مدائنُ الغيبِ ...!
شعر : ماجد الرقيبة .
فتى الفيروز .



(1)
وركضتُ خلف هواجسي ...
ماذا تبقّى من صهيل الريحِ في هذي الدُنا ؟
من ذا تردّى ..
من تأبّى ههنا ؟
وخرائفُ الحزن الذي أقعى كموتي في المرايا ..
والحكايا ...
في نشيج العمر ..
تهتفُ بالمآسي والمنى ..
من ذا يصدّقُ أن موتي ..
مثل لحن الشعر مكبوتاً ..
يُقاسي ما جنا ؟!


(2)
يا صَهوة الريح التي خلّدتُها ..
كم راودتُ فيها من خلودْ
من ذا يصدّق في مصيف الحزنِ تبشير الوعودْ ؟
وعلى الوعودْ ...
نامت عيون الحب تنتظر النجائبَ أن تعودْ !
ماذا يقولُ الغيمُ بعد رحيل من أكدى ...
بقفر الحزنِ يهتفُ للسحائبْ ؟
كم تبقى من نزيف العمر يعدو ...
في مهب الغيب ...
يلفح بالمصائبْ ؟
والحبائبْ
في طقوس الليل تنتظر السنا ...


(3)
أسماءُ .. يا أسماءُ ...
يا هذي التي سارت شراعاً في دمي ..
من ذا سيرثي أعظمي ؟
هذا حريقُ العمر يلتهمُ الأماني في المدى
ويشل أوصال الحروف على فمي !
من ذا يصدق أن وجهك قبلتي ؟
من ذا يصدق أن عمرك زهرتي ؟


(4)
يا مَنْ بنيْتِ ممالك الحُلْم القديمْ ..
ورفعْتِ هاتيك القلاعْ ..!
وعلى الشراعْ ..
نامتْ جفونُ الحُلم تنتظر الرجوعْ ..
قالوا : بلادُ الهند تزخرُ بالشموعْ ...
وسفائنُ البحر الحزينِ
على شطوط الدمعِ تهتفُ للوداعْ
من ذا يصدق أن ذاك البحرَ ماتْ ؟
وعلى الرفاتْ ..
نادتْ بقايا الحُلمِ ..
ذابتْ في الصّلاةْ ..!


(5)
أسماءُ .. يا أسماءُ ..
يا وجهاً تلفّع بالحكايا ..
يا سحاباتٍ عَجولةْ ...
من يرد العمر يا وجع المرايا ؟
من سيصبرُ في مواتي كي يرى شعري ..
بُعيد الموتِ يهمسُ بالطفولةْ ؟