قدر علي أن أتواجد بين هدير الناقلات، وصخب المسافرين ، وبالضبط بمحطة مدينة فاس
وكان الوقت صيفا ،وكانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد الزوال ، وكانت الحرارة مرتفعة .
ولكن للضرورة أحكام .علي أن أحصل على التذكرة من الشباك وبينما أنا أقف في الصف،
إذابي أسمع نداء يقول ....إياك لاتلقي بنفسك وأصوات أخرى تتعالى وتحذر .....
تخلى الجميع عن الصف وأسرعنا لمعرفة ما يجري .كان المشهد مثيرا لم أشهده من قبل.
كانت تقف امرأة عمرها حوالي25سنة ، من أعلى المحطة الطرقية . من علو يناهز الخمسين مترا تقريبا .
ما زلت أتخيلها ،وهي تضع الغطاء على وجهها وتهم بإلقاء نفسها .لم أتمالك نفسي، فرجوتها ألا
تفعل لأنها ستخسر الدنيا والآخرة .أمام ارتفاع عدد المحذرين، الذين حاولوا إقناعها أن لكل مشكل حل . وحرام عليها أن تضحي بنفسها . توقفت لحظة ،وقلت في نفسي لعلها اقتنعت وستتراجع عن فكرة الانتحار . وخرجت من باب المحطة لاقتنا ء طاكسي الأجرة.
لعلكم تسألون عن مصير هذه المرأة . والله إنها قصة غريبة جدا لم أفهم أسبابها حى الآن .
و ها أنا أحييها بهذا التدوين. فضلت أخذ الطاكسي القريب من المحطة وبينما أنا متوجه لاقتنائه ،إذابي أبصرها كالطائر المحلق في السماء.
لقد ألقت بنفسها .جمدت في مكاني ولم أقدر على رؤيتها وقد أحسست بدوران شديد
انقبضت معه نفسي وجلست أرضا من هول الحادث.
وآخذ ت سيارة الأجرة، وأناشبه مرفوع وحديث الركاب لايدور إلا عن السيدة x
فهذا يقول ربما هربت من دارهم لأنها........
وآخر يقول لقد وجدها زوجها وهي.......
قلت لهم استغفروا الله واذكروا الموتى بخير.
وأصل إلى مدينتي وشبح المرأة لايفارقني.