الشهيدة

يــا قلـبُ هــذا مــا أردْتَ فخلِّني
وأرِحْ ركـابـك قــد فقدْتُ صوابــي

مــا بين إغفائـي وبينـك صحــوةٌ
ردَّتْ إلــيَّ كهولتـــي وشبـــابي

إنَّ الثــلاثين التــي أتعبْتَهــــا
ضمرتْ فصـــارت جملـةً بكتـــابِ

دمَّرْتني أغــرقْـتَ كـــلَّ مراكبـي
لـم تبقِ لــي مـــا يُرْتَجَى لإيـــابِ

يــا قلـبُ مهلك مـا كتبْتُ قصيــدةً
إلا ســقَتْ أحـزانَهـــا أهـــدابـي

لأكـونَ في عينيـك طفـرةَ شـاعــرٍ
نطقَتْ بأحــرفـه رحـى الأوصـــــابِ

هــذا الجنون علـى يديك أريحُـــهُ
طـوبـى لعـودٍ بعد طــول غيـــــابِ

صحت النجومُ علــى حضورك فارتمَتْ
خجلـى يهدهـدهـا سنـا الأكــــــوابِ

سكـرتْ علـى ذكـراك وهـي عليلـةٌ
وتضوَّعـتْ مســكاً علـى الأعتـــــابِ

وتدحـرجـت فـي إثـر خطوك علَّهـا
تصغـي لنبضـك هاتفـــاً بعتــــــابِ

يــا قلـبُ إنِّي مـا ارتكبتُ جريــرةً
حتَّـى تــردَّ تســامحـي بعقـــــــابِ

إنِّـي أحـبُّ فهـل لحبِّـيَ لعنــــةٌ
تجتـاحنــي كلِّــي بــلا أسبــــــابِ

من نفسك السمحى أخـذْتُ ملامحــي
وسكبت منهــا جـرعـةً بشـرابــــــي

لأغـوصَ فـي بحـر القصيـدة حاملاً
إيَّـاكَ كــي تسمو بظــلِّ حـــــــرابِ

هــذي حبيبتك الشهيــدة ترتقــي
لله فــاشــربْ نخبَهـــا بتصــــابِ

هــذا هو الشرف الرفيـــع مزمجراً
في ساحهــا فرداً بـــلا أحـــــزابِ

فلُّوجــَةُ الشـرفــاء تلك قصيــدةٌ
مــا خطَّهــا قلــمٌ بصــدر كتــــابِ

شعر : علي صالح الجاسم . منبج .