الشريف ومن يستطيع أن يخالف رأيه ،كان في متوسط العمر وله نفوذ على سكان القبيلة
وله علاقات خارجية مع المسؤولين إنه سيدي عبد العزيز كما ينادون عليه .لم يكن يعرف
لا القراءة ولا الكتابة. الكل يهابه ،فقد ضم إليه كل الأراضي المجاورة له وملكها .
فعندما يحين موسم الحرث ، تسمع بوشتى البراح يردد.....
...ماتسمعوا غير كلام الخير ،يقول لكم الشريف ابتداء من الغد، أنتم مطالبون
بإحضار بذوركم ودوابكم لحرث أرضه والحاضر يخبر الغائب ومن لم يحضر ، فلن يلوم
إلا نفسه.... ويظل بوشتى يردد نفس الأسطوانة ، بين أرجاء السوق.وغضب الناس
يتزايد ،لكن لا أحد يستطيع أن يقول شيئا...
وفي الغد يتقاطر الفلاحون إلى أرض الشريف ، التي امتدت على مد البصر ،وتطول مدة
الحرث شهرا كاملا والشريف يصول يجول ويطالب أعوانه بإحضار كل رافض
لأوامر ه فيعاقبه بالسجن ويصادر أرضه .
ويأتي فصل الربيع ،ويحل البراح بوشتة بالسوق مرددا من جديد ....
ماتسمعوا غير كلام الخير ...يقول لكم سيدي عبد العزيز....على كل من حرث أن يعود
ويخلص الزرع من الطفيليات ابتداء من الغد .... وقد أعذر من أنذر ....
ويهب الناس جماعات مكرهين لخدمة هذا المتجبر....
ويحل موسم الصيف ،وما أدراك ما فصل الصيف ......ويحين موسم الحصاد ،ويحضر البراح
بالسوق وينادي بأعلى صوته......يقول لكم سيدي عبد العزيز أنتم مدعوون غدا للحصاد والدرس ومن لم يحضر فلن يلوم إلا نفسه و......
يتسلل معظم السكان ، ويأخذون أبناءهم إلى وجهة غير معروفة ، فرارا من هذا
المتجبر الذي كسر أحلامهم وجعل منهم أداة مسخرة لخدمتة و..............
فهل سينجحون في اختراق الحدود؟؟؟؟؟
وهل سينسون مرارة السنين التي قزمت أجسادهم ، وسلبتهم كل شيء..