القاضي سيف الدين، اشتهر بعدله وورعه ولما عزم على إكمال دينه أي الزواج،
اختار أكثر النساء حكمة، و أكثرهن تبصرا فهام في أرض الله الواسعة يسأل على من تتجمع فيها هذه الصفات من الثبات
والتبصر والتقوى ،وأخيرا اهتدى إلى ابنة الحكيم العلمي فقيه بقبيلة اشتوكة آيت باها إحدى قبائل سوس العالمة.
فتقدم لطلب يدها للزواج على سنة الله ورسوله .
واقيمت حفلة الزفاف، وأحضرت العروس، وأعجب بها القاضي
أشد الإعجاب وكانت له نعم المرشد والمعين .
وكانت سكنى القاضي قريبة من المحكمة .وذات يوم حضر
رجل يشتكي من آخر، غير صغير ناقته بصغير الأتان(أنثى الحمار)
فظل صغير ناقته يتبع الأتان وكأنه ابنها.
لم ينصفه القاضي وقال له ...لن أفعل لك شيئا مادامت ناقتك
قد وضعت جحشا وصرفه من مجلسه.
خرج الرجل حزينا، مهموما فسألته زوجة القاضي من شرفة بيتها، عن سبب
حزنه فحكى لها قصته مع القاضي .فنصحته بحيلة وأمرته
بتطبيقها.عاد صباح اليوم الموالي وتقدم إلى القاضي قائلا....
زرعت شعيرابجانب البحر ،فأكله الحوت ياسعادة القاضي
فرد عليه القاضي مستفهما وهل الحوت يأكل الشعير؟؟؟؟
رد الرجل وهل الأتان تلد البعير؟؟؟؟؟
فأدرك ظلم حكمه للرجل وحكم بإرجاع صغير الناقة لصاحبه.
وسأله عن الشخص الذي دله لهذه الفكرة ،فلم يخف الرجل الحقيقة وأخبره بذلك.
ولما عاد القاضي إلى بيته، طالب زوجته بأخذ كل ما تحب من
البيت وأمرها بإخلاء البيت.
وخلد للنوم ولما استفاق، وجد نفسه في بيت صهره فتعجب
وسأل كيف جيء به إلى هنا.فأخبرته الزوجة أنها أخذت كل عزيز عليها ولاشيء أعز لديها من زوجها فضحك ورجعا إلى بيتهما.
وتنتهي القصة....
