ديمقراطية الفوضى والدمار
بعد مرور اربع سنوات على الغزو الامريكي للعراق ونتيجة للسياسات الخاطئة للادارة الامريكية والتي اقترفتها في حرب العراق من خلال اشاعة رياح الفتن الطائفية ومحاولة تقليد هولاكو وتركهم لبغداد كي تستباح من قبل مافيا الدم والحقد التي سيطرت على الساحة العراقية واستباحت بغداد كما استباحها هولاكو من قبل.
ومن خلال العمليات الخسيسه الجبانه..والتي يرتكبها اناس باعوا كل القيم الانسانية والحضارية... يظهر لنا مدى الحقد الاسود لهذهالحثالات والشراذم الذين استباحوا دماء الابرياء في العراق بجميع طوائفة واعراقه.
وهكذا اصبحت المدن العراقية المختلفة، وبخاصة العاصمة بغداد، تشهد عمليات العنف و التطهير العرقي والطائفي والذبح والقتل والاعدام على الهوية، فيما اتسع نطاق عمليات التهجير والتطهير القسري.
و حصد العنف، بحسبتقارير صادرة عن منظمة تابعة للأمم المتحدة، أكثر من 35 ألف مدني عراقي،لقي معظمهم مصرعهم خلال العام 2006.
فقد،قال جياني ماغازيني، رئيس مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدةلمساعدة العراق في بيان نشر في الخامس عشر من يناير/كانون الأول 2007، إن 34452 مدنياً عراقياً قتلوا وأصيب 36685 مدنياً آخرين خلال عام 2006،مقارنة بـ12357 وفقا للحكومة العراقية.
إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارةالداخلية العراقية إن 1646 مدنياً لقوا حتفهم في شهر فبراير/شباط، من بينهم 544شخصاً تم العثورعلى جثثهم بالعاصمة بغداد، فضلاً عن 138 جثة تم العثورعليها في مناطق أخرى.
وكان شهر يناير/ كانون الثاني 2007، قد سجلمقتل 1990 مدنياً عراقياً، كان بينهم أكثر من ألف وثلاثة قتلى، عثر علىجثثهم في بغداد، إضافة إلى 61 جثة عثر عليها بمناطق أخرى.
لم تقتصر آثارالحرب في العراق على القتلى فحسب، بل امتدت لتشمل عمليات التهجير والهجرة الطوعية، سواء داخلياً أو خارجياً.
فقد أشارت تقارير دولية، وأخرى غير رسمية، إلى أن حوالي أربعة ملايين عراقي فروا من بلادهم منذ بدء الحرب في مارس/آذار عام 2003.
هذا ومايزال مصير الآلاف من المخطوفين العراقيين مجهولاً، فيما يتم العثور على عشرات الجثث يومياً،
ومايشهده العراق اليوم من ارتفاع عدد القتلى من ذوي الاختصاصات في الفترة بين أبريل/ نيسان 2003 إلى أبريل 2006، ومعظم الضحايا أساتذةوغيرهم من الأكاديميين.. وكذلك مغادرة نحو ألف طبيب العراق بينما قتل نحو 220طبيبا خلال الفترة نفسها مما اصبحيشكل استنزافا مخيفا للعقول والكفاءات والاختصاصات العلميةوالأكاديمية وإضعاف البلاد وحرمانها من طاقاتها البشرية.
وأسهم العنف الطائفي الحاصل بالعراق إلى زيادة حالات التضيق و الاغتيالات التي طالت الصحفيين، وتخضع حرية الصحافة فيهلتهديد الجماعات المسلّحة التي تسعى إلى بث الرعب في صفوف المواطنينوالإعلاميين دونما أن تعمد السلطات إلى اتخاذ أي إجراءات للكشف عن هويتهمومعاقبتهم على رغم مقتل 148 عاملاً محترفاً في القطاع الإعلامي منذآذار/مارس 2003.
ان الاعتقالات والمداهمات المستمرة قدسجلت مؤشرا سلبياعلىحرية الصحافة في العراقوقلقا لدىعموم الصحفيين.
وهكذا يتضح لنا من ان الأستراتجية الرئيسية للادارة الأمريكية هى السيطرةوالهيمنةعلى ثروات ومقدرات العراق ومحو هويتهوثقافتهوتفكيكه وتقسيمهليسهل تذويبه والهيمنة والسيطرة علىثرواته ومقدراته.
وان استمرار الإدارة الأمريكية في نهج سياستها الفاشلة رغم الاحتجاجات يبينمدى الإضطهاد الذي يعاني منه الشعب الأمريكي من قبل النخبة الحاكمةالمدعية للديمقراطية.
صـــــــباح ســـــــــعيد الزبيــــــــدي
بلغراد – صربيا
20/03/2007
عزيزي القارئ الكريم..
تنطلق هذه الكتابات كتعبير صادق لارادة حرة لنقل الحقيقية، والحقيقة وحدها آملا التعاون معي على إيصال هذه الكتابات الحرة بلا خلفيات طائفية أو عرقية أو سياسية، وعند ذاك سأكون على قدر من المصداقية لتحقيق هدفي الأساس الا وهو التعبير الصادق المنطلق على أساس الارتقاء بوطني العراق الممزق الجريح والمحتل لكي ينهض ويضمد جراحاته ويعيد صياغة مشروعه الإبداعي الوطني..
تفاعلوا معي في نقل الحقيقة وأسهموا معي بآرائكم والتي سأحتفي بها، وضموا صوتكم لصوتي لننشد معا للعراق الجديد الواحد الموحد من الشمال الى الجنوب بعيدا عن الكلمات التي تثير النزعات الطائفية والعرقية والقومية وكذلك المهاتـرات والتهـجمـات أو الأنتقـادات ذات الطبيعـة الشـخصية ، ولـن اسـمح بأي رأي او تعليق يؤثر على كرامـة أي شـخص واحترامه الاجتماعي او يثيرالنزعات الطائفية والعرقية والقومية والدينية.
عندها سأقدمخدمة وطنية صادقة في بناء عراق للجميع عراق الحضارة والعلم والمحبة والتسامح والتاخي والامان.
شـاكرا الجميـع على تعـاونهـم معـــي ..
الشاعر والكاتب والاعلامي
صباح الزبيدي
بلغراد
* شكرا والى اللقاء لمتابعة الحلقات القادمة.