ظل الحاج علي يلتمس الهدايةلوحيده حسام،
والذي كان متعلقا برفاق السوء. الذين يجرونه
إلى اقتراف المعاصي، بجميع أنواعها فيتحسر
الحاج علي ويحزن على فراق زوجته زينب. التي
انتقلت إلى جوار ربها، مؤخرا إثر أزمة قلبية
سببها لها ابنها المدلل.
ورغم كل مايملك الحاج، فهو لايحس بطعم السعادة.
وكان حسام لايتأخر عن طلب، مبالغ مالية ضخمة
من والده والذي كان على يقين أن ولده يضيع
الأموال فيما يغضب الله .
ويمرض الأب، وينادي على ولده ويقول له....
قد لاتراني ثانية ،فخذ هذا المبلغ المتبقي
وإياك أن تضيعه على رفاق السوء،وإذا صرفته
يابني ولم يبق لديك شيء ،فاشنق نفسك
بهذه المشنقة والتي أعددتها لتجعل حدا لحياتك.
ويرحل الوالد إلى دار البقاء، وطبعا فصديقنا حسام
بذر كل المال الذي قدمه له والده .وطرق أبواب
الأصدقاء، واتصل بهم لكن لم يسعفه أحد.
وصده أحدهم قائلا ...أنت عاق لا تتصل بي ثانية.
ورجع خالي الوفاض، ولم يجد أمامه إلا المشنقة.
وتوضأ وصلى، وبكى بكاء الندم ووضع رأسه بداخل
المشنقة ورمي بالكرسي ليضع حدا لحياته.
لم يحدث ماتتوقعونه لقد سقط حسام أرضا،
وسقطت معه رسالة وصرة، اندهش الابن لأنه
لم يمت واكتشف أن المشنقة، كانت مثبتة بالجبص
فقط .فاسرع إلى الرسالة.
فماذا وجد مكتوبا على الظرف؟؟؟؟؟
كتب عليه، رسالة من السماء. فض حسام الظرف
بسرعة وأخذ يقرأ الرسالة، بلهفة والدموع تفور من عينيه .فهم أنها من والده ،فماذا قال فيها؟؟......قال...
اعلم يابني، أنني أناجيك من السماء وكنت اعلم جيدا أنك ستصل إلى هذه الحالة وسيبعد عنك
الاصدقاء .إنها ياولدي آخر فرصة فافتح الصرة
وابدا حياتك من جديد.....
ويتلفت حسام وكأن والده بجانبه،كان لايصدق ماجرى ...ويسجد شكرا لله.ويمسح دموعه.
ويفتح الصرة، ويجد بها قدرا مهما من المال،
فيصرفه في شراء السلع ويوسع تجارته،
ويفتح الله عليه أبواب الخير، ويصبح من كبار التجار،
ويلتحق به الأصدقاء فيصدهم ويلقنهم درسا لن ينسوه أبدا...
ويصبح بدوره أبا وصديقا لأبنائه، حتى لايعيد
نفس الخطإ ويظل يراقبهم من بعد ودون ان يشعروا
به، وينجح الحاج حسام في حياته وفي تربية أولاده.
وتنتهي القصة.....