قصة قصيرة : كـأن ســــهام تغــني ..
د. مصطفى عطية جمعة

زخات المطر على زجاج النافذة بجواري ، رناته على أرضية الممشى خارج الفصل، غيومها استشعرتها منذ الطابور ، على وجنتيّ ، وأصابعي المجمدة بحذائي . رنين جرس الفسحة . تحاورالبنات بأحداقهن . عصاة الأبلة صفيحة " صبيحة " . إنذارها بعدم نزولنا . " لن أفرد جدائل شعري تحت الرذاذ و لن يسيل في خطوط لجبتهي وشفاهي . لن أرى سهام ، أختي العفريتة " مصروفي معها ؛ لأنها تكبرني . خيوط المطر في الساحة الخالية ، لن آكل اليوم . البنت " شادية " زميلتي ، لن تعطيني قضمات من سندويتشها .
أمي تهرول معنا في البكور قبل أن تطولها سباب رئيسة الفراشات في المستشفى . قروشها وقبلات دافئة ، البنات يأكلن .
ألمح " سهام " ، تحت الزخات ، في الساحة ، مفرودة جدائلها ،تركض إلى باب المدرسة الخلفي .
كأنها تغني ، غنوة " المطرة " :
" يا مطرة رخي رخي على قرعة البنت أختي "
ستشتري سندويتشات الفول من عربة عم " أحمد " وراء السور . كيف هربت من فصلها ؟ لو لمحتها الناظرة .
رأسي على الطاولة . الغذاء ، الحلة التي تتوسط الطبلية ، أمي تغرف ، نسبقها أنا وسهام بلقماتنا ، نكبش وتتخضب أصابعنا . هل ستحضر لي سندويشًا ؟
طرقات على باب الفصل . أنياب الأبلة . إنها العفريتة ! . كلامها المتمايل بخنوع . تشير نحوي . ارتخاء وجنتي الأبلة . " حبوبة أبلتي " . تجري نحوي سهام . سندويتشان ساخنان . قطرات من جديلاتها على خدي . " يا مطرة رخي رخي . " .