لاحظ أفراد العائلة ،غياب أمينة.البسمة المشرقة التي تحيي الأمل بالبيت.ولما كنا نسأل عنها
كانت أخواتها تتحرجن من الإجابة ، وتردن بأن أمينة في الرباط تجري التدريب بإحدى الإدارات
بعد حصولها على شهادة في المعلوميات من مؤسسة بيجي..
لم أكن مطمئنا لهذا التبرير ، لأن أم أمينة العمة أراها دائما شاردة ، ومنشغلة ولاتتكلم وكأنها
تنتظر المفاجأة .
ويطول الغياب مدة شهرين، وسرعان ماتتفشى الحقائق .فأين هي أمينة؟؟؟؟؟
أمينة التي أخفوا عنا غيابها ،وقعت ضحية وغرربها.لعلكم تستفسرون عن هذا المصير.
أمينة وقعت في فخ محبك .بعد أن اتصلت امرأة بالأم و ببناتها تخبرهن أنها مستعدة لتهجير أمينة إلى الديار الإسبانية بمبلغ قدره.......وأنها ستعمل بشركة كذا....بإسبانيا.
والمدة محدودة وعليهن توفير المال في أقرب الأوقات ،وأن الباخرة ستقلع بعدأربعة أيام.
وعليهم أن يكتموا الأمر.
قدمن للمرأة المبلغ المطلوب ، ومعه أمينة ذات 22سنة كانت المسكينة خائفة ومترددة لكن الأخوات كن متحمسات ويشجعنها على المغامرة.
عالم مجهول، ركبته هذه الفتاة وغابت أخبارها وتبخر أثرها .لا بمن يتصلون، ولامن يسألون.
وتعود المرأة التي أخذت أمينة ،بخبر سيء ترى ماهو هذا الخبر؟؟؟؟
جاءت بحقيبة ملابس أمينة ، وأخبرت العمة وبناتها بأن المركب الذي كانت تركبه أمينة غرق ومات كل من كان بداخله. أطلقت الخبر كالصاعقة ولاذت بالفرار ، ومن هول الصدمة لم يتعقبها
أحد .مضى على الحادث أزيد من عشر سنوات ، وماتزال الأم مكلومة .تتحدث وهي نائمة
جفت دموعها لكن أمينة لن تجف من ذاكرتنا جميعا .
أمينة دمعة دم على خد أم مرسومة.
حقيقة من الشمال ،
سقطت في الفخ،
ولقات شر مآل.
وصبحت ضحية ،
بجثة مخفية.
أنا الضحية ،
مصير مجهول جذبني،
ضعت معاه.
وجعلت أمي تكفكف دموعها.
مالمستني الميمة.
مامت بين أهلي.
تقتلت وترميت للحوت.
لاترجع يا خويا ،رخيص .
رانتا غالي.
أنت تبني البلاد وتعليها.
أنت تبني البلاد وتعليها.
ويقفل ملف أمينة على الدوام .ويعم الحزن بيت العمة وتغيب شمسه إلى الأبد.....