المساجد ونعمرها، بانتظام في الشهر الكريم . نؤدي الفرائض والنوافل ونقوم الليل على قدر المستطاع .
ــ نبذل جهدا واضحا لأداء الصلوات في وقتها، ونحرص على ألا تفوتنا صلاة الجماعة والجمعة .
ــ نجتهد في تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم .
ــ تلهج ألسنتنا بالذكر والدعاء والاستغفار .
ــ نغلق بعض محلات بيع الخمور، ويقلع بعض المتعاطين للمسكرات عنها في الشهر الفضيل .
ــ تغطي بعض القنوات التلفزية بعض عُرْيها ، وتكثر من البرامج الدينية .
ــ نجود ببعض الصدقات ونقوم ببعض أعمال الخير .
......
وهي، طبعا، أمور وأعمال محمودة ومطلوبة .
ــ لكننا في المقابل، نـُشعِل (نحن الذين نقوم بالأفعال السابقة)، النارَ في أسعار المواد الاستهلاكية (وفي كل السلع تقريبا)، ونحتكرها ونغش في جودتها (العسل ـ الذبيحة السرية ـ الحليب ومشتقاته ...) وقد نطفف في الميزان .
ــ نتهافت على الاستهلاك بشكل مفرط، ويتحول الصيام إلى ذريعة للمبالغة في تخزين المواد وتناولها (يرتفع الاستهلاك، بكيفية مُفارِقة في شهر الصيام. فهل هو شهر الصوم أو شهر الأكل ؟) .
ــ نتخذ الصيام ذريعة للكسل وعدم القيام بالواجب .
ــ نتخذ الصيام ذريعة لتوتر الأعصاب وسرعة الغضب، وقد يشتُم بعضنا بعضا أو نتعارك بدعوى "الترمضينة" (1)!
ــ لا يلاحَظ أي نقص في الفساد ونهب المال العام والتعاطي للرشوة واعتماد الزبونية والمحسوبية وعلاقات القربى وغيرها في قضاء أغراضنا في الإدارات وما شابه (في المغرب، بلدي، على الأقل) .
ــ لا تتوقف حرب الطرق (في بلدي على الأقل أيضا)، وقد تتفاقم لعدم احترام قانون السير، ودائما بذريعة الصيام ..
ــ بالإضافة إلى الأدواء الأخرى مثل الإجرام وتعاطي القمار والتحرش الجنسي بعد الإفطار، والسهر بالليل، والنوم بالنهار....
باختصار : نؤدي عبادة الصيام شكلا، ولا تؤثر فينا جوهرا وسلوكا عمليا . وهي ازدواجية غريبة تجعل العبادة لاتنهانا عن الفحشاء والمنكر .
الأمر الذي دفعني إلى طرح سؤال العنوان: "هل نستحق فعلا، شهر رمضان المعظم ؟"، شهر التوبة والغفران، الذي استأثر الله سبحانه وتعالى بمجازاة صيامه (الصوم لي وأنا أجزي به) ؟
فهل نستحق ذاك الجزاء بهذه المفارقة الغريبة ؟
ــــــــــــــــــ
(1) "الترمضينة" لفظة بالعامية المغربية تدل على الحالة النفسية التي يكون عليها الصائم بزعم بعضهم، وهي حالة من العصبية والتوتر والتشنج... الناجمة بزعم ذلك البعض عن الصيام، والتي تـُتـّخذ ذريعة للقيام ببعض التصرفات غير اللائقة . .
ـــــــــ