تَراني أقبضُ الرِّيحَ ..






هُو الشِّعـرُ

الذي يأتي اختلافـا

كأنَّ به إلى الشِّعْـر انصرافـا


وللريح الغريبـة روحُ معنـى

تَبعثرَ في الأقاصي.

لا قطافـا


تعثـرَ

فـي عبارتـه عيـيـًّا

وكانَ إلـى عبارتـه انعطافـا


وكانَ إذا

رفـا لغـة بأخـرى

وضمَّ إلـى إشارتـه اعتكافـا




تطوَّحتِ القوافـي بالقوافـي

لتلتطـمَ الصُّويْـراتُ انخطافا


على حرفٍ

ترى الكلماتِ جذلى

تفوَّفـتِ انخراقـا وانحرافـا


ترى عمرا

وخرقتـه التفافـا

علـى جمـر بجذوتـه أنافـا



ترى يدا

إليـك تمـدّ شعـرًا

إذا وافى جـراحَ العمْـر طافـا



تَراني أقبضُ الريـحَ انكشافـا

لأرخيها على البسطـاتِ قافـا



تَرانـي

أبجديتَهـا المعـانـي

إذا قـرأتْ مؤانستـي طوافـا


تَراني منْ حروفِ الوقتِ

طيفا ألـمّ بهـا

وقوفـا وانصرافـا



تَراني

لا أنـا حتـىَّ تَرانـي


فأينَ أنا إذا احتدمتْ هتافـا ؟



تبعثرتِ المنافي كـيْ توافـي

فبعثـرتُ القوافـي والقطافـا


وكنتُ أنا

إلى البـدد ارتجافـا

ومنْ زبـدٍ تأولـتُ ارتجافـا


وقلتُ

لموجـةٍ ألقـتْ حيالـي

ثغاءَ البحر يحملُهـا ارتشافـا


فما قالتْ

ونحنُ معـا عكـوفٌ

على صمتٍ نـراوده اقترافـا


لعلّ لـه

علـى المعنـى دلالا

لكـيْ نلغـو ونلبسـه لحافـا


ونحنُ معا

إلى ما ليسَ يعـرى

بيانـا نجعـة وثبـتْ فوافـى


كأنيّْ

حيـنَ أكتبنـي حروفـا

أخافُ على قصيدتيَ انخطافـا


فأطلبهـا

وأخفيهـا حكـايـا

وأسحبهـا فألفيهـا اختـلافـا


وحينَ

أقـولُ أرقبهـا

كأنـيِّ

بشاعِرها منَ الكلمـاتِ

خافـا