مقدمة :


بالأمس عند قراءتي " يا دجلة .. أتعبني صمتك " للأديب والصحفي والشاعر الكبير "صباح الزبيدي" ، تراصفت عباراته أمام ناظري ، ومشَيت في طريق قلمه أتتبّع وصفه ، فشعرت بضيق وبحزن عميق ، مما دفعني إلى حمل قلمي ، وبحروفِ ألمٍ تدمع دماً وحسرة ، كتبت عن دجلة الخير .






<< دجلة الخير >>


شعر : آمال بشارة



أيا دِجلةَ ما بالك تغيرت ماؤك


وبكيت دماءا على شعبٍ يُرمى فيك غَدرا


أين شمسك لتلمعَ فوق مياهك؟


أشعَّتُها خارت قِواها وترَنَّحت فوق جثث عائمة




أيا دِجلةََ لَمْلِمي رُفاتَ أمواتٍ


أُلقِيَت فيك عبثا


أجسادٌ كانت قد تغنَّت بك من قبلُ


وجَهِلَت أنك ستكوني لها قبرا




أيا دِجلةَ أين أنت من الجمالِ الآنَ ؟


ضاقت اليابسةُ بهم فإصطنعوا منك بئرا


حمَّلوك أوزارَ أوساخهم


فشَحب وجهُك دهشةً من أفعالهِم




أيا دِجلةَ صوبَ السماء أشِحي بنظرك


وقدّمي لله أرواحَ مَن زاروكِ غَصِْبا


فراشُك حَمَلَهُم ..


والأهلُ بكائهم مرّا


ضمّيهم يا دِجلةَ كالأم الحنون


وإحفظي الأمانة وسلميها نداً طريا .





بيروت
9/7/2007